فيما يصب الاتجاه العام في الجزائر نحو رفض زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عبَّر منتمون للتيار السلفي الوهابي في الجزائر عن ترحيبهم بزيارة الأخير المرتقبة كما تردد يوم 6 ديسمبر المقبل، والغريب أن مثقفين محسوبين على التيار العلماني الحداثي لم يبدوا أية معارضة بشأن زيارة ولي العهد السعودي، وذهب بعضهم إلى حد السخرية من الذين يعارضون الزيارة بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، الذي بدا بعضهم كأنهم "يتشفون" بخلفيات أيديولوجية فجة، مثل القول "إنه إخواني"، واتهام من يعارضون زيارة بن سلمان بأنهم "إخوانجية"!. وقد رحبت العديد من صفحات شخصيات التيار السلفي على مواقع التواصل الاجتماعي، بزيارة ولي العهد السعودي التي من المقرر أن تتم بداية الشهر المقبل، معتبرة أن الأمير الشاب يحمل فكرا مجددا، وأن ما يتعرض إليه من انتقاد يدخل في إطار حملة تشويه مقصودة بسبب "السياسة الاصلاحية و التحديثية" الجديدة التي ينتهجها بن سلمان. كما اعتبر معلق سلفي أن محمد بن سلمان مرحب به في بلده الثاني الجزائر، وأنه لا عزاء لأهل الشفاق والنفاق وسوء الأخلاق، كما جاء في صفحة أبو عبد الرحمن الجزائري الذي أكد أن الأمير سينير الجزائر بزيارته إليها، فيما ذكرت صفحة أبو محمد فاتح الجزائري أن زيارة ولي العهد إلى الجزائر ثم موريتانيا في انتظار تأكد خبر زيارته إلى المغرب ستأتي بالخير، وحمل المنشور دعوات للأمير الشاب بالنجاح والتوفيق وجمع كلمة المسلمين. وإذا كان موقف السلفيين متوقعا إلا أن الذي بدا مفاجئا نوعا ما هو موقف المحسوبين على التيار "الحداثي العلماني" بخصوص هذه الزيارة، وبين هؤلاء أستاذ الفلسفة البرفيسور إسماعيل مهنانة الذي يستخدم عبارة "المدعو" خاشقجي كلما تحدث عن الصحافي السعودي الذي اغتيل داخل القنصلية السعودية في تركيا، كما انتقد معارضي زيارة بن سلمان بطريقة لا تخلو من "تفلسف". وكتب الصحافي السعدي ناصر الدين المعروف بتوجهه اليساري متسائلا:" استقلت الجزائر قادة الإمارات وقطر والكويت، فلماذا الغضب لانها قررت استقبال محمد بن سلمان؟ طبعا سؤال لغير الإخوان"؟ وهو المنشور الذي أيده بعض المعلقين والبعض الأخر ردوا عليه بالقول أن ولي العهد السعودي هو المتهم الأول بالوقوف خلف قتل الصحافي جمال خاشقجي. من جهة أخرى اثارت إدانة الجزائر المتأخرة أمس لما وصفته بالاغتيال المريع للصحافي السعودي جمال خاشقجي، تعاليق غاضبة ساخرة على مواقع التواصل. وقد صرح عبد العزيز بن علي الشريف الناطق باسم الخارجية نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، ويعد أول تعليق رسمي للسلطات على الحادثة. وحسب البيان إن "الجزائر تدين بقوة الاغتيال المريع الذي استهدف المواطن السعودي (جمال خاشقجي)". ويعد هذا الموقف الأول من نوعه من السلطات الجزائرية بشان قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده باسطنبول التركية بعد دخوله إليها في الثاني من أكتوبر تشرين الأول الماضي. وتزامن تعليق الخارجية الجزائرية على الحادثة مع نشر معلومات شبه رسمية عن زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر مطلع ديسمبر القادم في إطار جولة عربية. وخلف الإعلان عن هذه الزيارة جدلا في الجزائر خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي حيث أطلق ناشطون حملات لمعارضة قدومه، فيما صرح عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم وهي أكبر حزب إسلامي في البلاد السبت أن الزيارة "لا تخدم صورة الجزائر عربيا ودوليا" (القدس العربي)