فوجيء الفنانون في مصر بقرارات غريبة من لجنة الدراما بفرض غرامة علي كل لفظ خادش في الدراما التليفزيونية. اللجنة تابعة للمجلس الأعلى للإعلام ويرأسها المخرج محمد فاضل وتضم في عضويتها عدداً من الفنانين والنقاد منهم المخرج عمر عبد العزيز والناقدة خيرية البشلاوي. وقد أثارت تصريحات فاضل غضباً كبيراً في الوسط الفني حيث قال إن المجلس وضع ضوابط للحد من الفواصل الإعلانية في مسلسلات الدراما خلال شهر رمضان، بحد أقصى ثلاث فواصل على مدار عرض المسلسل الواحد، متابعا أن الإعلانات الكثيفة تقطع العمل الدرامي وتشوّه قيمة المحتوى. وأضاف: «إن القانون 54 لسنة 54 يمنع الاعتداء على المحتوى الفكري لصاحب العمل سواء المؤلف أو المخرج، ويتم قطع المشاهد الدرامية وفقاً لرؤيته، مشيراً إلى أن المجلس فرض غرامة قدرها 250 ألف جنيه على كل لفظ خادش في الدراما التلفزيونية. وتابع: «عملنا أبحاثاً على كل دول العالم من الصين لأمريكا مروراً بفرنسا وبريطانيا لمعرفة تناسب مساحة الإعلانات بالنسبة مع ساعات عرض المسلسلات، والصين أصدرت قوانين لمنع الإعلانات بالكامل داخل الدراما بعد إثبات تشويهها للمحتوى، ويجب الحد من الفصل التعسفي للدراما في مصر». وأشار إلى أن فوضى الإعلانات زادت بعد عام 2011 بشكل كبير جداً، معقباً أن اتحاد النقابات الفنية قام برفع قضية، للحد من هذه الظاهرة التي تخل بالعمل الدرامي. وعن عدم الانتهاء من تصوير بعض المسلسلات التي سيتم عرضها في رمضان، أوضح أن هيئة المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة هي المسؤولة عن مراجعة الأعمال الدرامية، ويحق لها عدم قبول مراجعة أي عمل درامي ناقص قبل رمضان. هذه التصريحات تسببت في انتفاضة بين المبدعين خاصة الجزء الخاص بفرض غرامة على كل لفظ خادش حيث تسائل السيناريست عمرو سمير عاطف عن محددات الألفاظ الخادشة للحياء ومن هو المنوط به تحديدها، مؤكداً إن وجود مثل هذه اللجنة هو الأمر الخادش الحقيقي. بدورها اعترضت الناقدة ماجدة خير الله على هذه اللجنة وعلى قرارتها ورفضت منحها أي سلطة. وكان عادل إمام قد اعترض على وجود هذه اللجنة ووصفها بالفاشية وكذلك الكاتب وحيد حامد الذي قال ان وجود مثل هذه الللجنة هو عار علي مصر. كما أصدرت جمعية نقاد السينما المصريين بياناً أعلنت فيه تضامنها الكامل مع الجهات الثقافية والأفراد في رفضهم لما يسمّى بلجنة الدراما المنبثقة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وما أعلنت عنه من إصدار قائمة بالموضوعات ذات الأهمية التي ينبغي على المبدعين تناولها في أعمالهم، والتي يترأسها (المخرج) محمد فاضل، مؤكدة على أن عمل اللجنة في نهاية المطاف هو حجر واضح على حرية التعبير، يحصر الكُتّاب ضمن موضوعات محددة للحشد التعبوي، وهو الأمر الذي يتناقض أصلاً مع فلسفة الدولة في تبني الاقتصاد الحر القائم على المنافسة. كما سيعمل ذلك أيضاً على هدم صناعة الدراما التلفزيونية، في حال عدم استجابة الكُتّاب للسعي لتناول موضوعات قد لا يحسونها وليست نابعة من ضمائرهم.