وصلتنا رسالة مفتوحة من الدكتورة سلوى العباسي متفقدة عامة بالتعليم الثانوي وجهتها الى رئيس الحكومة يوسف الشاهد من اجل نجاح حربه على الإرهاب بما أسمته "حوض التضامن والمنيهلة" باعتبارها مشرفة على 7 مؤسسات تربوية بالجهة. وفي ما يلي نص الرسالة: - في حوض التضامن والمنيهلة يوجد تجمّع سكني من أضخم التجمّعات بدأ يشقّ طريقه بصعوبة نحو التنمية والنّهوض الاجتماعي والتّهذيب العمراني ويخطو خطوات سريعة في تحريك عجلة الاقتصاد وتركيز مئات المشاريع الاستثمارية الفردية والتي تتبع مؤسسات الدولة والخواص والتي بدأت فعلا تشغل شباب الجهة وتحدّ من انتشار الجريمة والإرهاب. - في التضامن والمنيهلة أكبر شبكة مؤسسات تربوية عمومية وخاصة في ولاية أريانة وهناك معهد محمود المسعدي منارة الحوض الذي يتصدّرمنذ سنوات نتائج الباكالوريا ورتبته 13 من بين معاهد أريانة وفيه تحرز نتائج مشرفة الفضل فيها كلّ الفضل لطاقات المربّين وحرص أسر التلاميذ على ترسيخ ثقافة النجاح بدل الانقطاع والتسرب. وفي المقابل: - لا يوجد ملعب رياضي واحد ولا قاعة رياضة مغطّاة والأطفال والشباب يخترقون حيطان المؤسسات التربوية ويحفرون جدرانها للتسلّل خفية أو جهارا إلى ملاعبها، ثم يعودون أدراجهم مساء ليحتلّ ملاعب المعاهد المدمنون والمنحرفون وقد عرضت قنوات تلفزية وصحافة استقصائية مشاهد مروّعة عما يجري داخل تلك المؤسسات في جنح الظّلام. - كان هناك معهد رياضي تكلفّ بناؤه ملايين الدينارات أقيم بالجهة الفاصلة بين التضامن والمنيهلة قبيل الثورة وبجانبه تقسيم عقاري معدّ للمربين والأسرة التربوية لم يستكمل بيع قطعه ولا بناؤها هو معهد حميدة باكير، نهبت تجهيزاته بعد الثورة وحرقت منه قاعات ، ثم انتهى به الأمر لدواع أمنية نتيجة كثرة حوادث السرقة والنهب إلى أن خسر شعبة الرياضة لتختفي تلك الشعبة من خارطة التوجيه المدرسي وتمّ ترحيلها منذ سنتين تقريبا إلى معهد حنبعل بأريانةالمدينة ليحرم تلاميذ الحوض منها وقد كانت لهم متنفسا في التوجيه وملاذا وحظا من حظوظ النجاح ومواصلة التعلّم فالتخرّج. - في التضامن مكتبة عمومية فيها أكبر رصيد من الكتب بولاية أريانة بأكملها وفيها قطعة أرض تناهز الألف متر بقيت مهجورة تملؤها الأعشاب الشوكية والأحساك وبالقرب منها مدارس ابتدائية وإعدادية ومعاهد ،لم يفكّر أي مسؤول في استغلالها وتحويلها إلى فضاء متعدد الاختصاصات ومنتزه قرائي يرتاده المتمدرسون وغيرهم للمطالعة والتثقّف وتبادل المعلومات واحتضان الشباب المتسكع أو الواقع بين براثن الإرهاب وشيوخه بالمساجد والبيوت. - في التضامن لا وجود لسوق بلدية منظّمة والسوق الأسبوعية الموجودة يعمّها الانتصاب الفوضوي وتكديس البضائع على الأرض وداخل المحلات الفوضوية وعلى امتداد الأنهج والأزقة ولم يستطع أيّ مسؤول إقناع التجار بتنظيم قطاعهم وإلحاق قطعة الأرض البلدية التي تقام عليها السوق ببعض المؤسسات التربوية المختنقة بالزحف العمراني والاكتظاظ لتتمكّن من التنفّس ومن توسعة القاعات وجعل تلاميذ الابتدائي خاصة يدرسون في فصول ليس فيها قرابة 43 تلميذا يصبحون عرضة لصعوبات تعلم مبكرة ينجم عنها ضعف مكتسبات ففشل فانقطاع. هذه لمحة سريعة وصورة مكبرة عن التضامن والمنيهلة فماذا باستطاعتكم أن تفعلوا لجعل مقاومة الإرهاب والحرب على الإرهابيين وثقافة الموت والتفجير تتحوّل إلى مقاربة تنموية مجتمعية شاملة من أسسها التربية والتعليم والثقافة والرياضة وخاصة ترسيخ الانتماء إلى الوطن ونشر ثقافة البناء والتّعمير؟