قال، النائب الصحبي بن فرج ان "فكرة إحياء النداء التاريخي إنطلقت عمليًّا ومباشرة بعد خطاب يوسف الشاهد الذي اعتبر فيه ان حافظ قايد السبسي دمّر النداء وهو في طريقه لتدمير الدولة"، وفق تعبيره. وأضاف في تدوينة له على صفحته الخاصة على "الفايسبوك": "يومها اجتمع الحرس القديم سواءً ممن بقي أو ممن غادر وقرروا فجأة وضع خلافاتهم جانبا والتضامن بينهم والتفرغ للقضاء على "الفتى المشاغب"كانت الخطة بسيطة: توحيد "الكتلة التاريخية" لاستعادة القوة العددية الاصلية للنداء واللازمة "لفرض" التوافق على حركة النهضة هذه المرة من أجل اسقاط رئيس الحكومة.. وتوحيد العائلة الندائية التاريخية تحت مسمّى إتحاد نداء تونس والعمل على إعادة ملحمة 2014 الانتخابية بالاعتماد على نفس "الثلاثية المربحة" : نفس المرشح للرئاسية+نفس الفريق الحزبي والسياسي +نفس المعركة الأيديولوجية مع النهضة... بكل بساطة، كانت الخطة تتمثّل في إعادة تنظيم الصفوفاولا وعاجلا، من اجل معركة استعادة السيطرة على جهاز الدولة، ثانيا وآجلا من أجل ضمان أكبر نصيب ممكن من السلطة خلال الانتخابات التشريعية القادمة.. فكانت النكسة الأولى يوم الفشل الذريع والمريع في منع انتخاب وزير الداخلية، .. وكانت النكسة الثانية التي أفسدت الخطة برمتها تكوين كتلة الإئتلاف الوطني المساندة للاستقرار الحكومي، وهي مرشّحة للتفوق عدديا على كتلة نداء تونس وستتجاوز سريعا نصف عدد "كتلة النداء التاريخي" .. الكتلة الجديدة أنهت عمليًّا (وقبل أن تتشكَّل رسميا) مخطط إسقاط الحكومة الذي كان يُطبخ على نار هادئة خلال شهر أوت، حيث تم الاستعداد والتحضير جيّدًا هذه المرة لسحب الثقة من الحكومة خلال بداية العودة السياسية (الكتلة الموحدة في البرلمان+ القوى المتوحّدة خارج البرلمان) الأخطر من كل ذلك أن الكتلة الوليدة قد تسفر عن النكسة الكبرى أو أمّ النكسات : بعث مشروعٍ سياسي كبير يستحوذ على مجال الوسط الذي يحتكره نداء تونس". كما أضاف: "سنعيش خلال الأيام القادمة معركة كبرى لمنع إنطلاق المشروع السياسي المنتظر سواءً بالتصعيد (التجميد مثلا) أو بالمقايضة : سحب المطالبة بإسقاط الحكومة الحالية + التراجع عن شرط عدم الترشح مقابل التخلي عن بعث المشروع السياسي + العودة الجماعية إلى "النداء المُرسكل" (وفي رواية أخرى التاريخي) تحت شعار ضرورة التوحيد، وخطورة التشتت (وهذا صحيح للامانة).. بعيدا عن الانفعال، وبقطع النظر عن النوايا والخلفيات السياسية، والعقلية السياسية التي أنتجت هذه الخطة:هل يمكن أن ينجح إحياء فكرة النداء التاريخي في استعادة الحلم؟ هل سيقتنع الخزان الانتخابي الموسع للنداء بمجرد إعادة إخراج "الثلاثية المربحة"" من تحت القبّعة؟ هل سيصوت الناس لنفس الحزب الذي تخلّف عن جميع المواعيد؟ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟ هل سينسى الناخب ما وقع خلال خمس سنوات ويبتلع إراديا نفس الخلطة لانها فقط "ضد" النهضة؟ هل سينسى الناس بهذه البساطة ان هذه الخلطة بالذات هي التي أنتجت وسوّقت التوافق مع حركة النهضة؟؟ بكل موضوعية......لا أعتقد ذلك"، وفق نفس نص التدوينة.