في نطاق مشاريعها للوقاية من التطرف العنيف أشرفت وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان على اعداد شريط وثائقي يكتسي صبغة تحسيسية تم إنجازه من طرف جمعية "بادر" للمواطنة والتنمية العادلة بالاستعانة بمجموعة من الخبراء متعددي التخصصات. وتعد هذه العملية الانتاجية تجربة أولى من نوعها في تونس باعتبار إنجازها في إطار شراكة ثلاثية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص من جهة، ولأنها تكرّس فكرة اشراك الشباب في مرحلة الكتابة من جهة ثانية. وقد عمل كل الشركاء على انتاج دراما وثائقية واقعية للتوعية والتحسيس والمساعدة على وضع آفة تجنيد الشباب من قبل المجموعات الاسلامية المتطرفة تحت المجهر ومحاولة فهم أسباب هذه الظاهرة التي تخل بأمن البلاد منذ سنوات، حيث يروي الشريط الوثائقي سيرة مجموعة من الأشخاص تم التغرير بهم مع طرح و تحليل الأسباب العميقة التي تقف وراء تورطهم. وتنظم الوزارة في هذا الإطار عرضا أولا للفيلم الوثائقي " نحو السراب" يوم الجمعة 11 ماي الجري انطلاقا من الساعة الرابعة مساء بقاعة السينما "عمر الخليفي" بمدينة تونس الثقافية. وقد أعدت الوزارة لهذا الغرض برنامجا ثريا يتضمن الى جانب العرض الأول للفيلم الوثائقي " نحو السراب" عرض أشرطة وثائقية قصيرة لا تتعدي التسعين ثانية توثق لشهادات مصورة حقيقية لشباب انخرطوا ا في الفكر المتطرف لفترة ما قبل مغادرته لاحقا. وسيتم افتتاح هذا اللقاء الفني ب " تحية" للطفي بوشناق، تحية يهديها هذا الفنان القدير الى الحضور والى تونس و شركائها في محاربة الارهاب والتطرف العنيف. وسيتخلل العرض فقرة " سلام" لحاتم القروي. وسيقام العرض بحضور ممثلين عن الجانب الحكومي والجانب الديبلوماسي و المجتمع المدني والجامعات التونسية من باحثين وأساتذة جامعيين ممن يهتمون بالمجال فضلا عن ثلة من أهل الثقافة والفن والإعلام. ويندرج هذا الحدث في إطار آليات عمل منصة الخطاب البديل التي أرستها وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان بهدف تطوير وإنتاج وترويج خطاب بديل للتطرف والارهاب بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص. كما ستشكل هذه التظاهرة مناسبة لدعوة الجميع للانخراط في مشروع الوقاية من التطرف العنيف والمساهمة كلا من موقعه في نشر خطاب بديل مناصر للقيم الانسانية والمجتمعية الايجابية من أجل بناء مجتمع سليم يقوم على الحوار و التسامح و التعايش و قبول الاخر .