دعا مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام للتكتل من أجل العمل والحريات إلى أن تكون الانتخابات القادمة في أقرب وقت ممكن. وأكّد خلال الندوة الصحفية التي عقدها الحزب اليوم الثلاثاء أنّ الوضع دقيق ويتطلب من كلّ الأطراف سواء من الحكومة أو المعارضة أو اتحاد الشغل أو المنظمات وهيئة المحامين تحمّل المسؤوليات. وتطرق بن جعفر إلى تكرّر مشاهد العنف والاعتداءات والمسّ من الرموز في الفترة الأخيرة وخاصة منذ أحداث ساحة محمد علي في شهر ديسمبر الماضي. وقال إنّ تونس تحتاج إلى صدمة إيجابية، مضيفا أنّ التكتل طلب ضمانات عندما تعلّق الأمر بالتحوير الوزاري وشدّد على ضرورة تحييد وزارات السيادة وخاصة منها العدل والخارجية مضيفا: "هناك شخصيات مستقلة ومحترمة وكفاءات يمكن أن تكون على رأس هذه الوزارات على الأقل.. ولم نشأ أن نحدث إرباكا على الدفاع وعلى المؤسسة الأمنية والداخلية التي تعمل في ظروف صعبة..ولكن للأسف لم نتوصّل إلى حلّ". وأضاف أنّ التكتل أراد أن يتطرق إلى الحوار الوطني مع كلّ الأطياف حتى يكون التحوير الوزاري تتويجا له ولكن الظروف عكست الأمر وأصبح الموضوع الأساسي التحوير الوزاري. ومن جهة أخرى، تحدّث مصطفى بن جعفر عن حادثة اغتيال الفقيد شكري بلعيد والتي اعتبرها بالفاجعة، قائلا : "يوم 6 فيفري تغيرت الأوضاع ولا أظنّ أنّ عاقلا يمكن أن يتوقع أنّ قوسا فتح وآخر غلق". وعن موقف التكتل من مبادرة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي لتشكيل حكومة تكنوقراط، قال بن جعفر إنّه منذ أوّل اجتماع عقده حزبه كان التوجّه مساندة المبادرة اعتبارا لخطورة الوضع وما يقتضيه من صدمة إيجابية. وأضاف بأنّ التكتل يساند أيضا منذ الوهلة الأولى فحوى المذكرة التي تقدّم بها الجبالي للأحزاب ولم تكن معلنة لوسائل الإعلام، مبينا فحواها الذي دعا فيه الجبالي إلى تعاقد سياسي جديد ومن أجل أن يشكّل التحوير الوزاري حدثا فارقا بين الفترتين. واعتبر بن جعفر اقتراح تشكيل حكومة كفاءات وطنية امتدادا لموقف التكتل وذلك لإبعاد وزارات السيادة عن التجاذبات السياسية وحرصا عن النأي بالجهات التنفيذية عن التجاذبات الانتخابية. وقال إنّ التكتل يلحّ على تشكيل الحكومة ومساندتها من قبل العائلة السياسية على ضوء ضبط توجهاتها وتحديد مشترك لأولويات المرحلة القادمة. ودعا بن جعفر كافة العائلات السياسية إلى التوحّد ضدّ كلّ أشكال العنف لحماية الانتقال الديمقراطي من الانزلاقات وخاصة بعد اغتيال بلعيد. هذا وأكّد بن جعفر على أهمية الحوار الوطني وتمسّك التكتل بتفعيل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل للحوار الوطني والتوافقات السياسية بين مختلف العائلات السياسية. وطالب بأن تكون المصلحة الوطنية حقيقية لأنّ تونس لا تبنى إلاّ بمشاركة الجميع مع ضرورة محاسبة كلّ من ساهم في منظومة الفساد والقمع. وأكّد بن جعفر أنّ تونس قادرة على تحقيق المعجزات مثلما قامت بثورتها وأخرجت الديكتاتور بن علي في شهر. وفي سياق آخر، قال : "من يصفق لرئيس الحكومة النهضاوي اليوم هم من كانوا يشتمونه في الماضي.. ونجاح مبادرته يتطلب مساندة كلّ القوى وعلى رأسها النهضة التي أصبحت متردّدة خوفا من افتكاك الحكم منها.. ولكنني متأكّد أنّ المصلحة الوطنية ستعلو لدى قيادات النهضة مثلما كانت عالية لدى حمادي الجبالي.. لأنّ هذا الوقت هام ودقيق وتقديم المصلحة الوطنية على الحزبية أمر مهم".