أفاد وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، انور معروف، ان استراتيجية تونس الرقمية تتضمن اهدافا تتعلق اساسا بتحسين مناخ المؤسسات الناشئة مؤكدا حرص وزارته بالتعاون مع وزارات التعليم العالي والتكوين المهني والمجتمع المدني على تقوية قدرات الباعثين الشبان لاحداث مؤسسات تكنولوجية. وأضاف معروف، لدى اشرافه الخميس، على اطلاق اول مركز رقمي نموذجي في تونس وافريقيا والشرق الاوسط، ان المؤسسات الناشئة تحتاج الى 5 برامج استراتيجية شاملة لاسيما البرمجة والمخابر الخاصة بالابتكار والتصنيع الرقمي وبرنامج لدعم الشركات وخاصة التمويل. وأشار ان هذا المركز التكنولوجي، الذي تم اطلاقه ببادرة من شركة "أورونج تونس"، يتوفر كذلك على صندوق استثماري بقيمة 50 مليار يورو لتمويل الشركات الناشئة المبتكرة في القارة الافريقية (التكنولوجية المالية والصحة الرقمية والطاقة والتعليم الرقمي والحوكمة الرقمية) موجه لباعثي المشاريع واصحاب الشركات الناشئة. وبينت المسؤولة على هذا المشروع، أسماء النيفر، أن المجمع الرقمي، يضم باقة من الانشطة بدءا بتدريب وتكوين الشبان على لغة البرمجة مرورا إلى مرحلة المرافقة وتسريع الشركات الناشئة والاستثمار في هذه الطاقات الشابة. كما أنّها فضاءات رقميّة مفتوحة وموجهة للجميع مجانا. وستسمح هذه الفضاءات بتبادل التجارب والخبرات التي سيستفيد منها كل من الطلبة واصحاب الشهائد العليا او من غير حاملي الشهادات والمهنيين والشبان المتابعين لدورات اعادة التاهيل المهني والباحثين عن فرص وافاق جديدة وكذلك باعثي المشاريع. ويشار الى ان هذا المركز تمكن منذ احداثه سنة 2010 من تكوين وتدريب 16 الف شاب ومرافقتهم ودعمهم في مجال التكنولوجيا الرقمية اضافة الى استفادة 1800 شاب بتربصات في اعادة التاهيل المهني وتدريب 800 تلميذ من المدارس الاعدادية والثانوية على لغة البرمجة وانتداب 95 بالمائة منهم في تونس وخارجها. ويذكر ان تونس انطلقت في افريل 2019 في تنفيذ قانون جديد لفائدة المؤسسات الناشئة يرمي الى توفير البيئة الملائمة التي تسمح للشاب بتثمين طاقاته وإحتضان مواهبه وتمويل الأفكار والمشاريع المجدّدة المتسّمة بنسبة عالية من المخاطر. كما يهدف الى جعل تونس وجهة إقليمية مميزة وإطارا وطنيا محفزا لبعث وإستقطاب المؤسسات الناشئة. وهو يندرج ضمن إستراتيجية "تونس الناشئة" التي ترمي إلى جعل تونس قطبا للمؤسسات الناشئة في جنوب المتوسط والعالم العربي والقارة الإفريقية.
