احيت صباح اليوم الخميس مدينة بن قردان الذكرى الثالثة لملحمة 7 مارس 2016 التي تصدى خلالها الجيش الوطني وقوات الامن الداخلي بمختلف اسلاكه الى جانب المواطنون لمجموعة من الارهابيين استهدفوا مقرات امنية وعسكرية واستشهد خلال هذه الاشتباكات 10 أمنيين وعون ديوانة و9 مدنيين إضافة إلى إصابة اخرين بجروح والقضاء على 50 ارهابيا . وقد تحول وفد وزاري مكون من وزير الدفاع الوطني ووزيري التجارة والتجهيز والاسكان وبتكليف من رئيس الحكومة ،الى مدينة بن قردان لاحياء هذه الذكرى حيث انتظم بالمناسبة موكب بمقبرة سيدي خليف تولى خلاله هذا الوفد تلاوة الفاتحة ترحما على الشهداء ووضع إكليل من الزهور بروضة الشهداء وذلك بحضور السلط الجهوية والمحلية وعائلات الشهداء والجرحى ومكونات المجتمع المدني كما تحول الوفد الحكومي الى النصب التذكاري الذي ضم صورا لإحدى وعشرين شهيدا من ابناء المؤسستين العسكرية والأمنية ومدنيين سقطوا يوم المعركة كما تم بالمناسبة عزف النشيد الوطني واستعراض تشكيلة شرفية تتكون من تشكيلات عسكرية وامنية وديوانية الى جانب تكريم عائلتي الشهيدين من المؤسسة العسكرية، عبد الباسط المرّي وغيث بن محمد قطيف. وقال وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي في كلمة القاها بالمناسبة ان القوات الحاملة للسلاح برهنت خلال هذه الاحداث عن جاهزيتها ويقظتها وحرفيتها كما برهن الشعب التونسي عن التفافه وتضامنه لحسم المعركة في مشهد فريد من نوعه تجسمت فيه الروح الوطنية والفداء والتضحية باسمى معانيها في سبيل الوطن. واضاف ان هذه المعركة المصيرية أكدت ان قوة بلادنا تكمن في وحدة شعبها والتفافه حول القوى الحية للوطن وفي مقدمتها المؤسستان الجمهوريتان العسكرية والأمنية مما جعلها عصية على الإرهابيين الذين أرادوا استهداف أركان الدولة ومؤسساتها ومكتسبات شعبها وقيم المجتمع مشيرا الى ان ملحمة بن قردان مثلت نقطة تحول نوعي في الحرب على الاٍرهاب حيث التقت إرادة الأهالي مع إرادة الامنيين والعسكريين للوقوف سدا منيعا للتصدي للارهابيين في لحظة فارقة بشرت ببداية انهيار تنظيم داعش وهزيمة عناصره ومناصريه في اكثر من مدينة عربية. وأكد الوزير ان هذه الملحمة مثلت انتصارا اكتسى بعدا استراتيجيا جنب البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان من الممكن ان تكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها لتبين ان أعداء الدين والحياة والحريّة لا مكان لهم في ارض تونس الطيبة. وقال الزبيدي ان الحرب على الاٍرهاب ما تزال متواصلة الى حين اجتثاث الظاهرة من جذورها والقضاء على من يتبنى هذا الفكر الهدام وهو ما يستوجب جهدا وطنيا وتعاونا بين مختلف القوى الوطنية الحية مع تحمل كل طرف لمسؤولياته ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الشخصية الضيقة . واشار الى جهود الدولة في دعم الامكانيات المادية للمؤسسة الامنية والعسكرية من خلال توفير اعتمادات قدرها 15 بالمائة من ميزانية الدولة للوزارتين وهو ما يعكس المجهود الاستثنائي للدولة في سبيل توفير متطلبات الأمن القومي مؤكدا من جهة اخرى اهمية ارساء منوال تنموي عادل يقطع مع الاقصاء والتهميش لكل المناطق وخاصة الحدودية منها التي تمثل جزء لا يتجزا من الوطن والعمق الحقيقي له وركيزة أساسية للحفاظ على الأمن . واستعرض وزير الدفاع الوطني تجربة رجيم معتوق في تثبيت الأهالي بمنطقتهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم ليتوسع مجال تدخل ديوان رجيم معتوق ليشمل منطقة المحدث بإنجاز مشروع فلاحي سقوي مماثل سيتم على مراحل مشيرا الى حرص الحكومة لانجاز مشروع مهيكل من خلال تهيئة مطار رمادة العسكري ليستقبل الطائرات المدنية وتهيئة الاراضي الفلاحية واحداث حزام اخضر بيئي للحد من زحف الرمال واستعمال الطاقات المتجددة وتوفير مرافق أساسية .