فنّذ الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أن يكون الآمر الناهي في قطر، حسب زعم سفير روسيا السابق في قطر. وأكد القرضاوي أن ما جاء على لسان الدبلوماسي الروسي محض افتراء وكذب، وأنه ليس الآمر الناهي في قطر، ولا يعطي توجيهات نافذة لمن يشاء، وأوامر صارمة لمن يريد، وكأنه حاكم البلاد. واستهل القرضاوي رسالته بالقول: "أخبرني بعض تلامذتي بمحتوى ما قاله سفير روسيا السابق في قطر، فلاديمير تيتورينكو، خلال مقابلة أجراها مع قناة "آر تي" الروسية. وقد ظن الكثيرون أن خطأً ما حدث في الترجمة، أو أن هناك من تلاعب بها، وذلك لفجاجة الكذب، ولا معقولية الحديث". وأضاف: "تعودتُ أن تنطلق هذه الأكاذيب من شخص مأجور، أو صحيفة صفراء، والجميع يعرف من يُوجه هؤلاء، ومَن يقف وراءهم ويمولهم. أما غير المعتاد فهو أن يصدر هذا الكذب الصراح عن شخص تولى منصبا دبلوماسيا كبيرا، وهو سفير روسيا السابق لدى الدوحة". واسترسل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ذكر تفاصيل لقائه بالسفير الروسي السابق، قائلاً: "جمعني بهذا السفير لقاء في مكتبي بالدوحة – بناء على طلبه- حاول خلالها أن يبرر الموقف الروسي، وأسباب مساندتهم لبشار الأسد في سوريا. وقد انتقدت وقتها- وما زلت أنتقد- موقف روسيا بشدة، واعترضت على مساندة دولة كبيرة مثل روسيا لنظام واهٍ فاسد، قد وجه سلاحه صوب شعبه، في حين أنه لم يشهره قط في وجه الكيان الصهيوني المحتل لأرضه. وتساءلت: أيهما أولى بالمساندة والتأييد؟ الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع أساليب القمع والقهر، أم هذا النظام الذي لا حوار لديه إلا بالمدرعات والدبابات والشبيحة؟!". وتابع قائلاً: "حاول الرجل بحكم منصبه أن يسوِّق موقف بلاده بطرق شتى، الأمر الذي لم يجد صدًى ولا قبولا عندي. وقد ختمت الحوار معه بضرورة إبلاغ السلطات الروسية بأن تغيِّر موقفها تجاه النظام السوري المستبد، مؤكدا على وجوب الانحياز إلى الشعوب وحقوقها، لا إلى الحكام وأطماعهم. وعقب المقابلة، أصدر مكتبي بيانا نُشر في الصحف ومواقع الأخبار، يتضمن مضمون المقابلة كما تمت، حتى لا تُستغل هذه المقابلة سياسيا للترويج لموقف روسيا الداعم للأسد. وهو موجود على موقعي بتاريخ 29/9/2011 على هذا الرابط: https://www.al-qaradawi.net/node/1342′′، مضيفاً "ولما لم تحقق الزيارة غرضها، وجاء نشرُ محتواها بنقيض هدف الزائر، نشر ردا في الصحف القطرية، معترضا على نشر الخبر أو مضمونه، وهو ما لم أُلقِ له بالا. ثم طلبت السفارة الروسية مقابلة أخرى بعدها بفترة، فاعتذرت عن مثل هذه المقابلات التي لا تُجدي". وخلص القرضاوي للقول: "لم يحدث مطلقا ما أخبر به من ادعاءات وكأنني الآمر الناهي في قطر، أعطي توجيهات نافذة لمن أشاء، وأوامر صارمة لمن أريد، ولا يسعُ القوم إلا الانصياع والتنفيذ، وكأنني حاكم البلاد. وهذا محض كذب وافتراء منه. والحق أن من يتابع ما خرج من فم هذا السفير السابق لن يجد أمامه سوى أثر صفقة قد أُبرمت بليل! فإن علامات الكذب بادية في منطقه، وأمارات الادعاء تنطق ببهتانه.". وختم رده بالقول: "غير أني أندهش كيف لدولة كبرى مثل روسيا لا تتابع مسؤوليها السابقين، ولا تحاسبهم على تصريحاتهم المضللة، التي لا تستند إلى حقيقة، ولا تنتسب إلى واقع؟!". وكان السفير الروسي السابق لدى الدوحة، قال في حواره للقناة الروسية إن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان يعطي أوامر للديوان الأميري القطري بتقديم الأموال إلى المعارضة في مصر لتقوية الثورة، على حد تعبيره. وزعم الدبلوماسي الروسي أنه كان يحضر العديد من اللقاءات مع القرضاوى، ونظرا إلى تقدمه في السن كان ينسى أن سفير روسيا يحضر مثل هذه الاجتماعات، ويقول مثلا: "أعطوا المعارضة مزيدا من المال وسوف تزداد نار الثورة استعارا، قاصدا مصر، لافتاً إلى أن القرضاوي جادله بشأن وجوب تخلي موسكو عن دعم الأسد من منطلق أن النظم العربية ساقطة لا محالة لأنها غير ديمقراطية. وقال السفير إنه واجه القرضاوي بالقول إن نظام الدوحة ذاته غير ديمقراطي، قال له إن "دوره سيأتي أيضا"، فسأله "هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بحكام قطر، فأجاب القرضاوي: "على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم والشعب في ما بعد سيطيح بهم". وتابع السفير في حواره أن القرضاوي كان يتصل برئيس الديوان الأميري في حضوره ويعطي أوامره، قائلاً: "قولوا للجزيرة أن تعرض المزيد من اللقطات الفظيعة، والأحداث الدموية، وقتل الأطفال، والنساء في سوريا".