قال عالم الاجتماع محمود الذوادي في تصريح لل"الصباح نيوز" انّ رجوع ظاهرة اضرام النار في النفس إلى الشوارع التونسية كانت لسببين.. السبب الأول هو نفسي اما الثاني فهو اجتماعي وللحديث عن الجانب النفسي حسب محدّثنا يجب اولا معرفة المدارك العقلية للشخص الذي قام باضرام النار في جسده والمقصود بالمدارك العقلية هنا هو معرفة ان كان هذا الشخص يعيش عقدا نفسية وحالات اضطراب او ضغط وفي صورة ما تبيّن ان مداركه العقلية سليمة تصبح الظاهرة منحصرة في الجانب الاجتماعي والعوامل الاجتماعية التي دفعته للانتحار سواء بإضرام النار او بغيره من الطرق وأضاف عالم الاجتماع انّ من اغلب الأسباب التي تدفع الشخص للانتحار هي بلوغه حالة من اليأس لا يستطيع عندها منع نفسه من القيام بردة فعل قد تكون أحيانا عنيفة تجاه ذاته وحالات الياس متأتية غالبا من الوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه الشخص بدرجة اولى أي الفقر البطالة والحاجة وقال محدثنا ان السؤال المطروح حينئذ يتعلق بما انه إذا ما كانت البطالة والحاجة هي السبب فلماذا لم ينتحر جميع العاطلين عن العمل او جميع الفقراء في المجتمع وهنا يلعب العامل الشخصي دورا هاما في الموضوع حيث عادة ما تكون شخصية المنتحر ضعيفة وحساسة وليس لها قدرة على التحمل او ان يكون المنتحر مريض نفسيا واجتماعيا حالات الانتحار تتعلق اسبابها غالبا بفقدان الشخص للتضامن العائلي الداخلي أي أن يكون الشخص بلا عائلة أو ان تكون له عائلة ولكنّه لا يشعر بالدفئ والمساندة داخلها واكّد محدّثنا انّ موجة محاولات الانتحار التي عرفتها تونس في المدة الاخيرة وآخرها امس حيث تم تسجيل ثلاث محاولات انتحار حرقا يبدو انّها تعود لاسباب اجتماعية أي انّ بلوغ درجة اليأس أسبابه اجتماعية أي فقر بطالة لانّ المحاولات كانت متتالية