التقت جريدة العرب القطرية سامي الطرابلسي في مقر إقامته بأحد فنادق الدوحة وأجرت الحوار التالي: • ما الإطار العام لزيارتك لقطر؟ وما علاقتها بالنتائج المتواضعة التي حققها المنتخب التونسي لكرة القدم في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة؟ - أنا في قطر لنيل قسط من الراحة والابتعاد عن حالة الضغط والتوتر التي رافقت خروج المنتخب التونسي من الدور الأول لكأس إفريقيا.. لي علاقات قوية ومتينة مع العديد من الشخصيات الرياضية في قطر على رأسها الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الذي أجدد له الشكر على التسهيلات التي وفرها للمنتخب خلال فترة معسكره الأخير. زيارتي لقطر كانت بمبادرة فردية مني لزيارة العديد من الأصدقاء في قطر، وكذلك لتقييم عملي الأخير مع المنتخب قبل الرجوع مجددا إلى تونس.
• هل هناك اتصالات مع بعض الفرق القطرية؟ - لست بصدد البحث عن فريق ولم أتلق عروضا لتدريب فرق قطرية، ولكنني فقط أردت نيل قسط من الراحة.. لست في حالة هروب من مواجهة الخيبة الأخيرة للمنتخب، وسأرد على كل الانتقادات التي وجهت، لأنني لم أدافع عن نفسي بعد كما يجب. لم أكن مرشحا لتدريب السيلية، وزيارتي لم تكن لمناقشة عرض من فريق السيلية، ولم أتحدث مع أي من مسؤولي الفريق السيلاوي حول الموضوع.. علاقتي باللورد عبدالله العيدة متطورة جدا، وهو صديق وأخ حميم، ولكن موضوع تدريبي للفريق لم يطرح أبداً بدليل أن اللورد نفسه موجود خارج الدوحة في هذه الأيام.
• هل كنت وراء اختيار ماهر الكنزاري لتدريب السيلية في منتصف المرحلة الأولى للدوري القطري؟ - نعم، نصحت عبدالله العيدة بانتداب ماهر الكنزاري لتدريب السيلية، وأعتقد أن وجه الفريق تغير منذ قدوم الكنزاري رغم أن النتائج لم ترافق هذا التحسن... الكنزاري قام بعمل كبير في فريق السيلية وأعطاه وجها جديدا، لكن للأسف فإن ترتيب الفريق لم يتحسن، والنتائج لم تكن في حجم الجهد المبذول.
• وما رأيك في قرار الكنزاري العودة وفق تجربته مع السيلية والعودة لتدريب الترجي التونسي؟ - نعم نصحت الكنزاري بمواصلة التجربة مع السيلية إلى نهاية الموسم، ولكن القرار النهائي يعود له.. لو واصل ماهر تدريب السيلية لكانت لفائدة للطرفين، لأن تدريب الترجي التونسي سيحصل يوما، ولكن عموما فإن الانفصال بين السيلية وماهر الكنزاري كان بالتراضي، واللورد العيدة تفهم الأمر، ولم يكن مستاء أو غاضبا من قرار الكنزاري الرجوع للتدريب في تونس.
• ما تقييمك لاحتراف التونسي خالد القربي مع السيلية؟ وهل قرار الاستغناء عنه وتغييره دليل على فشله؟ - لا أعتقد أن خالد القربي قد فشل مع السيلية وتغييره في قائمة محترفي الفريق هو موضوع اختيارات فنية محضة وليست ناتجة عن فشل اللاعب في تقديم المستويات المطلوبة منه.. نتائج الفريق أخفت نجاح اللاعب، وحتى لم أكن أدعوه للمنتخب، فذلك الأمر ناتج عن حاجة المنتخب للاعبين آخرين في تلك الفترة.
• وماذا عن احتراف يوسف المساكني مع لخويا؟ - هو اختيار طيب وناجح ليوسف، ومرحلة مهمة له للخروج إلى دوريات أخرى أكثر قوة من الدوري القطري.. المساكني لاعب موهوب وهامش التحسن والتطور مرتفع، وهو محظوظ لأنه يلعب إلى جانب لاعبين عالميين، وينتمي إلى فريق قوي يلعب من أجل الألقاب. الدوري القطري طيب وفي تطور متواصل بقدوم لاعبين جيدين ومعروفين على المستوى العالمي والقاري.. المساكني تلقى عروضا جديدة خلال كأس إفريقيا وبمبالغ مالية كبيرة ربما تقارب أو تفوق عرض لخويا، ولكنه مع ذلك رفض وظل وفيا لعهده مع فريقه مما يدل على قناعته الكاملة باللعب في الدوري القطري.
• هل شجعته على قبول العرض القطري وهل استشارك في الموضوع؟ - لا.. لم يستشرني في العرض التي تلقاه، ولكنني أحترم قراره ولا أخشى عليه من الفشل، وقد يقضي موسما أو موسمين مع لخويا ثم ينتقل إلى دوري أوروبي آخر أكثر قوة. نصيحتي له أن يواصل العمل بكل مثابرة وجهد، وأن يكون محترفا بكامل المواصفات المطلوبة للاحتراف وتجربته الآسيوية مع فريقه يمكن أن تزيده نجاحا وبروزا. المساكني سيستفيد من راحة البال العالية التي سوف يلقاها مع الفريق ستساعده على مواصلة التألق تماما، كما حصل مع لاعبين تونسيين آخرين احترفوا في دوريات خليجية.
• المنتخب القطري عين مؤخرا مدربا مواطنا وسار على نفس النهج الذي سارت عليه منتخبات عربية أخرى.. فما رأيك في هذا التوجه؟ - إنها خطوة ناجحة والمدرب الوطني له أوراق إضافية مقارنة بالمدرب الأجنبي، لأنه الأقرب ذهنيا ونفسيا للاعبين ونقص الخبرة التي كثيرا ما يتعلل بها النقاد يمكن أن تحصل مع تتالي الأيام.. شخصيا لم أدرب فرقا قبل إشرافي على المنتخب، ولكن مع ذلك الخبرة تراكمت تدريجيا مع كل من المنتخب الأولمبي ثم مساعدا في المنتخب الأول وصولا إلى المنتخب الأول.
• هل أن قرار استقالتك من تدريب المنتخب التونسي كانت خطوة استباقية لإنهاء خدماتك من الاتحاد التونسي؟ - لا.. قرار استقالتي ناتج عن المحاولات المتواصلة لتلخيص فشل المنتخب في شخصي، وهذا ما أرفضه تماما.. لست وحدي المسؤول عن خيبة المنتخب، ولم أشعر بالمؤازرة من أعضاء الاتحاد التونسي، أو أنهم يتقاسمون معي المسؤولية على الأقل.. هناك مؤامرة تحاك ضدي ومجموعة من الأشخاص ترغب في إقناع الرأي العام أنني المسؤول الأول والوحيد لخروج المنتخب، وهو ما أرفضه، وهناك من يحرك خيوط هذه المؤامرة حتى تنتقل مهمة تدريب المنتخب له.
• من تقصد.. هل هو نبيل معلول؟ - (يبتسم).. القاصي والداني يعرف الموضوع، وأنت أجبت عن السؤال بذكر اسم نبيل معلول.. سبق أن حققنا نتائج أكثر سوءا من النتائج التي حققناها في البطولة الإفريقية الأخيرة، ولم يقع إثارة والحدث مر بصفة عادية ولم يرافقه جدل كبير. مذيع تونسي تخلى عن مهمته الرئيسية لدى تقديمه لاستوديوهات تلفزيونية وصار ينصب مدربين ويقيل آخرين، وهذا الأمر مرفوض.. بعض المحللين الآخرين هم جزء من المؤامرة المحاكة ضدي. أنا أرحب كثيرا بملاحظات المدرب القدير يونس الشتالي، لأن كلامه إيجابي، ولكن هناك آخرين لا.. عندما نرى خلافا واضحا بين المحلل والمدرب قيس اليعقوبي ومقدم البرنامج حول ماهية النقد الموجه لي ندرك بصفة جلية خيوط المؤامرة المحاكة ضدي.
• ما علاقتك بنيل معلول ولماذا تزامن خروجه مع الترجي مع خيبة المنتخب في كأس إفريقيا؟ - ليس لي علاقة مع نبيل معلول والترجي هو الذي تخلى عنه، وبعد أن تولى تدريب المنتخب التونسي كان الله في عون تونس.. ولا يمكن الجزم بنجاح أي مدرب أو فشله قبل الاطلاع على الكشف الذي سيحققه معه، وأنا أعتبر نفسي ناجحا مع المنتخب، لأنني لم أخسر سوى 3 مباريات من 17 مباراة رسمية طوال فترة إشرافي عليه. وعموما فإنني لم أخسر سوى 6 مباريات من 32 مباراة بين رسمية ودولية، وأنا راض تمام الرضا على ما حققته وما تركته، ولو خدمتني الظروف ببلوغ كل من المساكني والدراجي ولاعبين آخرين في كامل الجاهزية لكانت النتائج مختلفة، ولكانت لنا حلول إضافية. شعرت أنني مستهدف من الجميع، وهذا ما جعلني أسارع بالاستقالة
• وما محطاتك المقبلة في التدريب؟ - سأركن مبدئيا للراحة، وقد يمتد ذلك لشهر أو شهرين أو إلى حدود الموسم المقبل، ولكنني سأعود بعد ذلك لتدريب المنتخب، لأنني واثق مما قدمته للفريق، وبأنني الأكثر جدارة لهذا المنصب.. سيقفون على ما قمت به في المنتخب، ويدركون أنني قمت بعمل كبير، ويقترحون علي العودة لتدريب المنتخب.
• وما رأيك في تعيين نبيل معلولاً خلفاً لك؟ - كنت أعلم انه نبيل معلول دون شك، والقرار في رأيي جاهز رغم كل ما تم التظاهر به من وجود نقاشات.. وأتمنى أن يكون الانتقال قد تم في ظروف نزيهة في انتقال المهمة مني إليه.