نشرت صحيفة "الشروق اونلاين " الجزائرية مقالا في موقعها الرسمي تطرقت فيه إلى الوضع في تونس وعلاقة التيار السلفي الجهادي بحركة النهضة. وفي ما يلي نصّ المقال : يزداد الوضع تأزما في تونس بانتقال تصدع العلاقات بين حركة النهضة الإسلامية وتنظيم "أنصار الشريعة" السلفي الجهادي إلى مواجهة مفتوحة بعدما تجاوزت التلاسن والحروب الكلامية إلى بيانات تحريضية على الخروج على الحكومة وتحويلها إلى أرض معارك لا تختلف عن معارك أفغانستان والعراق وسوريا. فبعد هجوم زعيم التيار السلفي الجهادي المكنى ب "أبي عياض" على النهضة في بيان تحريضي جاء فيه: "إن شبابنا الذي أظهر من البطولات في الذود عن الإسلام في أفغانستان والشيشان والعراق والصومال والشام لن يتوانى عن التضحية من أجل دينه في أرض القيروان.. أعوان الأمن والجيش في تونس يرتكبون حماقات تنذر بأنهم يستعجلون المعركة، والشباب السلفي الجهادي لن يُهزم أمام أي قوة في الأرض"، ردت حركة النهضة باستنكار تهديدات أبي عياض، مؤكدة على لسان مكتبها السياسي أنها ستواجه الجهادية بالقانون، ولن تسمح بنقل القاعدة والإرهاب إلى تونس. وقال بيان النهضة: "إن المواجهة الحاصلة الآن في تونس هي مواجهة مع المجتمع والدولة وليس فقط مع حركة النهضة"، وحذر من تهديد الديمقراطية الناشئة في تونس في هذه المرحلة ووضع كل مسار الانتقال الديمقراطي موضع تساؤل جراء ما يروج له دعاة العنف من إمكانية فرض قناعاتهم بالقوة على المجتمع التونسي. وحذر رياض شعيبي، عضو المكتب السياسي في حركة النهضة الحاكمة في تونس، من لغة أبي عياض واعتبرها تحريضا صريحا وتجييشا لمشاعر أنصارهم وقاعدتهم للقيام ببعض الأعمال الإرهابية هنا أو هناك، مؤكدا أن تونس ليست أرضا للجهاد، في إشارة منه إلى تهديدات السلفيين برفع علم القاعدة والجهاد فوق وزارة الداخلية التونسية. من جهته، استنكر منصف رابحي، رئيس الاتحاد التونسي للزوايا، تصريحات أبي عياض العنيفة، وأكد في اتصال مع "الشروق" أن هذا التيار السلفي الجهادي يريد أن يجر تونس إلى مستنقع الإرهاب. وأضاف: "شخصيا أرى أنه لو كان تيار الغنوشي صارما وكان خطابه عقلانيا منذ البداية لما تشجع هؤلاء وتجرؤوا على تونس.. فرغم ما كان يقول في خطاباته إلا أن الغنوشي عمليا كان مرنا في التعاطي مع تجاوزات السلفية.. الغنوشي أراد أن يلعب لعبة فانقلبت عليه لأنه أراد أن يركع التيار السلفي ويخيره بين السلم أو الإقصاء". وأضاف رئيس الاتحاد التونسي للزوايا في نفس السياق "الحبيب اللوز وصادق شورو، عضوا المكتب التأسيسي والقياديان البارزان في مكتب الشورى، على اتصال دائم بقيادات هذا التيار السلفي".. وتابع: "نؤكد على أن علاقتنا تاريخية بالجزائر والشعب الجزائري، ولن ترضى الجزائر بضرب استقرار تونس، لأنه من استقرارها والشعب التونسي لن يسمح بأن تتحول تونس إلى أرض جهاد".