وجود أطراف لها رؤية ضيقة يعيق تكوين جبهة واسعة قمنا بقراءة نقدية للاتعاظ من أخطاء الماضي حتى لا تتكرر في المستقبل أيدينا ممدودة لكل مكونات العائلة الوسطية أفاد حسونة الناصفي الأمين العام لحركة مشروع تونس وجود اتفاق قريب لتوحيد العائلة الوسطية في إطار "النداء التاريخي" يكون في شكل ائتلاف انتخابي، داعيا الناخبين التونسيين إلى تحمل مسؤولياتهم في ممارسة حقهم الانتخابي وتغيير المشهد السياسي للخروج بتونس من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها، وقال الناصفي في حوار خص به "الصباح الأسبوعي" إن التوازن السياسي في تونس لا يمكن أن يحصل إلا إذا كان المشهد السياسي واضحا والعائلات السياسية "مفروزة".. وفي ما يلي نص الجوار: *بعد الاجتماعات المتتالية بين المشروع ونداء تونس (شق الحمامات) أين وصلت مفاوضات التحالف بين الحزبين؟ - يمكن أن نعتبر المفاوضات متقدمة في إطار المسار التوحيدي، قطعنا خطوات هامة في ما يخص الاتفاق الذي سيتم إمضاؤه بين الطرفين والهدف الأساسي هو توحيد العائلة الوسطية في إطار "النداء التاريخي".. ونحن بصدد الاتفاق حول تفاصيل هذا الاتفاق والترتيبات الخاصة بمراحل تطبيقه قبل وبعد الانتخابات.. وبالتالي قطعنا خطوة هامة رغم العراقيل التي واجهتنا والصعوبات في تجميع العائلة الوسطية لان لدينا قناعة راسخة بان التوازن السياسي في تونس لا يحصل إلا إذا كان المشهد السياسي واضحا والعائلات السياسية "مفروزة" على الأقل بالنسبة للمواطن والمهتم بالشأن السياسي.. * ماهي العوائق والصعوبات التي تقف أمامكم لتشكيل جبهة وسطية واسعة؟ هناك عوائق داخلية وعوائق خارجية وجبهة صد من قبل عديد الأطراف المتداخلة سواء من أبناء العائلة أو حتى من خارجها لعدم نجاح هذه التجربة. العوائق الداخلية تتمثل في وجود أطراف سياسية لها رؤية ضيقة جدا للأشياء ورؤية للمشهد السياسي يغلب عليه الطابع الذاتي وهذا ما نجده للأسف في كل مكونات العائلة الوسطية وهو الذي حال دون تجميعها في الفترات السابقة.. أما العوائق الخارجية فتتمثل في وجود عديد الأطراف الخارجة عن الوسطية والتي لا يروق لها هذا التوحيد والتجميع وعودة النداء التاريخي، تحاول إفشال عملية التوحيد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من أجل التشكيك وبث الإشاعات والتفتين لزعزعة مكونات هذه العائلة لكن اعتقد أن هناك وعيا من التونسيين والعديد اتعظ من الماضي ولن يسقط في الفخ من جديد.. *ماهي صيغة هذا التحالف؟ - هذا التحالف سيكون مبدئيا في شكل "ائتلاف انتخابي" نظرا لوضعية الأحزاب المكونة للائتلاف وفي نفس الوقت سيكون هناك مسار مواز للبحث في آليات سبل التوحيد السياسي يعني في إطار البحث عن كيان سياسي موحد لجميع الأحزاب ومن الأرجح أن يكون هذا بعد الانتخابات. * كيف ستكون هيكلة هذا الائتلاف الانتخابي؟ - ستكون هناك قيادة وطنية موحدة في مجلس لقيادة الائتلاف وفي نفس الوقت ستكون هناك هياكل جهوية وتنسيقيات جهوية تجمع بين مكونات الأحزاب المنخرطة في عملية التوحيد.. كما أن الواقع اليوم يفرض على الهياكل التركيز بالأساس على العملية الانتخابية والإعداد الجيد لمراحل المسار الانتخابي القادم.. المشهد سيكون تقريبا ائتلافا سياسيا وليس ائتلافا انتخابيا.. خاصة وان التوحيد السياسي يتطلب رؤية متبصرة لذلك سيكون هناك مساران متوازيان أولا، مسار مرتبط أساسا بالعملية الانتخابية ومسار آخر فيه أكثر ما يمكن الجانب القانوني والجانب الهيكلي لعملية التوحيد.. والقيادة الوطنية مطالبة أيضا بتكوين لجان عمل سواء المتعلق بالبرنامج السياسي المقبل أو المتعلق بالخطاب الموجه للمواطنين والذي يوضح عملية التوحيد وأهدافها وستكون هناك لجان قانونية خاصة لضبط عملية التوحيد في شكلها القانوني وأيضا على مستوى التنسيق بين مختلف هياكل هذه الأحزاب. *هل اقتصرت مشاوراتكم في التحالفات على نداء تونس أم أنها ستتوسع؟ -المشاورات لم تقتصر على نداء تونس بل تقدمت شوطا كبيرا جدا مع حزب البديل التونسي وهناك العديد من الشخصيات الوطنية الوازنة والمستقلة والتي أبدت رغبتها بان تكون طرفا فاعلا في تجميع العائلة وسنعلن قريبا عن عملية التوحيد.. *بعد دعوة الباجي قائد السبسي إلى عودة "النداء التاريخي" ما هي شروطكم للعودة إلى "النداء"؟ - نحن أول من استعمل مصطلح "النداء التاريخي" باعتبار ان النداء التاريخي ليس فقط حزبا إنما المكونات هي التي جعلت النداء ينجح في مرحلة من المراحل انتخابيا وسياسيا ويكون صاحب الريادة على الساحة السياسية. نحن اليوم في حاجة إلى أن تكون العائلة السياسية قائمة على أساس المبادئ التي تكون عليها نداء تونس وشرطنا الأساسي هو الابتعاد عن الرداءة السياسية والمال السياسي الفاسد هذان الشرطان أساسيان الى جانب احترام المؤسسات والهياكل وقد قمنا بقراءة نقدية للاتعاظ من أخطاء الماضي حتى لا تتكرر في المستقبل.. نحن قادرون على أن نعيد الاعتبار إلى النداء التاريخي ونقوم بتجميع هذه العائلة في أيسر الظروف وعلى أسس متينة... * هل تعتقد أن حافظ قائد السبسي هو العثرة أمام هذا التحالف؟ بطبيعة الحال حافظ السبسي احد ابرز العثرات التي كانت موجودة أمام تجميع العائلة وخاصة في صائفة 2018 خلال المشاورات الثنائية بين المشروع ونداء تونس، هو بالأساس الطرف الذي كان حجر عثرة أمام عملية التجميع بحكم انه المدير التنفيذي السابق لحركة نداء تونس.. واليوم ابتعاده عن قيادة الحزب احد أسباب عودة المشاورات بجدية وبنسق كبير.. *بعد تقاربكم مع "تحيا تونس" غيرتم البوصلة واتجهتم إلى نداء تونس ما هي الأسباب؟ - نحن لم نغير البوصلة بل انطلقنا في مشاورات جدية مع حركة تحيا تونس لكن تزامنت فترة المشاورات مع تجديد الهياكل وإعداد المؤتمر التأسيسي لحركة تحيا تونس مما استوجب منا أن نأخذ فترة استراحة بسيطة على مستوى المشاورات على ان تستأنف بعد انعقاد المؤتمر. اليوم هناك مشاورات لكن بنسق بطيء جدا.. واعتقد ان من كانت لديه رغبة في التجميع وتوحيد العائلة الوسطية لابد أن يقدم جملة من التنازلات والشروط في إطار التجميع، دون أملاءات أو شروط مسبقة لان الهدف من توحيد العائلة الوسطية هو خدمة البلاد والتفكير في المصلحة الجماعية وليس المصلحة الشخصية.. * كيف تقيم الاندماج بين المبادرة وتحيا تونس؟ وماهي حظوظ نجاحها؟ هي عملية ايجابية نتمنى النجاح لهذا المسار التوحيدي ودعواتنا منذ سنوات في إطار عملية التوحيد تترجم من خلال مبادرات من هذا النوع.. نتفاعل ايجابيا مع هذه المبادرات وتبقى أيدينا ممدودة لكل مكونات هذه العائلة الوسطية لتقريب وجهات النظر بين مختلف مكوناتها والنجاح في تكوين كيان سياسي واحد.. ومدى نجاحها هو مرتبط بمدى جدية الأطراف المكونة لهذه المبادرة ومدى وضوح الاتفاق الممضى بين الطرفين لان أهم شيء في عملية الاندماج أو عملية التوحيد هو محتوى الاتفاقات التي تمضى فإذا كان الاتفاق تتوفر فيه كل العناصر مع الوضوح التام لكل القضايا والتفاصيل الدقيقة التي تهم الشأن السياسي للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد فسننتظر نجاح لهذه العملية أما إذا كانت عملية التجميع مبنية على توافقات غير واضحة ومضمون غير دقيق فهذا سيكون أهم معطلات التجميع.. محتوى الاتفاق هو الذي سيضمن نجاح عملية التوحيد من عدمه.. حتى لا توصف بعض التوافقات بالمغشوشة.. * بلوغ أكثر من 6 ملايين و700 مسجل للانتخابات كيف تقيمه؟ - هذا نعتبره شيئا ايجابيا.. ونحن في حركة مشروع تونس كنا من دعاة التسجيل الآلي للانتخابات، وهذا ما طالبنا به في مجلس نواب الشعب أكثر من مرة لكن للأسف لم تكن هناك تفاعلات ايجابية مع طلبنا.. لكن أهم من هذا أن تكون نسبة التصويت والمشاركة في الانتخابات مرتفعة وبنسبة كبيرة. لأنه لا يكفي التسجيل في الانتخابات إنما على كل ناخب أن يقوم بدوره ويشارك في العملية الانتخابية ويتحمل مسؤوليته في إبداء رأيه في المشهد السياسي.. وإلا فلا يحق له -إن تعامل سلبا - أن يحاسب الطبقة السياسية أو يطالب بتغييرها أو نقدها.. * إلى أي مدى تعتقد أن الانتخابات القادمة ستحمل مفاجآت مدوية تتغير معها الخارطة السياسية؟ اعتقد أن في الانتخابات القادمة لو اعتمدنا ما ستفرزه شركات سبر الآراء فالنتائج لا تبشر بخير.. باعتبار ان البلاد اليوم في حاجة الى أغلبية قادرة على الحكم وتنفيذ برنامجها.. اليوم شركات سبر الآراء بصدد تقديم مشهد من خلاله لا يمكن لأي طرف يمكن أن تفرزه انتخابات 2019 قادر على أن يكوّن حكومة تحظى بأغلبية مريحة وقادرة على تنفيذ برنامجها.. اليوم، البعض من هذه الشركات تقدم معطيات بعيدة نوعا ما عن المنطق والانتخابات القادمة قادرة على أن تفرز عائلات سياسية وائتلافات حزبية تحظى بالأغلبية الكافية لتكوين حكومة أو القيام بتحالفات مع نظرائها لتكوين حكومة جديدة لكن تشتت العائلات السياسية الحالية لن يخدم مصلحة تونس بقدر ما سيخدم مصلحة أطراف غايتها بث الفوضى في البلاد.. لمياء الشريف