ظهر التباين واضحا في تشخيص واقع منظومة الطماطم الفصلية المعدة للتحويل بين اتحاد الفلاحين ووزارة الصناعة واتحاد الاعراف. اذ في الوقت، الذي أكد فيه الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وجود اشكاليات هيكلية مما يفرض وضع استراتيجية تعالج الاسباب الكامنة وراء ذلك اعتبرت وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ان الموسم قد انطلق في ظروف طيبة وان الاولوية هي التركيز على الجودة فيما ذهب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الى اعتبار ان الاولوية تكمن في تعزيز القدرة التنافسية للمنتوج. وكان انطلاق موسم تحويل الطماطم، الجمعة، محل متابعة ميدانية، بمعتمدية الهوارية باحد وحدات التحويل بمنطقة صاحب الجبل، لوزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، سليم الفرياني، بحضور كل من رئيس اتحاد الفلاحين، عبد المجيد الزار، ورئيس اتحاد الاعراف، سمير ماجول. وأشار الفرياني في تصريح ل(وات) الى ان متابعة انطلاق موسم تحويل الطماطم تاتي في اطار متابعة انشطة قطاع الصناعات الغذائية، الذي يمثل قرابة 10 بالمائة من الصادرات التونسية ويتميز بامكانيات تطور هامة. وابرز ضرورة مواصلة بذل الجهد من اجل رفع تحديات الجودة وتعزيز الانتاجية وترشيد استعمال مياه الري، التي تبقى من ركائز النهوض بمنظومة الطماطم وكسب رهان التصدير. وأوضح أن الخلاص مقابل الجودة يبقى من المجالات، التي يجب العمل على مزيد تطويرها في اطار العلاقات التعاقدية بين الفلاح والمصنع. واشار الفرياني الى ان هذا الموسم ينطلق بصفة عادية ولا يشكو من الطوابير وطول الانتظار مبينا ان المخزون الحالي من مصبرات الطماطم يقدر ب11000 طن وهو مخزون لا يطرح اشكالا رغم تراجع الانتاج خلال هذا الموسم بسبب تقلص المساحات المزروعة تبعا لتراجع مخزون المياه. يذكر أن ولاية نابل تحتل مكانة متميزة في منظومة تحويل الطماطم اذ تعد قرابة 14 وحدة صناعية من مجموع 26 وحدة على المستوى الوطني. وذهب رئيس اتحاد الفلاحين في تشخيصه لواقع منظومة الطماطم الى ان القطاع يعاني اليوم من تراجع الانتاج بعد ان وجد الفلاح نفسه غير قادر على مجابهة ارتفاع الكلفة وغياب الدعم والارشاد مما حدا به الى العزوف عن هذا النشاط، الذي يعاني، أيضا، من مسالك التوزيع غير المنظمة بالاضافة الى الضبابية، التي تلف عمليّة التصدير. وبين ان التعاطي مع هذا الملف بصفة مجزأة يعد من ابرز اسباب عدم الوصول الى الحلول الحقيقية. وأكد الحاجة الى وضع استراتجية متكاملة تعالج أسباب الاشكاليات وتبنى على فلاح رابح من اجل المحافظة على منظومات الانتاج الفلاحي. واعتبر رئيس اتحاد الأعراف، من جهته، ان الموسم ينطلق بصفة عادية دون اشكاليات. وبين غياب اي صعوبات بخصوص قبول الطماطم في ظل توصل الاتحاد الى الاتفاق حول هذه المسالة منذ بداية 2018. واكد ان تعزيز القدرة التنافسية للمنتوج التونسي يبقى احد ابرز الاولويات المطروحة مبينا ان المسالة مرتبطة بتطوير القدرة التنافسية للزراعات والصناعات على حد السواء. وشدد على ضرورة محافظة تونس على قدرتها التنافسية في مجال انتاج معجون الطماطم خاصة وانها تحتل المرتبة الاولى افريقيا وعلى مستوى جنوب المتوسط فيما تاتي ضمن المرتبة الخامسة في المتوسط والمرتبة التاسعة على المستوى العالمي. وبين ان تحسين هذا المركز يحتاج الى العمل اكثر على تحسين النوعية والمردودية.