بقلم :خولة شعباني الزائد (باحثة في علوم التربية) تلقت "الصباح نيوز" مقال رأي من الباحثة في علوم التربية خولة شعباني الزائد تحدثت فيه عن أهمية التربية على مهارات الحياة في تجويد الممارسات البيداغوجية داخل الفصل. وفي ما يلي نص المقال:
شكل موضوع التربية على مهارات الحياة محور اهتمام العديد من التربويين والبيداغوجيين في الأدبيات التربوية المعاصرة باعتبار أن المهارات الحياتية أداة لتحقيق الغايات الأبعد للمتعلمين، والقصدُ من ذلك أنَّ تعليمَ المهارة ليس هو الهدف في حدِّ ذاته، وإنَّما الهدفُ هو كيف يستفيد المتعلِّمُ من خلال اكتسابِ المهارة في حياتِه العامة والخاصة و أيضا فرصة لاستثمار وتوظيف الرأسمال المعرفي والتصرف في المعلومات ولبناء الاستقلالية والتخلص من تبعية عدم تملك رصيد المعرفة فأن تكون تابعا يعني أنك لا تعرف في هذا السياق بادر الدكتور والباحث في علوم التربية السيد عمار الخليفي (متفقد عام للتربية ) بتأمين وتأثيث لقاءات بيداغوجية تكوينية على امتداد شهر نوفمبر لفائدة جميع مدرسي ومدرسات اللغة العربية بدائرة المنتزه التابعة للمندوبية الجهوية للتربية تونس 1 وقد تناولت هذه اللقاءات موضوع التربية على مهارات الحياة وخاصة كيفية ممارستها داخل الفصل وقاربت مفهومها نظريا منهجيا و اجرائيا حيث قام الدكتور عمار الخليفي بتقديم المفهوم وتعريفه على أنه قدرات نفسية لسلوك ايجابي تكيفي يمكن الشخص من التعامل بفعالية ونجاعة مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية وهي مجموع من الكفايات النفسية الإجتماعية ومهارات التعامل مع الآخرين التي تساعد الكائن البشري على اتخاذ قرارات وجيهة ومبنية على معلومات وقواعد حل المشكلات والتفكير النقدي والإبداعي والتواصل الفعال في هذا الاطار أكد الدكتور الخليفي أن اعتماد التربية على مهارات الحياة باعتبارها منهجية تفاعلية تعليمية تركز على نقل المعرفة ضمن الممارسات البيداغوجية من شأنه أن يعزز المهارات التواصلية ما بين الشخصية ويبني التفكير النقدي ويشكل الاتجاهات ويبني استقلالية المتعلم ويدربه على تحمل المسؤولية بشكل تدريجي ويكسبه مهارات التفاوض (الإقناع ،الرفض ،فض النزاعات ) و أيضا مهارة اتخاذ القرار والبحث عن المعلومات هذا وقد أبرز الدكتور خليفي غايات وأهداف ومبررات الاستئناس بالمقاربة وتقديم اطرها المرجعية والنظرية ودعا المدرسين إلى اعتماد المقاربة وتطبيقها لمزبد ضمان تجويد ممارساتهم البيداغوجية داخل الفصل الدراسي و السعي إلى تعزيز وتنمية المهارات والقدرات لدى التلاميذ وذلك عبر محاور عديدة نذكر منها المواد المدرسية والطرائق البيداغوجية والوضعيات التعليمية وإدارة الفصل ولأنَّ إعداد المتعلِّمُ للحياة وتهيئته للاندماج في الحياة الاجتماعية يعتمد في الغالبِ على مراحلِ التعليم العامِّ التي يمرُّ بها؛ لما لها من الخصائص المختلفة التي تجعله قابلاً ومستعدًّا للتعلُّم عن بقية المراحل العمريَّة المتقدِّمة؛ سيما تلك المتعلقة بالنمو الاخلاقي لذلك كان للتعليمِ المبنيِّ على المهاراتِ الحياتية خصوصًا في هذه المراحل - أهدافٌ تناولها العديدُ من التربويِّين والباحثين، منها: تحسينُ الحياة النفسيَّة والاجتماعيَّة وتنميةُ الخصائص الشَّخصيةِ للمتعلِّم، مثل الاتصال والتعاون مع الآخرين، وممارسةُ العمل ضمن الفريق الواحد، وتزويدُه بالمعلومات والخبرات المتعلِّقة بإدارة المواقفِ الحياتية اليومية، وإطلاعُه على التقنيات الحديثة، وتوجيهُه للاستخدامِ الأمْثلِ لها، والقدرة على استخدامِ المراجع العلمية في البحثِ عن المعلومات، ومِن ثَمَّ الاستفادة منها وتفعيلها، والتجريبُ المستمر لتنمية مهاراتِ التعليم الذاتي، وإكسابُ اتجاهاتٍ ومهاراتٍ عملية إيجابية عن طريق إقامةِ علاقاتٍ أُسريَّة واجتماعيَّة طيِّبة، تنعكسُ إيجابًا على التلاحم بين فئاتِ المجتمع المختلفة، وتنميةُ الملاحظةِ الواعية وتوجيهُها كمنطلقٍ لتكوينِ التفكير العلمي بأنواعِه المختلفة حسبَ الحاجة التي يحدِّدها الموقفُ، من مهاراتٍ للتفكير الإبداعي، إلى مهاراتِ النَّقدِ، والوقوفُ على مهاراتِ وطرقِ حلِّ المشكلات، وتحديد أفضل الحلول الممكنة؛ ليتمَّ الاختيارُ الأمثل بينها، وكذلك تنميةُ مهاراتِ اتخاذ القرارِ وضوابطه السَّليمة، وتنميةُ الاتجاهات الإيجابية نحو الاهتمام بالمشتركات العامَّة للنَّاس، كترشيدِ الاستهلاك في مجالاتِ الحياة المختلفة، والاهتمامِ بمنابع الطَّاقة والحفاظ عليها، كما تهدف المهارات الحياتية إلى تشجيعِ المتعلِّمين على ممارسةِ بعضِ المناشط الضرورية لتوفيرِ الأمن والسَّلامة في بيئتِه.