بعد التصريحات الأخيرة لرئيس كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب سفيان طوبال والتي تحدث فيها عن وجود أطراف في النداء عادت إلى الحزب للحفاظ على مواقعها وأن رضا بلحاج له نية عرقلة تنظيم مؤتمر الحركة وأنه في صراع مع المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وهو ما نفاه بلحاج، هذا بالإضافة إلى ما وصفه البعض ب"موجة" الاستقالات بالحزب وتهديد البعض الاخر بالاستقالة، أصبح السؤال المطروح اليوم هل دخل نداء تونس في ازمة جديدة؟ وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع عضو لجنة الاعداد لمؤتمر حركة نداء تونس بوجمعة الرميلي، الذي اعتبر أنه لا مجال للحديث اليوم عن "موجة استقالات"، مُضيفا: "حتى إن كانت هنالك استقالة من الحزب فكفى حديثا عن أزمات وخلافات فالشعب التونسي "ملّ" من مثل هذا الحديث.. كما أننا نحاول تقريب وجهات النظر ولمّ شمل الندائيين ولكن من أراد المغادرة فذلك قراره". أول "مؤتمر تحدّي" ومن جهة أخرى، قال الرميلي إنّ النداء بصدد إعداد نفسه لأول "مؤتمر تحدّي"، مُوضّحا: "التحدي من جانبيْن الاول عقد مؤتمر انتخابي للحزب الأول منذ تأسيسه سنة 2012 والثاني يتمثل في عقد مؤتمر قبل 7 اشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2019". كما أفاد الرميلي أنّه "لا يتصوّر تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية تكون مُفيدة لتونس والحزب الاول الذي فاز في انتخابات 2014 ليس موجودا كما ينبغي بكل طاقاته وبكل دروس أخطائه"، واصفا المؤتمر القادم للنداء ب"المؤتمر الخطير بمعنى الاهمية القصوى"، وفق تعبيره. رصّ الصفوف والوحدة وفي سياق متصل، اعتبر الرميلي أنّ "سرّ نجاح مؤتمر نداء تونس يتمثّل في رصّ الصفوف والوحدة والتماسك وهذا "لا يعني تغميض الأعين عن ثغرات النداء واخطائه الكثيرة"، حسب قوله. وأضاف الرميلي: "يجب أن نقف على أسباب العثرات بعد النجاح.. اليوم الحزب في ازمة بعد ان حقق انتصارات.. وبالتالي عقد المؤتمر الانتخابي لنداء تونس هو تحدّ حزبي ووطني ولا بد من إنجاحه ليس لفائدة النداء فقط بل لفائدة تونس لأننا لا نتصور انتخابات مفيدة لتونس والحزب الاول الفائز في انتخابات 2014 في هذا الوضع فالتوجه لانتخابات رئاسية وتشريعية يتطلب توازنا واستقرارا في المشهد الحزبي". "معركة قوية" وعودة للمشاكل التي يعرفها الحزب وما يصفه البعض بالخلافات بين قياداته، ردّ بوجمعة الرميلي: "اليوم فما نظريات الاولى تتمثل في المحافظة على الموجود ودون فتح الأبواب ولكن تبقى أحسن طريقة الانفتاح على كل الندائيين بقطع النظر عن الخلافات وهذا يتطلب عملا ومجهودات والمسار متجه نحو عقد مؤتمر انتخابي حزبي ناجح.. وسنجد حلا لتذليل الصعوبات والتعطيلات التي يعرفها الحزب والمصلحة تقتضي توفير كل اللازم .. وهنالك حوار فيه وجهات نظر مختلفة في ما يتعلق بتصور المؤتمر وهذا يتنزل في إطار الديمقراطية واختلاف وجهات النظر.. واليوم نحن داخلين في معركة قوية.. ونحن نبحث عن حل لاخراج الحزب من الوضع الذي هو فيه.. وكل هذه المسائل مطروحة ويجب ان يعالجها الحزب بصفة جدية للبناء على قاعدة صحيحة وعلى "أسس" صحيحة". وختم الرميلي بالقول: "النداء حزب له برنامج ومشروع.. صحيح له ثغرات ستُعالج ليساهم في بناء البلاد.. وأزمة النداء أثرت سلبا على البلاد واذا أصلحنا النداء سنصلح الوضع العام في البلاد.. ولا ديمقراطية دون احزاب".