8اعتداءات على الأمنيين خلال الأسبوع الجاري فقط أي بمعدل يفوق اعتداءا واحد في اليوم.. اعتداءات تجاوزت مجرد العنف اللفظي والتهديد الى اعتداءات جسدية «مهينة» وغير مسبوقة من صفع و»ضرب» تجاوزت المس بشخص الأمني المعتدى عليه فحسب لتمس بهيبة الدولة في حد ذاتها بل و»تستبيحها» أمام تكرر المشهد بشكل يومي مما «كسر» مع الصورة التقليدية للأمني على اعتبار انه «صمام أمان» للمواطن والدولة ويعتبر الاعتداء عليه اعتداء على الدولة في حد ذاتها مما خلف حالة من الاحتقان في صفوف الأمنيين الذين دخلوا مجددا في سلسلة من الاحتجاجات وهددوا بالتصعيد مطالبين بتمرير قانون يحميهم. فلا يمكن لكل من شاهد «فيديو «الاعتداء على عون مرور بولاية بنزرت الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي أن تمحي من ذاكرته الصورة «المهينة» للاعتداء حيث عمد منحرف خلال اليومين الماضيين الى صفع عون مرور ونزع شارة الرتبة من كتفه لمجرد ان العون توجه لمحادثته اثر تهشيم هذا الأخير لبلور سيارة امرأة الا أنه فوجئ بالمنحرف يصفعه بطريقة فضة أثارت حفيظة جل من تابعوا هذا «الفيديو» سيما وان عون المرور لم يرد الفعل وضبط نفسه وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت بفتح بحث في الغرض وتم الاحتفاظ بالمظنون فيه وهو من ذوي السوابق العدلية ولم تمض مدة طويلة على خروجه من السجن من أجل تهمة هضم جانب موظف عمومي بالقول والفعل. وفي اليوم الموالي لهذه الحادثة وتحديدا أمس الاول تعرض كذلك ملازم تابع لادارة الشرطة البلدية الى اعتداء بواسطة «بالة» من طرف بائع «هندي « وسط العاصمة مما تسبب له في اصابات بليغة كما قام أمس الاول أعوان الامن الوطني بمركز حمام سوسة بإيقاف ستة جزائرين إعتدوا بالعنف على شرطي وقد وجهت لهم تهمة هضم جانب موظف عمومي بالإشارة والقول أثناء أدائه لوظيفته والتهديد والسكر الواضح. وتفيد تفاصيل الحادثة أن عون أمن تابع لوحدات الطريق العمومي بسوسة تدخل ليلة أمس الاول لفض خلاف جد بين مجموعة من الجزائرين كانوا في حالة سكر إلا أنهم قاموا بالاعتداء عليه وحاولوا إفتكاك سلاحه الناري قبل أن تصل دورية أمنية للتعزيز حيث تمكنت من القبض على 6 منهم فيما لاذ البقية بالفرار. كما نجح خلال اليومين الماضيين أعوان مركز الأمن الوطني الراجعين بالنظر إلى منطقة الأمن بحمام سوسة في إيقاف شاب جزائري بعد مراجعة النيابة العمومية في شأنه وذلك إثر محاولته التهجم على دورية أمنية قامت بإيقافه للتثبت في وثائق السيارة ونظرا لحالة السكر التي كان عليها فقد حاول التهجم على الأمنيين فتمت السيطرة عليه واقتياده إلى المنطقة المذكورة أين تم الاحتفاظ به على ذمة الأبحاث كما تمكن أعوان الحرس الوطني بالميدة بنابل من إيقاف شخص مفتش عنه لدى العدالة وصادر في شأنه ثلاثة مناشير تفتيش من أجل بيع الخمر خلسة وأثناء مطاردته أقدم شقيقاه على الاعتداء على عون أمن على مستوى رأسه مما استوجب نقله إلى المستشفى المحلي بالجهة ولاذا بالفرار. وفي ذات السياق تمكن أعوان مركز الأمن الوطني بحمام سوسة خلال الأسبوع الجاري بالاحتفاظ بفتاتين إحداهن اعتدت على أعوان الأمن وتتمثل صورة الواقعة في تحول الفتاتين إلى المركز المذكور لتقديم شكاية في الغرض ببعضهما إثر خلاف حاد بينهما وأثناء قيام باحث البداية بسماع الأولى تفاجا الأعوان بحالة الهيجان التي دخلت فيها الثانية وانطلقت بسب الجلالة والتفوه بكلام ينافي الحياء ضد أعوان الأمن وضد الفتاة الثانية وتطور الخلاف بين الطرفين فتم الإذن بالاحتفاظ بهما على ذمة الابحاث. كما تعرض خلال الاسبوع الجاري عون امن إلى عملية «براكاج»بمعتمدية النفيضة حيث تم الاعتداء عليه من طرف شاب قام ب»براكاج» لعون الامن عندما كان مستقلا لسيارته لاجباره على التوقف ثم قام الشاب المذكور بمعية مجموعة من اصدقائه بتعنيف عون الأمن مما استوجب نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة كما تمكنت فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الامن الوطني بغار الدماء من ايقاف عنصر تكفيري عمره 40 سنة من اجل تعمده تهديد مسؤول امني. احتجاجات بالجملة وقد أثارت هذه الاعتداءات المتكررة والمتتالية على الأمنيين وخاصة «حادثة بنزرت»غضب النقابات الأمنية حيث استنكرت النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي ببنزرت في بيان لها ما وصفته ب»الاعتداء الصارخ» الذي طال عون شرطة المرور ببنزرت وجددت تمسكها بتمرير قانون زجر الاعتداءات على الامنيين وعائلاتهم ومقراتهم وأكدت أنها»استوفت سياسة الصبر وضبط النفس وحان الوقت لتحرك بكل السبل القانونية المتاحة للدفاع عن منظوريها»وقد نفذت أمس الأول وقفة احتجاجية بمقر مصلحة شرطة المرور ببنزرت وقام الاعوان المباشرين لعملهم بارتداء الشارات الحمراء كما دعت نقابة موظفي الامن العمومي التابعة لنقابة اقليم سوسة امس الاول الى وقفة احتجاجية امام مجلس النواب تنديدا بالاعتداء على زميلهم ببنزرت وفي ذات السياق دعت نقابة قوات الامن الداخلي بالقيروان الى تحديد يوم غضب امني امام مجلس النواب وطالبت بالدخول في اعتصام مفتوح من اجل تفعيل وتمرير قانون يحمي الامنيين ويجرم الاعتداءات ضدهم. كما نفذ عدد من الامنين من مختلف الاسلاك بولاية قابس بدعوة من النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي وقفة احتجاجية امام مقر النقابة اثر تعرض زميليهما بكل من بنزرت والعاصمة للاعتداء وللمطالبة بالاسراع في سن قانون حماية الامنيين وتشديد العقوبات على المعتدين كما سيتم عقد هيئة نقابية موسعة قريبا لتوحيد التتحركات الاحتجاجية في كامل البلاد. قانون زجر الاعتداءات وفي هذا السياق ذكر رياض الرزقي الكاتب العام المساعد للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي ل»الصباح» ان الاعتداءات على الأمنيين غدت «خبزا يوميا» فهي تتكرر وتتالي بصفة يومية ولا يقتصر الأمر على تلك الاعتداءات التي تم توثيقها ب»فيديو» أو غيره بل هناك العديد من الاعتداءات الأخرى المختلفة الأوجه التي تحصل يوميا أمام عدم صرامة العقوبات المسلطة على منفذي هذه الاعتداءات وأغلبهم من المنحرفين ومن ذوي السوابق العدلية وأضاف الرزقي ان عملية استباحة الدولة من خلال الاعتداء على قوات الأمن الداخلي تكاثفت بعد الثورة وأكد على وجود إرادة سياسية في عدم تمرير القانون تحت غطاء حقوقي فرغم الاتفاق الحاصل منذ مدة لتمرير هذا القانون مع مراعاة مصالح جميع الأطراف المتداخلة الا انه بقي مجمدا في ظل غياب إرادة سياسية لسنه وأمام ذلك فان نزيف الاعتداءات لن يتوقف وسيتجاوز الأمني باعتباره «رمز الدولة « ليمس القضاة والمواطنين كذلك وأكد وجود ضغط من النقابات الجهوية لقوات الأمن الداخلي على النقابة الأم للقيام بتحركات وطنية أمام تواصل الاعتداءات على الأمنيين. فاطمة الجلاصي