كشف حوار الذي اجرته اليوم قناة نسمة مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن شكوك حول "فضيحة تلاعب" بفحوى ما جاء في الحوار الأصلي خاصة بعد ان اتخذت كل من اذاعة "موزاييك اف ام" وقناة الحوار التونسي قرار الامتناع عن بثه لعدم تحصلها على النسخة الاصلية من تسجيل الحوار ما يطرح التساؤل حول مدى نزاهة ما تم بثه. حوار وصفه البعض ب"الفضيحة"، من ذلك الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي في تدوينة له على صفحته الخاصة على "الفايسبوك". وفي الحقيقة قد عبث المقص بالحوار كثيرا اذ فنيا ظهرت انقطاعات وتركيب للثور للتغطية على ذلك وزاد تناقض رئيس الجمهورية في هذا الحوار الطين بلة ، اذ لم يترك موضوعا إلا وصرح بالشيء ونقيضه ابتداء من مسألة تغيير الحكومة وصولا إلى الترشح للانتخابات الرئاسية 2019.فمرة يتحدث عن تغيير لتدارك النقائص واُخرى يشير الى تغيير الحكومة ومرة يتحدث عن النداء فيقول انه لا يحق له التدخل لانه رئيس كل التونسيين واُخرى يقول ان الامر لا يجب ان يستمر وانه سيحسم امر الحزب ليعود فاعلا كما كان.. ومرة يتحدث عن ان جوهر الموضوع هو الصراع حول الترشح للرئاسة واُخرى يقول انه سيواصل وربما يترشح وفي هذا السياق، قال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي: "عندما تحل السنة المقبلة سنرى إن كانت السنة الحالية آخر الأعوام صعوبة أم العكس.. على كل حال هذه السنة صعبة ولا أستبق الأحداث للحكم إن كانت ستكون آخر السنوات صعوبة على تونس أم لا، تماما كما عدم استباقي للأحداث بخصوص ترشحي للرئاسة السنة المقبلة من عدمه". وواصل السبسي بالقول: ''أنا شخصيا لا أسمح لأحد أن يتناقش معي في هذه الحكاية وما نيش بش نبرّد على قلب حتى حدّ.. دستوريا يحق لي الترشح وحينما تفتح الترشحات سيعرف الناس ترشحي من عدمه، وليس هذا ما يقلق التونسيين". ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس الجمهورية "إن الذين يفكرون في المرور مباشرة إلى الانتخابات القادمة غالطين"، مُستدركا بالقول:" مفتاح النجاح في 2019 يبدأ من الآن وقبله أيضا.. وأعتقد أن من يفكر أنه سيمرّ إلى 2019 سواء حزب أو شخص راهم غالطين، فلا توجد حكومة صالحة لأي زمان ومكان، وإن لزم الأمر أنها (الحكومة) تتغير فستتغير ونواصل إلى أواخر 2019". كما قال السبسي: "الحلم بالرئاسة مشروع ينطلق من النجاح قبل بلوغ منصب الرئيس والنجاح في السلطة يأتي قبل الانتخابات.. وكل واحد يفكّر في نفسه كرئيس أقول له إن هناك رئيس واحد يتمتع بأغلبية الشعب، لذلك موش لازم نبداو نقتّلو في بعضنا ونشكّكو في بعضنا..تونس تعبت ويجب التحلي بشيء من نكران الذات وتبجيل المصلحة العليا للوطن.. الناس الكل تحب تولي رؤساء والناس الكل تحب تترشح لانتخابات 2019 وهذا لا يكون''. وفي سياق آخر، وحول دعوات رحيل الحكومة ورئيسها، قال السبسي: " بعد الاتفاق على كل الأولويات ضمن وثيقة قرطاج 2، انبثق خلاف جوهري حول الحكومة التي ستنفذ تلك الأولويات، وهناك أغلبية تطالب بذهاب الحكومة كلها، وهناك حركة هامة ولا يستهان بها_في إشارة إلى حركة النهضة_ تقول ببقاء الحكومة ورئيسها لضمان الاستقرار". كما أكّد السبسي في الحوار الذي بثته نسمة، أنه قد بذل مجهودات لتمكين حكومة الوحدة الوطنية من حزام سياسي من جهات مختلفة على غرار الاحزاب والمنظمات من منظمة الأعراف واتحاد الشغل وغيرها، حيث عرض على ''إتحادي الشغل والأعراف الدخول للحكومة"، مُضيفا: " اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف ساندوا الحكومة ودخلوا حوار قرطاج ووافقوا على الأولويات المضبوطة حينها وحاولت إحاطة الحكومة بحزام سياسي متين من أول شروطه هو مشاركة اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف". كما واصل السبسي حديثه، قائلا: ''لا واحد ساند النهضة أكثر مني.. ولكن لا نريد حكومة مقصية من الحساسيات السياسية.. لا نريد إقصاء أحد لا النهضة ولا غيرها.. أحبذ تجميع الجميع". وفي نفس الإطار، قال رئيس الجمهورية: "رئيس الحكومة مُلزم بأمرين اثنين في حال تواصلت أزمة الثقة والتباين بين القوى الحية في تونس وبين الحكومة الحالية إما يستقيل وإلا يمشي للمجلس لتجديد الثقة.. فلا يمكن البقاء في وضع المتفرج للأزمة.. والوضع الحالي لا يمكنه أن يستمر على ما هو عليه اليوم فقد وصلنا إلى حدّ لا يمكن الاستمرار فيه..ندخل من السيئ إلى الأسوأ ولهذا يجب إيقاف التيار حتى نواصل الديمقراطية ولا نعود إلى العصا الغليظة''. وأضاف السبسي: ''لا يمكن الاستجابة لطموحات شعبنا إذا لم تكن لنا حكومة متماسكة مع القوى السياسية التي حولها والتي تمثل الحزام السياسي الذي تشكّل حول الحكومة ضمن وثيقة قرطاج التي توقفت".