باشرت أمس الدّائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بتونس استنطاق المتهمين في قضية أحداث بن قردان. ومثل أمس أمام المحكمة 8 موقوفين بينهم إمرأة بينما رفض الإرهابي عادل الغندري المثول بقاعة المحكمة وحضر 7 متهمين بحالة سراح فيما لم يحضر 3 آخرين. وصرح المتهم الطاهر ضيف الله أن الإرهابي مختار مارس كان كلفه بإدخال كمية من الأسلحة من مدينة صبراتة الليبية الى تونس وإخفاءها داخل صناديق بالصحراء التونسية مضيفا أن الأسلحة متمثلة في مسدسات وصواريخ ورشاش وألغام وأحزمة ناسفة وقنابل يدوية وبأنه كان تسلمها من الإرهابي الفار بليبيا يحيى الغزالي، واعتبر المتهم أن ما قام به كان عن اقتناع تام وفي اطار "الجهاد" في سبيل الله. وصرح أيضا أن الإرهابي عادل الغندري كان سلمه ذات مرة وقبل احداث بن قردان 40 الف دينار ليستغلها في التجارة وأنه قبل احداث بن قردان ارسل له الإرهابي الطيب مارس 140 الف دينار كما سلمه مختار العرف اكثر من 100 الف دينار. وأوضح أنه في 2014 كان سافر الى ليبيا والتحق بمعسكرات داعش الإرهابي وتلقى تدريبات على كيفية استعمال الأسلحة والمتفجرات مشيرا أنه التقى هناك بعدد من الإرهابيين بينهم يحيى الغزالي بينما لم يلتقى بوناس الفقيه وأنه بعد أن تلقى تدريبات على كيفية استعمال الأسلحة طلب منه نظرائه الدواعش أن يسافر الى سوريا ويلتحق بعناصر التنظيم هناك ويقاتل في صفوفهم ولكنه رفض مقترحهم وأخبرهم أنه يريد العودة الى تونس. وقال أيضا بأنه كان يتواصل عبر تطبيقة التلغرام مع كل من الإرهابيان مختار مارس ومفتاح منيطة بعد مغادرتهما معسكر صبراتة ودخول المدينة وبأنه كان يعلم بالمخطط الإرهابي الذي كان استهدف مدينة بن قردان قصد تحويلها الى امارة تابعة لداعش الإرهابي مضيفا أن أنه بعد العملية اتصل به الإرهابي عادل الغندري وطلب منه مساعدته قصد الفرار الى ليبيا. وكشف المتهم بان الإرهابي عادل الغندري أعلمه أنه وبقية نظرائه الذين نفذوا عملية بن قردان خططوا للقيام بعمليات إرهابية نوعية بتونس العاصمة طالبا منه توفير سلاح. واعترف بأنه يعرف الإرهابي الداعشي المكنى بالقعقاع وبأن فكرة تركيز امارة ببن قردان كانت فكرة "القعقاع" أما المتهم مختار العرف فقد انكر أن يكون قام بتصريف عملة لإرهابيين عملية بن قردان. وتراوحت الإستنطاقات بين الإعتراف والإنكار.
وتعود أحداث بن قردان الى شهر مارس 2015 عندما شنت مجموعة ارهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي هجوما مسلحا على المدينة لتحويلها الى امارة اسلامية تابعة للتنظيم ولكن بفضل قوات الجيش والأمن الوطنيين تكسّرت شوكة داعش على أسوار المدينة وسجّلت بالتالي ملحمة في تاريخ تونس. ونشير أن القضية شملت 77 متهما بينهم موقوفين ومحالين بحالة سراح وآخرون بحالة فرار. وكانت الاشتباكات بين قوات الجيش والامن الوطنيين والمجموعة الإرهابية أسفرت عن استشهاد 10 أمنيين وعسكريين اثنين وعون ديوانة و9 مدنيين، إضافة الى اصابة 27 آخرين بجروح. كما تم حجز كميات كبيرة من الأسلحة اخفاها الإرهابيون بالمدينة تمهيدا للعملية. فضلا عن تصفية 49 ارهابيا.