أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح اليوم الخميس بحضور مدير عام المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ على افتتاح ملتقى دولي تحت عنوان "أن تكون محليّا، أن تصبح محليّا: التعريفات والتمثلات" بمشاركة حوالي 50 أستاذا وباحثا جامعيّا من 05 جامعات تونسيّة وأخرى من المغرب وفرنسا وايطاليا واسبانيا. وينظم هذا الملتقى، الذي يتواصل إلى غاية 26 أكتوبر 2019، المدرسة التونسية للتاريخ والانثروبولوجيا وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالاشتراك مع مخبر "دراسات مغاربية" والمعهد الوطني للتراث. وينتظم هذا الملتقى ضمن فعاليات تظاهرة "تونس عاصمة الثقافة الإسلامية عن العالم العربي لسنة 2019" وفي إطار نشاط المحور البحثي المتعلّق ب"المحليّة ببلاد المغرب والمتوسط الغربي من فجر التاريخ إلى الفترات المعاصرة: مقاربة اجتماعيّة وثقافيّة وتراثيّة". وثمّن وزير الشؤون الثقافية في كلمته فعاليات الملتقى الدولي الذي ينعقد تحت شعار "أن تكون محليّا أن تصبح محليّا.. التعريفات والتمثّلات" والذي يقطع مع مفهوم المسافة والمكان والهوية ليؤسّس لفكر محلي من شأنه أن يدعم مكانة الثقافة والتراث في الواقع التونسي. وأشار إلى أنّ هذا الملتقى يترجم الرغبة الجماعية لتثمين العلوم والبحوث والانسانية كمفهوم عام وشامل، في إطار مهمة مواطنية تقوم بالأساس على تشارك وتبادل العلوم والأفكار والابداعات الفنية وهو ما يعتبر التزاما ضروريا لوزارة الشؤون الثقافية لدفع الفاعلين الثقافيين للعمل، بدعمهم وحمايتهم. واعتبر الوزير أنّ من أولويات الوزارة تمكين المجتمع من فرص حقيقية لدعمه وتطويره عبر تثمين القيم والمبادئ الفكرية الثقافية اللامركزية والتي لا تخضع لمقاييس الزمان والمكان، مشيرا إلى أن إستراتيجية وزارة الشؤون الثقافية تهدف إلى جمع المفكرين والباحثين بهدف دعم كل ما يطوّر الفكر والتفكير التونسي. وفي هذا السياق، تطرّق الوزير إلى مختلف الاحداثات الجديدة منها مدرسة تونس للفلسفة ومدرسة تونس للتاريخ والأنتروبولجيا ومركز تونس الدولي للحضارات الذي يعتبر عاصمة رابطة بين مختلف الأفكار والثقافات والفلسفات والحضارات التي يمكن أن تجتمع حولها الانسانية. وأشار الوزير إلى أهمية مركز تونس للاستثمار الثقافي ودوره في تطوير الثقافة والتراث عبر دعم قطاع الاقتصاد الثقافي الرقمي الذي يدعم بدوره تمركز تونس ضمن محيطها العربي والعالمي ويساهم في خلق تنمية ثقافية مستديمة. كما أكّد الوزير أهمية البرامج الوطنية التي تمثل استراتيجية عمل الوزارة، كمدن الفنون ومدن الحضارات ومدن الآداب والكتاب البرنامج الوطني للمبادرة الثقافية والصناعات الإبداعية والتجديد التكنولوجي والاقتصاد الثقافي الاجتماعي والتضامني والبرنامج الوطني لجيل شاب من المستثمرين والمبدعين، بالإضافة إلى البرامج الخصوصية كموسم الثقافة العمالية، وموسم الثقافة بين الحدود، وموسم ثقافة الجنوب و الصحراء، وبرنامج الثقافة المندمجة والتضامنية، والتي تعمل وفقها وزارة الشؤون الثقافية ودورها في تكريس واقع ثقافي محلي يجمع بين توجهات فكرية وثقافية مختلفة أساسها المواطنة الثقافية واللامركزية الثقافية.