مرت عقود على افتتاح المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس ، وعلى مدى عقود حافظ على تسييره النمطي وتوجهه التجاري لينفتح بعد اعادة تهيئته وتكليف الشاب طارق الفرجاوي لتتغير مهارات الاتصال وفن التعامل باعتماد الفكر التشاركي في بناء المستقبل وتصور الرؤى ووضع الاستراتيجيات ، كما لامس المركز الواقع ومتغيرات الزمن وانفتح على الفكر المجتمعي من خلال ترسيخ قيم المواطنة في ظل ما يستهدف الوطن من تحديات عابرة للحدود تمثل خطراً على ثقافة المنطقة وتقاليدها العريقة . و يعتبر المدير العام للمركز طارق الفرجاوي أن «الفنون والإعلام من أهم عناصر التأثير الإيجابي أو السلبي على الفكر المجتمعي مما يتطلب تقديم أعمال فنية وإعلامية ذات مستوى رفيع تؤسس لفكر البناء لا الهدم والوحدة لا التفرقة وغرس قيم المحبة والتآخي والتآزر وقبول الآخر ونبذ أفكار العنف والتطرف والإرهاب». وأشار الى أن الوزارة والحكومة أقرتا استراتيجية ثقافية تشمل تطوير البنى التحتية الثقافية والفنية والتوسيع في إنشاء المقاصد والمنشآت الفنية في كل الجهات والقطاعات من أجل المساهمة في تطوير رسالة الفن الراقية وتسهيل وصولها الى جميع المواطنين». ويعمل الفرجاوي مع فريق عمله على ضرورة تقديم أعمال فنية وإعلامية تستهدف فئات الناشئة والشباب وهم الأكثر تفاعلا وتأثيراً، مع التأكيد على دعم الكوادر الشبابية والأخذ بيدها لترسيخ مفهوم تواصل الأجيال بقيم المحبة والتسامح والإنسانية. وفي سياق متصل الفرجاوي دعم الحكومة لكل المبادرات الفنية والإعلامية التي تساهم بدور حقيقي في إظهار الوجه المشرق للدولة التونسية وطناً ومواطنين وإبراز دورها الحضاري الإنساني ، مؤكدا توجه المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس لدعم الحركة الفنية باختلاف مكوناتها وتطوير الإعلام الذي أصبح توأما للفن التونسي، وهو ما تؤكده الفعاليات الفنية والإعلامية المتتالية التي يشهدها المركز ، ومنذ توليه تسييره الى جانب جهود جميع العاملين به اطارات واعوان وعملة في دعم جميع الفئات الشبابية في مختلف المجالات الفنية والثقافية والرياضية . كما يشهد المركز انفتاح على جميع الجمعيات ومكونات المجتمع المدني وشراكة مع القطاع العام والخاص ، وقفزة نوعية في مجال التكوين (اللغات) اضافة الى تبني نشاط الجمعيات ذوي الاحتياجات الخصوصية وقد شهد المركز منذ اعادة فتحه محطات هامة انطلقت باستقبال اعلى هرم في السلطة رئيس الجمهوريه على هامش احتفالية اللجنة الوطنية الاولمبية بستينيتها واستقبال حرم الرئيس الفرنسي ماكرون والدورة الثالثة لحفل "مرا ونص " و "لا لعنف المرأة" اضافة الى استقبال عديد الوفود الشبابية العربية واحياء تظاهرات للشعب الفلسطيني . ومن خلال ما يعده المركز من برامج نلاحظ أن هذه المنارة سترتقي الى الاحاطة بالطاقات الخلاقة في جميع المجالات وسينفتح على العمل المشترك من خلال عقود شراكة ويعمل المركز على تطوير المناهج البيداغوجية للانشطة وتطوير منظومة العمل والتفكير في وضع برنامج مستقبلي لتكريم رجالات الدولة الذين قدموا خدمات جليلة وتضحيات جسام للوطن والدولة التونسية .
