شهدت مدينة سوسة قبل نحو شهر جريمة قتل فظيعة متبوعة بجريمة أخرى وهي السرقة راح ضحيتها كهل في الخمسين من العمر على يد شاب يصغره بنحو ثلاثين عاما أصيل ولاية القيروان، وقد تمكن رجال فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بسوسةالمدينة من كشف لغز الواقعة رغم غموضها بالتنسيق مع فرقة الشرطة الفنية والعلمية بسوسة وألقوا القبض على المشتبه به في كمين محكم نصبوه له أمس الأول الخميس بمسقط رأسه. وقال مصدر أمني مطلع ل"الصباح" إن اتصالا ورد منذ أسابيع على المصالح الأمنية مفاده العثور على جثة كهل تتدلى داخل شقته، وبالتحول على عين المكان أجرى المحققون المعاينة الموطنية بحضور ممثل النيابة العمومية وحاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة 1 قبل أن يتعهد أعوان فرقة الشرطة العدلية بسوسةالمدينة بالبحث في القضية لكشف ملابساتها ودوافعها. مسلك جنائي رغم أن المشهد الأولي يوحي بأن الحادثة انتحار فإن حنكة الأعوان سلكت منذ البداية مسلكا آخر (جنائي) في الأبحاث بعد تفطنهم لاختفاء هاتفين محمولين على ملك الهالك، وأدركوا أن جريمة حصلت خاصة وان الضحية كان يستضيف الشبان لشقته لعقد جلسات خمرية، وان عملية الشنق ما هي إلا محاولة للتضليل، لذلك أوقفوا عددا من الشبان الذين كانوا يترددون على شقة الكهل والتحري معهم. خلال الأسبوع الجاري ورد تقرير الشرطة الفنية والعلمية حول معاينة مسرح الجريمة يتضمن بصمتين مختلفتين لشابين احدهما من سوسة والثاني من القيروان، أوقف الأعوان الشاب الأول، ولكن بالتحري معه أنكر جملة وتفصيلا ما نسب إليه وأكد خلو ذهنه من تفاصيل الواقعة وأدلى بقرائن تؤكد تواجده في الشقة قبل ليلة من الجريمة. الإيقاف والاعتراف حوّل الأعوان نظرهم نحو الشاب الثاني وتحولوا إلى مسقط رأسه منطقة الباطن بالقيروان، حيث القوا القبض عليه وحجزوا احد الهاتفين المسروقين، وباقتياد المشتبه به إلى المقر الأمني والتحري معه بحضور محاميه قدم اعترافات صادمة حول ما حصل واعترف بقتل الكهل. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها "الصباح" فان المشتبه به تعرف على الضحية عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وليلة الواقعة اتصل به واعلمه أن الملاّك أخرجه رفقة أصدقائه من المنزل الذي يقطن فيه على وجه الكراء، وطلب منه السماح له بقضاء الليلة في شقته فلبى طلبه، وبوصوله تناولا كمية من المشروبات الكحولية ثم توجها إلى إحدى الغرف للنوم. خنق ثم شنق على السّرير شعر المشتبه به بالضحية يتحرش به، وفي ردة فعل حينية قام بخنقه بكلتا يديه حتى تفاجأ بموته، حينها وحتى يضلل العدالة والإيهام بأن الضحية انتحر، قام بتحرير رسالة وضعها فوق طاولة بالغرفة ثم شنق الضحية وعلق جثته في باب الغرفة واستولى على هاتفين محمولين تخلص من أحدهما لاحقا ولاذ بالفرار في اتجاه مسقط رأسه حيث القي القبض عليه أخيرا، وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ به على ذمة الأبحاث. صابر الصباح بتاريخ 16 مارس 2019