أكّد، اليوم الأحد، القيادي المستقيل في حركة مشروع تونس عماد السبري أنه قرر الانسحاب والاستقالة من الحزب لا لأسباب شخصية بل لأسباب سياسية تتعلق أساسا ببرامج ورؤى واستراتيجيات تكون قادرة على إخراج البلاد من الوضع الذي تعيشه على مختلف المستويات. كما قال السبري في تصريح ل"الصباح نيوز" إنّه "لا يمكن أن يقبل بأن يكون جزء من الفشل"، مُوضحا: "هذا الاندماج هو ضحك على الذقون.. أغلبية القواعد رفضت مبدأ الاندماج.. فالموضوع ليس وليد اليوم بتوقيع الاندماج بين حزبي نداء تونس ومشروع تونس بلْ منذ انطلق الحديث عن هذا الاندماج أو التحالف قلنا اننا غير مستعدين للتحالف باعتبار ان النداء كان في الحكم وهو جزء من أسباب ما وصلت إليه الأوضاع اليوم في البلاد". النداء "موش موجود" وواصل السبري بالقول: "النداء اليوم هو حزب موش موجود حتى الشق الذي بقي فيه انشق الى جزأين.. على أيّ أساس يتمّ التجميع اليوم بعد أن حاد النداء عن مبادئه.. ولهذا العودة للنداء أمر خاطئ.. فلم يبقى منه سوى من هم في الصف الاول للحزب ومن لهم أغراض شخصية وانتخابية للمحافظة على المواقع التي وجدوا من أجلها... وانضمامي لمشروع تونس كان على اساس تكوين حزب له مبادئ وحزب وطني ويجمع اشخاصا لها مصداقية.. ولكلّ هذا وطالما مشروع تونس في تحالف واندماج مع النداء فإننا لن نعود له". وفي نفس السياق، أشار السبري إلى أنّ "قرار التحالف أو الاندماج كان خاطئا وسيكون له تأثير على مشروع تونس"، مُضيفا: "النداء لم يعد له وجود في الساحة السياسية مثلما كان في الاول وحتى في مجلس النواب انقسم إلى "جزيئات"". وحول برنامج التحالف الذي تم الحديث عنه في فترة سابقة بين مشروع تونس وتحيا تونس، اعتبر السبري أنّ تحيا تونس لم يكن له نية التحالف مع "محسن مرزوق" بل ذلك الحديث كان بهدف ربح الوقت والمصادقة على قانون المالية في تلك الفترة... المشهد السياسي "مايد تونيزيا" ومن جهة أخرى، أفاد السبري أنّ "المشهد السياسي التونسي فيه تخبط"، قائلا: "السياسة نعملوا فيها ب"مايد تونيزيا" وليس تلك السياسة المُتعارف عليها دوليا.. كما أنّ "العائلة الوسطية الديمقراطية أصبحت كذبة كبيرة وحتى المجتمع المدني يتحول إلى احزاب"... وفي هذا الإطار، أكّد السبري "رفضه الدخول في "منظومة فشل"، وفق تعبيره، "لن تنجح وسيكون لها تأثير على الوضع العام بالبلاد في ظل غياب الرؤى والبرامج"، قائلا: "لا يمكن ان أكون في هذه المنظومة التي كانت احد اسباب الانهيار في تونس.. وأنا لا أُشكّك في احد ولكن التوجه لم يعجبني... كما أنّ البرامج لا يمكن العمل بها مع النداء الذي يعتبر المشكل في البلاد.. ف"العركة" الكل في هذا الحزب ومشكل الحكم في النداء..." النداء سيُدرس في العلوم السياسية وفي ختام حديثه، قال السبري: "حزب النداء سيُدرس في العلوم السياسية لسببين فهو حزب خلال سنتين فقط تمكن من الصعود للسلطة وفي ظرف سنة انتهى كحزب سياسي وتشقق.. حزب بدا كبيرا وانتهى شظايا متفرقة ونفس الشظايا تحكي على تجميع لا نعلم على أيّ أساس بُنيَ...".