يعيش النادي الإفريقي منذ عدة أشهر على وقع أزمة مالية وفنية خانقة لم يسبق له أن عرفها منذ تأسيسه، حيث بات الفريق يعيش على وقع وابل من الخطايا والعقوبات الناجمة أساسا عن سوء تصرف في ملفات اللاعبين وتغلغل عقلية التمعش و"السمسرة" في جل المسؤولين الذين تعاقبوا على هذا الصرح الكروي الذي بات يئن من كثرة الخطايا التي حرمت الفريق من الانتدابات ووضعته أمام خطر سحب النقاط إن لم يتم تسوية هذه الملفات وتوفير السيولة اللازمة لخلاص مستحقات لاعبين لم يظهر بعضهم بقميص النادي ولكن "غباء" المسؤولين وعدم احترافيتهم مكنهم من مبالغ كبيرة. اخر الملفات التي يتم التعامل معها بشكل جيّد هو ملف مستحقات نادي أولمبيك مرسيليا من صفقة التفريط في صابر خليفة إلى نادي باب الجديد في صائفة 2014،حيث لم تتعامل هيئة سليم الرياحي بشكل جيد مع دعوات وكيل أعمال اللاعب عبد القادر الجلالي الذي عبّر عن استعداده وقتها للتدخل وابرام توأمة بين الفريقين مع برمجة لقاء ودي بينها يتم من خلال عائداتها تسوية الملف وغلقها بشكل كلي، ولكن مساعيه لم تلق أذانا صاغية من قبل الرئيس السابق سليم الرياحي الذي اوهمه محاموه بأن الملف فارغ ولن تترتب عنه أية عقوبات تذكر. الجلالي لم يقف عند هذا الحد، حيث كرّر استعداده لعقد صلح بين هيئة عبد السلام اليونسي وإدارة نادي اولمبيك مرسيليا يجنّب الإفريقي صراعا جديدا مع الفيفا ولكن مقترحه لم يلقى القبول عند الرئيس ونائبه حمزة الوسلاتي لتكون النتيجة قرار من الفيفا يفرض على الإفريقي تمكين الفريق من الفرنسي من مبلغ يناهز المليارين و800 ألف دينار في ظرف لا يتجاوز الستين يوما لتتعمّق جراح الهيئة الحالية التي تلقت صفعة قوية بحرمانها من الانتدابات خلال الميركاتو الشتوي والصيفي بقرار من الفيفا نتيجة شكاية تقدم بها المهاجم المالي ماليك توري. وإن اتخذت العلاقة بين الإفريقي ومرسيليا منحى قانونيا فإن أبواب غلقه وديا تبقى ممكنة ومتاحة أمام هيئة اليونسي، فبحسب ما جمعناه من أخبار فإن عبد القادر الجلالي الوكيل السابق لصابر خليفة ومهندس عملية اعارة اللاعب إلى الإفريقي، لا يزال مستعدا بل وقادرا على حل الإشكال في حال تلقى دعوة رسمية من اليونسي للتدخل والتوسط لإيجاد حلي ينهي الخلاف ويجنب الإفريقي عقوبات جديدة قد يكون وقعها أقسى. فهل سيسلك اليونسي هذه المرّة الطريقة الصحيحة لحل الخلاف، أم أنه سيواصل التعنت ويفوت على الفريق فرصة التخلّص من كابوس مزعج؟ موضوع للمتابعة...