تميز المشهد في محيط جل المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية العمومية صباح اليوم الثلاثاء، بانتشار مجموعات من التلاميذ على الرصيف بعد ان تعذر عليهم الالتحاق باقسامهم نظرا لتعليق الدروس من قبل الاساتذة بقرار من الجامعة العامة للتعليم الثانوي وتجمع بعض الاولياء في حلقات نقاش امام المعاهد معبرين عن غضبهم من هذا القرار الذي عطل سير الدروس والامتحانات واصبح يهدد السنة الدراسية، حسب رايهم. وتساءل عدد من التلاميذ أمام أبواب المعهد الثانوي بالمنزه التاسع، في تصريحات لموفدة (وات) عن مصير هذه السنة الدراسية، في ظل تواصل هذه الوضعية "الغامضة والمربكة"، حسب توصيفهم، حيث تعطلت الدروس وتأجل اجراء الفروض العادية الى اجل غير محدد في اليوم الاول من تنفيذ قرار تعليق الدروس. وتحت ظل شجرة قريبة من المعهد، جلس عدد آخر من التلاميذ وقد تعالت أصواتهم، ليتحدث كل منهم عما تخامره من افكار لاستغلال الوقت للتسلية أو اقتراحات من شأنها أن تساعدهم على قتل الوقت في انتظار امكانية عودة الدروس، قبل ان تقترب منهم الولية سعاد لتطلب من ابنتها التي كانت ضمن المجموعة، ان تعود الى المنزل. وقالت الولية سعاد "لقد اضطررت اليوم إلى التغيب عن العمل لاصطحاب ابنتي الى المنزل بعد التثبت من انها لن تتمكن من اجتياز امتحان الرياضيات مثلما كان مبرمجا"، معربة عن الحيرة بخصوص تواصل هذا الاضراب المفتوح، الذي يهدد التلاميذ بالفشل المدرسي ويعرضهم الى السلوكات المحفوفة بالمخاطر في الشارع. أما الولية مريم فاعتبرت ان ابنتها كانت محظوظة اليوم فقد تمكنت من اجتياز امتحان العلوم، بفضل "أستاذها الذي كان من بين الأساتذة القلائل الذين رفضوا الاستجابة إلى دعوة النقابة تعليق الدروس، وتمسك بالحفاظ على مصلحة التلميذ وتفادي كل ما يهدد مستقبله"، حسب تصريحها. وأمام معهد المنزه السابع الذي كان مقفرا، جلست تلميذتان وحيدتان تنتظران عودة الدروس بعد حين، حيث تساءلت سمر احدى التلميذتين في تصريح لموفدة (وات)، "كيف ظلت الحكومة دون حراك... وكيف سمحت لبعض الأطراف بتهديد مستقبل التلاميذ وجعلهم مجرد رهائن دون أي ذنب". ورأت رفيقتها أمل، ان هذه الممارسات تعد "جرما حقيقيا" مشددة على انه يجب محاسبة الاطراف المسؤولة عن ذلك. واضافت انها تعمل باجتهاد من أجل التفوق في دراستها، ولكنها تشعر الآن، في ظل تواصل اضراب الاساتذة، بإحباط كبير سيؤثر حتما على استقرارها النفسي وأدائها المدرسي، وفق تقديرها. (وات)