توجه مدير وحدة الانتاج الحيواني بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، منور الصغير، اليوم الخميس، برسالة طمأنة الى المستهلك التونسي بخصوص مدى توفر مادة الحبيب، مؤكدا بأنه لا توجد اليوم اشكالية في توفر هذه المادة في السوق باعتبار أن المخزون يتراوح بين 29 و 30 مليون لتر. وأوضح في تصريح ل(وات)، على هامش اعمال يوم تحسيسي نظمه الاتحاد بمقر بلدية منزل تميم بالتعاون مع شركات خاصة لانتاج الاعلاف و جمعيات فلاحية تحت شعار " يوم المربي"، ان حالة الارتباك لدى المستهلك في الايام الاخيرة ناتجة عن ترويج اخبار زائفة حول وجود ازمة في الحليب قال انها " لا تخدم الا مصلحة المحتكرين". وقال الصغير إن توفر الحليب في هذه الفترة لا يجب أن يغطي اشكاليات منظومة الالبان في تونس والتي يرى أنها "تسير نحو الانهيار بسبب اشكاليات قطاع تربية الماشية ومن بينها بالخصوص فقدان مادتي السداري والشعير وتهريب القطيع وارتفاع تكلفة الانتاج بالنسبة للفلاح". واشار إلى أن المطاحن (23 مطحنة في تونس) لا تسلم الا ما بين 60 و 70 بالمائة من كميات السداري التي تنتجها والتي توزع على قرابة 400 الف مرب لمختلف انواع الماشية، مبرزا أن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري اعلم رئاسة الحكومة و وزارات الفلاحة والتجارة في اكثر من مناسبة بهذه الممارسات والتي قال " انها ادت الى تطور بيع السداري في السوق السوداء باسعار تصل الى 26 دينار للكيس الواحد (50 كغ) بينما حددت تسعيرة الكيس المدعم 12550 مليم". وعبر، في السياق ذاته، عن اسفه لعدم تطبيق اي نقطة من ميثاق الشراكة الذي امضي يوم 24 افريل الفارط برئاسة الحكومة بين الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ووزارات التجارة والفلاحة والصناعة والذي ينص بالخصوص على اعتماد ديناميكية الاسعار (تحديد السعر بالنظر الى تكلفة الانتاج مع ضمان هامش ربح مجزي للفلاح)، وعلى تنفيذ برنامج استثنائي لتجديد القطيع عبر رصد قرابة 15 مليون دينار كل سنة وعلى امتداد 5 سنوات بهدف تشجيع الفلاحين بمنح بين 40 و60 بالمائة بالنسبة لاقتناء السلالات المنتجة للحليب و في حدود ال60 بالمائة بالنسبة للسلالات مزدوجة الانتاج. وابرز الصغير ان ازمة القطاع ازدادت تعقيدا بعد تفشي ظاهرة تهريب الابقار والتي تسببت في ال3 سنوات الاخيرة في خسران قرابة 50 الف بقرة من سلالة الالشتاين المنتجة للحليب، مشيرا إلى معانان المربي من ارتفاع سعر التكلفة الذي يفوق 1250 مليم للتر الواحد من الحليب بينما لا يبيع منتوجه الا ب945 مليم في احسن الحالات" على حد قوله، ومبرزا ان المربي يبقى الملاذ الوحيد لانقاذ منظومة الالبان واللحوم الحمراء ولانقاذ الاف مواطن الشغل وموارد رزق صغار الفلاحين اذا تم دعمه والتركيز على احتياجاته. ولئن طغت اشكاليات فقدان السداري وارتفاع تكلفة الانتاج على اعمال اليوم التحسيسي " يوم المربي" فان التظاهرة كانت مناسبة لابراز ضرورة العمل على اكثر من مستوى لحل اشكاليات تربية الماشية خاصة وان التركيز على ايلاء عناية خاصة ومتابعة للعجول منذ ولادتها والى حدود ال6 اشهر هو شرط اساسي لضمان لضمان مردودية عالية للفلاح ان على مستوى انتاج الالبان او على مستوى انتاج اللحوم الحمراء. وابرز متدخلون في اعمال الملتقى ان قطاع تربية الماشية في تونس يعاني من قصر مدة انتاج الابقار وذلك نتيجة عدم تقديم العناية اللازمة لهذه الابقار في الفترة التي تلي ولادتها مباشرة. وتمت الاشارة إلى أن الابقار الموردة خاصة من نوع الالشتاين تصل معدلات انتاجها من الحليب في بلدانها إلى ما بين 7 و 9 آلاف لتر من الحليب في السنة وتجاوزت هذه المعدلات 11 الف لتر في بعض بلدان جنوب المتوسط بينما لا تتجاوز هذه المعدلات 4500 لتر في تونس بما يطرح تساؤلات حول ضعف الانتاج واسبابه ومن بينها بالخصوص سوء تربية العجول منذ الولادة (وات )