كشفت العملية الارهابية الجبانة التي استهدفت امس نقطة أمنية بشارع الحبيب بورقيبة شدة الازمة التي يتخبط فيها ارهابيو الجبال ومحاولاتهم اليائسة استقطاب عناصر قاطنة في المدن لتنفيذ مخططاتها على طريقة الذئاب المنفردة.. وهو ما تم بعد ان نجح احد العناصر في استقطاب الفتاة التي فجرت امس نفسها... هي منى بنت محمد بن مقطوف قبلة مولودة يوم 1 نوفمبر 1988 وقاطنة عادة بمنطقة العيايطة التابعة اداريا لعمادة، وهي شقيقة لطالب بصفاقس واخر عاطل عن العمل واخت متزوجة، وتقطن في نفس المنزل مع والديها وعمها وعمتها، زاولت دراستها الابتدائية والثانوية بسيدي علوان وعندما اجتازت مناظرة الباكالوريا بنجاح تحولت للدراسة في معهد عال للغات وتحصلت على الاجازة في اللغة الانقليزية، ومنذ ذلك الوقت ظلت في البيت عاطلة عن العمل. هذه الفتاة ارتدت الحجاب منذ سنوات عديدة, استخرجت في مناسبتين بطاقة التعريف الوطنية وهي متحجبة الاولى لما كانت طالبة والثانية عام 2016 المهنة لا شيء، كانت تعيش حياة بسيطة جدا مع عائلتها، وتمضي غالبية الوقت في غرفتها ولكن لم تظهر عليها يوما علامات التشدد الديني سواء في المظهر او في حديثها. الأولى في العاصمة وكشفت مصادر امنية مطلعة ان الارهابية غير مصنفة ولا سوابق لها، سافرت لأول مرة الى العاصمة، وقالت في تصريح ل"الصباح" نقلا عن والدتها انها غادرت يوم الجمعة مسقط راسها بعد جمعت ادباشها وتحولت الى تونس زاعمة انها ستبحث عن عمل، وفي العاصمة يعتقد انها قضت الليالي الثلاث لدى عناصر خططت للعملية، ويوم أمس تحولت الى شارع الحبيب بورقيبة رفقة فتاة ورجل حيث فارقتهما عند الاقتراب من النقطة الامنية ثم نفذت العملية وقتلت على عين المكان. كتابان في الغرفة اثر العملية صدرت انابة عدلية لفائدة فرقة الشرطة الفنية والفرق المختصة للامن والحرس الوطنيين بالمهدية وفرقة التوقي من الارهاب للحرس الوطني بالمهدية تحولت اثرها الى منزل عائلة الارهابية حيث قامت بخلع غرفتها وتفتيشها بدقة دون العثور على اشياء خطيرة تستحق الذكر ما عدى كتابان دينيان تم حجزهما كما تم الاستماع لعدد من اقاربها. ورجح مصدر امني مطلع ان تكون الارهابية منى قبلة استقطبت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل عنصر داعشي ثم التخطيط معها حول العملية بنفس الطريقة، وعندما حانت ساعة التنفيذ تحولت الى العاصمة حيث تسلمت الأداة المتفجرة ثم تحولت الى شارع بورقيبة للتنفيذ، واكيد ان الابحاث ستكشف الحقيقة. رقصة الديك المذبوح في سياق متصل قال مسؤول أمني إن العملية الإرهابية الأخيرة التي عمدت خلالها الانتحارية منى بن محمد قبلة إلى تفجير نفسها بشارع الحبيب بورقيبة هي عملية نوعية بحزام ناسف تقليدي الصنع تدخل في إطار سياسة الذئاب المنفردة ورقصة الديك المذبوح للتنظيمات الإرهابية في تونس التي ضيق الخناق على المنتمين لها في ظل النجاحات الأمنية المتتالية بدءا بالعمليات الإستباقية وصولا إلى تجفيف المنابع ومرورا بإجتثاث أي حاضنة ممكنة لهم شعبية أو غيرها . وفي قراءة ممنهجة لخصوصيات العملية و تداعياتها قال انه يتجلي ما يلي : _ تزامنها مع أحداث سيدي حسين السيجومي الأخيرة ليست إعتباطية بل هي محاولة لهز ثقة المواطن في الدولة و هياكلها عبر غرس فكرة أن الإرهاب صنيع الدولة وأنه مجرد قرص يتم الضغط عليه لإحتواء وفك كل حصار مطلبي مجتمعي تتعرض له . _ كما أن إختيار إرهابيين غير معروفين لدى الجهات الأمنية وغير مدرجين بخزائنها هو سعي للتفصي من الرقابات و من عملية رصد إتصالاتهم و تحركاتهم المشبوهة و هو كذلك محاولة لزعزعة المؤسسة الأمنية و إدخال الإرباك علي منتسبيها ولمزيد توتير علاقة الامنيين بالشعب، إلا أن كل أمني له من الحنكة و الدربة ما يجعله عصيا على كل محاولات الزج بالمؤسسة الامنية في أتون هذه المطبات. وختم بالقول:"الارهابية المذكورة لا تمثل الا نفسها و ثلة من الكلاب الضالة و المسعورة من خفافيش الفكر الظلامي الذين سيجتثهم رجال الامن والحرس والجيش عن بكرة أبيهم من أرض تونس الأبية وسنظل متحدين شعبا و أمنا من أجل التصدي لهم و إجهاض أضغاث أحلامهم الواهية فتونس لنا وليست لغيرنا ودماؤنا مهر بخس ندفعه عربون حبنا لها ولشعبها الجبار".