يبدو الترجي الرياضي الذي عاد بتعادل سلبي من الجزائر مرشحا للتاهل الى دور المجموعتين لكاس رابطة ابطال افريقيا لكرة القدم عندما يستضيف شبيبة بجاية يوم السبت في رادس لحساب اياب الدور ثمن النهائي. وفي المقابل سيكون النادي البنزرتي الممثل الثاني لكرة القدم التونسية في مسابقة الابطال مدعوا الى تحقيق انجاز لافت لاقصاءالاهلي المصري حامل اللقب يوم الاحد في القاهرة بالذات باعتبار قيمة المنافس من جهة ونتيجة لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادلالسلبي من جهة اخرى. في المباراة الاولى يدخل الترجي الرياضي وصيف النسخة الماضية لقاء الاياب بحظوظ وافرة لبلوغ دور المجموعتين امام منافس لا يملك في سجله القاري انجازا يذكر خلافا لفريق باب سويقة الذي يتطلع الى اثراء سجله بلقب ثالث في هذه المسابقة بعد 1994 في شكلها القديم و2011 في ثوبها الجديد.
ويقف التاريخ الى جانب الترجي الرياضي الذي خاض الادوار النهائية الثلاثة الاخيرة امام مازيمبي الكونغولي والوداد البيضاوي المغربي والاهلي المصري باعتباره نجح في كافة مشاركاته السابقة في رابطة الابطال الافريقية في نظامها الحديث في الترشح الى دور المجموعتين.
ويامل شيخ الاندية التونسية في تكرار سيناريو 2008 عندما توفق في كسب لقب كاس اتحاد شمال افريقيا للاندية الفائزة بالكاسعلى حساب شبيبة بجاية بعدما تعادل معه ذهابا في الجزائر صفر صفر قبل ان يفوز عليه ايابا في رادس 2/1 وقبل حوالي اسبوع من انطلاق مباريات مرحلة التتويج في سباق الرابطة المحترفة الاولى يرنو ابناء المدرب ماهر الكنزاري الذين سيستعيدون الظهير الايسر خليل شمام بعدما استوفى عقوبة الايقاف الى كسب الرهان القاري لاقتحام المنافسة المحلية بمعنويات مرتفعة على درب المحافظة على لقب بطولة تونس للعام الخامس على التوالي.
ورغم الاسبقية التي يتمتع بها على منافسه الجزائري فان الواقع يفرض على الترجي الرياضي توخي الحذر وعدم السقوط في فخ استسهال المهمة لتفادى اي مفاجاة غير سارة خاصة وان شبيبة بجاية سيلعب دون ضغوطات وسيحاول اعادة سيناريو الدور الفارط عندما اكتفى بالتعادل السلبي على ارضه امام اشانتي كوتوكو الغاني قبل ان يتدارك الموقف وينتزع الترشح من كوماسي بالذات بتعادله 1/1.
ولا يمر شبيبة بجاية الذى تعادل في اخر لقاء له في اطار البطولة الجزائرية مع مضيفه اتحاد الحراش 1/1 بافضل حالاته هذا الموسم اذ يحتل المركز التاسع على بعد 21 نقطة كاملة من وفاق سطيف المتصدر فضلا عن كونه يعاني من عديد الغيابات على غرار حارس المرمى سيدريك ومقلاتي المصابين وميباراكو الموقوف والماليين بنغورا وكوليبالي غير الموهلين. وفي المقابل سيستفيد المدرب الايطالي لشبيبة بجاية جوفاني سوليناس في مباراة رادس من عودة بعض اللاعبين الذين كانوا تغيبوا عن جولة الذهاب وفي مقدمتهم محمد دراغ ولاعب الوسط نسيم بوكماشة على امل احداث مفاجاة مدوية. اما في المباراة الثانية يرافق تنقل النادى البنزرتي الى القاهرة لملاقاة الاهلي المصري اكثر من سوال حول قدرة قرش الشمال على كسب هذا التحدى وحجز تاشيرة عبوره الى دور المجموعتين لرابطة الابطال الافريقية للمرة الاولى في تاريخه. وتكمن صعوبة المهمة اولا في نتيجة الذهاب التي عجز خلالها فريق عاصمة الجلاء عن هز شباك منافسه وثانيا في صلابة الاهلي على ميدانه اذ لم يتذوق فريق القلعة الحمراء طعم الهزيمة امام جماهيره سوى في مناسبة واحدة في مختلف مشاركاته الافريقيةكانت سنة 2007 امام النجم الساحلي في اياب الدور النهائي لرابطة ابطال افريقيا 1 3 .
ومع ذلك سيعمل النادي البنزرتي الذي كان اول فريق تونسي يصعد على اعلى درجات منصة التتويج عندما ظفر سنة 1988 بكاس افريقيا للاندية الفائزة بالكاس على الايقاع بالاهلي في شراكه خاصة وان الفريق المصري عادة ما يلاقي صعوبات كبيرة كلما واجه احد الاندية التونسية على ارضه خلال السنوات الاخيرة اذ تعادل مع النادي الصفاقسي والترجي الرياضي 1/1 في ذهاب نهائي رابطة الابطال عامي 2005 و2012 وخسر امام النجم الساحلي في اياب نفس المسابقة نسخة 2007 ويدخل ابناء المدرب المنذر الكبير اللقاء بصفوف تكاد تكون مكتملة فباستثناء السنغالي يوسوفا مبينغي المصاب فان كل اللاعبين سيكونون في الموعد من ضمنهم متوسط الميدان كمال زعيم بعد استكماله العقوبة المسلطة عليه وهو ما من شانه ان يمنح الاطار الفني خيارات عديدة في جميع المراكز في مقابلة تتطلب دون ادنى شك واقعية قصوى في التعامل مع مجرياتها وجاهزية ذهنية عالية نظرا لعلو كعب عناصر الاهلي المحنكة والخبيرة بمثل هذه الاجواء والمواعيد.