إستعرض وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، خلال ندوة صحفية عقدها اليوم الخميس بقصر الحكومة بالقصبة، بيان "ميثاق تونس للتعايش" الذي إنبثق عن الندوة الدولية "حوار الأديان والحضارات من أجل مجابهة التطرف والإرهاب"، المنعقدة يومي 3 و4 ماي الجاري بجزيرة جربة من ولاية مدنين، وإفتتحها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وذلك بالتزامن مع إنطلاق تظاهرة الحج الى معبد الغريبة. وتضمن "ميثاق تونس للتعايش" تذكيرا بالمبادئ الكونية التي جاءت بها مختلف الديانات السماوية والتي كرّسها الدستور التونسي، والتي تنص بالخصوص على ضمان حرية الاعتقاد والضمير للفرد والمجموعة، وترسيخ قيم المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي والحضاري، فضلا عن تفعيل مبادئ العيش المشترك من خلال المناهج التربوية والخطاب الديني والإعلامي وتأصيل قاعدة التعارف بين جميع الناس بمختلف أديانهم وثقافاتهم. كما حث على تثبيت القيم المشتركة تعزيزا للوحدة الوطنية، باعتبار أن الرسالات السماوية تدعو جميعها إلى الحب والسلام لا إلى تغذية الخلافات والصراعات، وذلك عبر الدعوة إلى سن قوانين في الغرض وتفعيل النصوص القانونيّة الجاري بها العمل ضد العنف والتعصّب والكراهية، بالإضافة إلى اقتراح تكوين المجلس الأعلى للأديان، والتأكيد على استغلال تقنيات الإتصال الحديثة في خدمة مبدأ العيش المشترك تحت سقف التسامح والسلام. ونص الميثاق كذلك على ضرورة تثمين التعايش بين الأديان في تونس، والاتحاد من أجل دفع مسار التنمية خاصة من خلال توفير مناخات عمل مشتركة وطنية ودولية للتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب، تكريس القناعة بأن التعايش الديني سند للتنمية والاستثمار ودعم للسياحة الدينية والثقافية، الى جانب العمل على تشريك الأقليات الدينية في صياغة الرؤى الاقتصادية والثقافية في الوطن الواحد. تجدر الإشارة، الى أن بيان "ميثاق تونس للتعايش" يتضمن كذلك جملة التوصيات المنبثقة عن اليوم الدراسي " سماحة الأديان دعم للتعايش ودحض للتطرّف" الذي انعقد بمتحف باردو يوم 26 أكتوبر 2017 تحت إشراف رئيس الحكومة السيّد يوسف الشاهد، والذي حضره ممثلو الأديان السماويّة الثلاثة بتونس وثلة من الأكادميين والمثقفين. كما يتضمن أيضا جملة التوصيات التي أفرزتها الندوة الوطنية "التعايش بين الأديان في تونس دعم للسياحة ومقاومة للإرهاب"، التي انعقدت بمدينة طبرقة يومي 31 جانفي، 01 فيفري 2018 التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية وحضرها بالخصوص ممثلو الأديان السماوية الثلاثة، وممثلون عن البعثات الديبلوماسية المعتمدة في تونس. وقد أكد المشاركون في هذه الندوات الثلاث المنعقدة بكل من بارو وطبرقة وجربة، أنّ الرسالات السماوية جميعها براء من مختلف مظاهر التطرّف والإرهاب وأنّ الإرهاب لا دين له ولا وطن له.
