أكّد المشاركون في ندوة بالعاصمة بعنوان "رؤى متقاطعة حول الدروس المستفادة من التغطية الإعلامية للحملة الإنتخابية وتوصيات للإعداد لانتخابات 2019"، على ضرورة تقنين وضبط قواعد لفترة ما قبل الحملة الإنتخابية وذلك لوجود خروقات في التجارب السابقة. وفي هذا الصدد أوضح رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، نبيل بفون، خلال الندوة التي تنظّمها اليوم الخميس، الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري (الهايكا)، مع الهيئة الانتخابية، أنّ الرّصد المباشر لوسائل الإعلام ينطلق يوم 16 جويلية 2019، لكن يتكثّف انطلاقا من 19 سبتمبر، موعد انطلاق الحملة الإنتخابية، ملاحظا أنّ الفضاء الإعلامي تؤطّره أخلاقيات المهنة قبل هذه التواريخ. وبيّن أنّ فترة ما قبل الحملة الإنتخابية هي التي تنطلق من 16 جويلية 2019 وتتضمّن الدعاية السياسيّة، لكن القانون لا يعاقب على الخروقات التي تقع خلالها، خلافا لفترة الحملة الإنتخابية. وأوضح أنّ هيئة الإنتخابات ترصد وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، خلافا للهايكا التي ترصد وسائل الإعلام السمعي البصري. كما حذّر من الإشهار السياسي ومن الإعلان عن تخصيص رقم هاتف مجاني أو موزّع صوتي أو مركز نداء في وسائل الإعلام، إضافة إلى نشر أو بث نتائج سب الآراء التي لها علاقة بالإنتخابات، خلال فترة الحملة الإنتخابية. بدوره قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، نوري اللجمي، إنّ الهايكا اتخذت 22 قرارا ضدّ مؤسسات إعلامية خلال الإنتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2014، لعدم احترام تلك المؤسسات للقانون. وأكّد على أهمية أن يطّلع الإعلاميون على الجوانب القانونية التي تنظّم العملية الإنتخابية، كالقانون الإنتخابي والمعاهدات والقرارات المشتركة والدستور، لضمان نقل المعلومة بحيادية. وفي سياق متصل أوضح اللجمي أن الهايكا وتجنبا للخروقات، "تعمل بالتعاون مع هيئة الإنتخابات، على إيجاد آلية لمقاومة الأخبار المغلوطة والزائفة التي تعكّر صفو الإنتخابات". من ناحيتها اعتبرت سكينة عبد الصمد، الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أنّ "المشهد الإعلامي اليوم أمام مؤشّرات تؤسّس للفوضى الإعلامية التي تؤسس لها لوبيات السياسة والمال الفاسد الراغبة في التحكّم في هذا المشهد الإعلامي". وشددت على ضرورة رصد المضامين الإعلامية لضمان الشفافية خلال الإنتخابات القادمة وعدم الوقوع في الأخطاء والخروقات التي تمّ تسجيلها سابقا. وقد تمّ التأكيد خلال الندوة على أن الحملة الانتخابية انطلقت هذه الأيام وعلى أشدّها ولا بدّ للراصدين أن ينتبهوا لهذه المسألة خصوصا في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي. كما تمّ التشديد على ضرورة "الإلتزام بأخلاقيات المهنة وبالمهنية والإلمام بالقوانين المنظمة للعملية الإنتخابية، إضافة إلى عدم الخضوع لأي شكل من أشكال التهديد أو الإبتزاز".(وات)