*"التوقيت المدرسي" و"غياب الأمن" في قفص الاتهام !! *اقتراح "بطاقة تلميذ" للدخول بعد إجراء الانتخابات الرئاسية تحولت الأنظار إلى موضوع العودة المدرسية التي انطلقت الثلاثاء الفارط والتي سجلت رغم ما صرح به وزير التربية من أنها كانت في ظروف طيبة استحسنها إلا أن عددا من الأولياء الذين تحدثنا إليهم بعثوا برسائل لدق ناقوس خطر يهدد أبناءهم يتمثل في بروز ظواهر إجرامية بمحيط بعض المعاهد والمدارس متسائلين عن من يحمي التلاميذ والمدارس من هذه الظواهر التي باتت ترهب الأولياء وترعب الأبناء. "الصباح الأسبوعي" تطرقت لهذا الموضوع الهام خاصة ونحن لا نزال في الأيام الأولى من السنة الدراسية وتحدثت إلى جميع الأطراف المتداخلة من أولياء ومجتمع مدني فضلا عن الوزارات المعنية فكانت اغلبها تصب في خانة واحدة هي السعي لضمان سلامة التلاميذ والإطار التربوي والسير الطبيعي للدروس. عدد من الأولياء الذين تحدثت إليهم "الصباح الأسبوعي" صرحوا بوجود ظواهر إجرامية صارت تهدد وتفتك بأبنائهم الذين يدرسون بالإعداديات على غرار ولية لإحدى التلميذات وعدد آخر من الأولياء بإعدادية البستان بسكرة من ولاية أريانة وتوجهوا بنداء عاجل وملحّ إلى السلطات المعنية للتدخل للقضاء على ظاهرة انتشار المنحرفين في محيط المعهد، خاصة وأن السلامة الجسدية لأبنائهم صارت مهددة بفعل تصرفات وسلوكيات وصفوها بالهمجية والإجرامية لعدد من المنحرفين. في هذا السياق صرحت الولية "و .ب.م" أن لها ابنة تدرس بأحد المدارس الإعدادية بجهة سكرة من ولاية أريانة أن المحيط المدرسي لهذه المؤسسة يتواجد به عديد المنحرفين و"الكلوشارات" وقد عاينت ذلك بنفسها وقد تمكنت من توثيق ذلك من خلال أخذ عديد الصور لهم. وأكدت محدثتنا أن أغلب الأولياء يعيشون في حالة من التذمر بسبب خوفهم على أبنائهم وما يشاهدونه من ظواهر إجرامية خطيرة أمام أعينهم باتت تؤرقهم. واستحضرت محدثتنا واقعة حصلت وسط الأسبوع الفارط تمثلت في تواجد عدد من هؤلاء المنحرفين في وضع غير طبيعي بأحد الأماكن فيما كان البعض الأخر في وضعية تنذر بحدوث اعتداءات في مشهد مقرف ويبعث على الريبة والخوف على مصير التلاميذ الذين شاهدوا عدد منهم الواقعة. وبينت محدثنا أن هذه الممارسات التي تحصل خارج المؤسسة التربوية لم تقف عند هذا الحد بل بلغ الأمر بهؤلاء المنحرفين إلى إدخال تلك المواد إلى وسط المؤسسة التربوية حيث يقوم كل واحد منهم بافتكاك ميدعة أحد التلاميذ ليتمكنوا من الدخول ثم يقومون بتهديد التلاميذ في الداخل وإجبارهم على منحهم كل ما لديهم مشيرة إلى أنه كانت من بينهم بعض الفتيات اللواتي يقع استغلالهن في تلك العملية واللاتي يتعرضن إلى التخويف والترهيب. وقد طالبت محدثتنا بضرورة سعي كل الأطراف المعنية والمتداخلة في الشأن التربوي لإيجاد حل جذري لجملة هذه الظواهر الإجرامية التي تهدد أبناءنا التلاميذ والتي ارتفعت وتيرها نظرا لغياب الوحدات الأمنية وعدم تواجدها بمحيط المؤسسات التربوية خاصة في أوقات الذروة ما ساهم في تجرؤ هؤلاء المنحرفين على ارتكاب تلك الأفعال مقابل غياب كلي لمدير المؤسسة وكامل الإطار التربوي والإداري والذي قد يكون قادرا على التبليغ دون مغادرة المؤسسة. وركزت محدثتنا على أن المؤسسة التربوية الموجودة في معزل عن أعين المارة لها دور هام في انتشار مثل هذه الظواهر نظرا لغياب المراقبة أولا ثم من خلال عدم توفير قاعة تخصص للتلاميذ الذين يتغيب أساتذتهم أو لهم "ساعات فراغ" يقضونها بتلك القاعة عوض الخروج إلى خارج المدرسة والتعرض إلى ما لا يحمد عقباه، واقترحت ضرورة توفير دورية قارة وتفعيل دور مدير المدرسة أو المعهد لردع هؤلاء المنحرفين واقترحت تخصيص "بطاقة تلميذ" للدخول وضمان أن لا يدخل المؤسسة هؤلاء المنحرفين لتفادي كل أشكال الاعتداء. دور هام للأولياء.. إلى ذلك وسعيا لمعرفة آراء المجتمع المدني من جمعيات مختصة في الشأن التربوي اتصلت "الصباح الأسبوعي" برئيسة جمعية "تلامذتنا" بشرى الطيب التي صرحت أن الجميع يندد دائما بغياب الأمن في المحيط المدرسي واعتبرت محدثتنا السبب الرئيسي لارتفاع وازدياد جملة الظواهر السلبية وتكاثرها بالمحيط المدرسي، مضيفة بأنها تسعى لاستغلال جميع الملتقيات والمجالس أو أي اجتماع تربوي ليتم خلاله التطرق للموضوع والدعوة لتوفير الأمن أمام المعاهد والمدارس، ومحطات النقل والتي تكثر بها "البراكاجات" وعديد الظواهر الإجرامية. وبوصفها عضو بمجلس الأمن المحلي بإحدى الجهات فقد وجهت نداء من اجل التواجد بكثافة أمام المؤسسات التربوية داعية لتركيز أعوان قارين في كل الأوقات، فضلا عن تنظيم التوقيت المدرسي الذي اعتبرته مساهما في بروز هذه الظواهر من خلال وجود "ساعات فراغ" يستغلها المنحرفون لبيع مختلف المواد المخدرة للتلاميذ الذين يتواجدون خارج المدرسة ويكونون "فريسة" سهلة يمكن استدراجها بسهولة واقترحت بالطيب كحلول لهذه الظواهر العمل على تنظيم التوقيت المدرسي وتوفير الوحدات الأمنية وخاصة الأعوان المدنيين "civile " بشكل قار أمام المدارس والمعاهد وهي حلول من شأنها أن تقلص كثيرا جملة الظواهر السلبية التي تهدد أبنائنا التلاميذ، منتهية إلى تحميل المسؤولية أيضا إلى الأولياء "الغائبين" في القيام بدورهم حيث دعتهم إلى تفعيل دورهم في مراقبة ومتابعة أبنائهم على أن لا تكون المتابعة لصيقة وإنما تكون هناك مراقبة ومنحه الثقة في نفسه فضلا عن دعوة المؤسسات التربوية إلى تخصيص قاعة كي يظل بها التلاميذ عوض أن يتواجدوا بالخارج. تهديدات.. ووضعية كارثية ببعض المؤسسات في نفس السياق أفادنا الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي بدوار هيشر طارق العليبي بان معركتهم الأساسية بالجهة التي تضم عددا هاما من المدارس والمعاهد بلغ عددها أكثر من 15 مؤسسة تتعلق بالملف الأمني وتأمين المؤسسات التربوية حيث لا توجد حماية أمنية بمحيط هذه المؤسسات مقابل وجود عديد الظواهر الإجرامية التي برزت وباتت في تسجل نسقا تصاعديا انطلاقا من بيع لمختلف المواد والأقراص المخدرة وصولا إلى الاعتداءات و"البراكاجات" ومحاولات القتل من بينها ما حصل لأحد التلاميذ منذ فترة من اعتداء بالطعن أمام أحد المعاهد ليتطور لاحقا إلى تسجيل عديد الاعتداءات التي طالت الإطار التربوي والعملة من عديد الغرباء عن المؤسسة والبعض من الأولياء. وتمسك العليبي بالقول أنه إضافة إلى التهديدات الخارجية فان هناك تهديدات أخرى داخلية من بينها الأمراض التي صارت تهدد صحة التلاميذ والإطار التربوي بشكل عام لغياب الصيانة والعناية وعمليات التنظيف لدورات المياه حيث شهد أول يوم في السنة الدراسية (الأسبوع الفارط) وجود مؤسسات غير مهيأة للعودة المدرسية إذ لا وجود لمواد حفظ الصحة بدورات المياه مقابل وجود قاعات ذات رطوبة عالية رغم التعهدات التي أبرمت والتي لم تنجز ليختم حديثه إلينا بأن الوضعية تعد كارثية بجميع المؤسسات التربوية بجهة دوار هيشر موجها نداء للسلط المعنية من اجل توفير الأمن بها من خلال تركيز دوريات متنقلة في أوقات مختلفة وإيلاء مسألة العناية والنظافة بالمؤسسات التربوية وصيانة دورات المياه التي ستكون مدعاة لعديد الأمراض. الناطق الرسمي لوزارة الداخلية ل"الصباح الأسبوعي":التنسيق متواصل مع المشرفين على المؤسسات التربوية ولمعرفة الاستعدادات التي اتخذتها وزارة الداخلية بمناسبة العودة المدرسة أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد حيوني أن الوزارة استعدت لتأمين العودة المدرسية والجامعية من خلال وضع مخطط أمني يشمل محيط المؤسسات التربوية من خلال تفعيل الدوريات الأمنية وانتشارها لتأمين كامل المحيط التربوي والمفترقات والمسالك المؤدية لتلك المؤسسات. وأوضح الحيوني أن المخطط الذي تم وضعه يتعلق بتنظيم دوريات أمنية مستمرة لمقاومة ومجابهة كل الظواهر الإجرامية التي يمكن أن تتواجد بالمحيط المدرسي والتي من أهمها العنف و"النطرة" والمضايقات و"المخدرات" حيث يتم التنسيق في بداية كل سنة مع مديري كل المؤسسات التربوية كي تكون الوحدات الأمنية على علم بأي ظاهرة من الظواهر التي يمكن أن تهدد سلامة التلاميذ والإطار التربوي وكل مرتادي المؤسسات وكذلك السير الطبيعي للدروس ويقع القضاء عليها. وبين مصدرنا الأمني أن التواجد الأمني واضح للعيان ومستمر بمحيط كل المؤسسات التربوية خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار معيار عدد تلاميذ ومرتادي المؤسسة ضمانا لسلامتهم خاصة في أوقات الذروة التي تشهدها المدارس ذات الكثافة المرورية والسعي لتسهيل ذلك ووصول التلاميذ لمدارسهم في ظروف سليمة، معرجا في ذات السياق على قيام الوحدات الأمنية بعديد الحملات من بينها الحملة التي تمت يوم الأربعاء الفارط والتي كانت في إطار الاستعداد ومواكبة العودة المدرسية للقضاء على كل الظواهر الإجرامية استهدفت محطات النقل والترابط وسجلت إلى نتائج ايجابية تمثلت في جملة من الإيقافات لعدد من المفتش عنهم من أجل تورطهم في قضايا حق عام. وعرج الحيوني على أن الوحدات الأمنية تكون في تنسيق تام مع المشرفين على المدارس والمعاهد على مدار الساعة مع الوحدات الأمنية مرجع نظر سواء من شرطة أو حرس وطني، مشيرا إلى أن دور الوحدات الأمنية لا يقتصر فقط على المحيط القريب للمؤسسات بل يتم إيلاء أهمية للمحيط البعيد المتمثل في محطات النقل ومحطات الترابط والسعي لتأمينها تفاديا لأي ظاهرة يمكن أن تمس من سلامة كل مرتاديها والأمر نفسه بالنسبة للمؤسسات الجامعية التي يتم تأمين الأجزاء الجامعية وتوابعها أي المطاعم والمبيتات الجامعية وكذلك المحاور المرورية المؤدية لها من خلال التواجد الأمني في محيطها لتفادي كل الظواهر والمضايقات، مقرا بأن المسؤول الأمني الميداني له السلطة التقديرية في التدخل والقيام بأعمال إجرائية وقائية تبعا للتراتيب الجاري بها العمل في ظل احترام القانون مع تنفيذ القانون ضد أي طرف إجرامي أو منحرف يمكن أن يهدد السير الطبيعي للدروس وسلامة الإطار التربوي. وختم الحيوني بأن المجهودات الأمنية متواصلة ويمكن أن تسجل بعض الاستثناءات لحالات خاصة نسعى للفت انتباه الوحدات الأمنية مرجع النظر إليها. سعيدة الميساوي