تجوب الفرق الصوفية الشوارع ضمن افتتاح المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية روحانيات بنفطة لتطوف بك الذاكرة الى أيام الصبا فكل طرق يد على آلة البندير تهتز أذنك وكل لمسة للشقاشق وهي صفائح معدنية ذات جرس نحاسي يرهف حسك ومع كل رائحة ل "الجاوي" منبعثة من "كسكاس " بيد فتى ينتعش أنفك ومع كل ضرب للطنقورة (آلة موسيقية شعبية تستعمل عادة في الحضرة) تزداد دقات قلبك ومع كل رقصة صوفية لرجل ومع صيحاته وتخميرته تزداد ابتسماتك عراضة لتتزين لعين بمشهد الفلكور مختلط بجمال يعزف سنفونية موسيقى مختلفة متجددة لا تموت ولا تغادر روحك. رحلة الفرق الصوفية في الشوارع هي رحلة الى الصبا وغوص في ثنايا أقدم مدينة صوفية في تونس احتضنت جميع الفرق بمختلف ميولاتها بكل حب وتعايش لتتحدث الموسيقى فقط دون تعصب ولا غوغاء، هي نفس أجواء الطمأنينة والسلام التي بعثها المهرجان في انطلاقة دورته الرابعة وكأن الزمن أبى الا أن ينفض الغبار عنه ويسترجع الأيام الخوالي. بعرض الأطفال الذي يتبعون خطى المدب الذي يعلمهم القرآن وأصول الفقه حاملين لوحاتهم الخشبية مرتدين الجبة والشاشية بالنسوة خلفهم وهم يتمايلن مرتديات الملحفة السوداء التي غطت أجسادهن وهي الملحفة التي صمدت لسنوات أمام الملابس القديمة كرمز لأصالة نساء الكوفة وللتذكير بفترة كان فيها سكان المدينة من الشيعة يتوشحن بالملحفة السوداء ولا يزال الى الآن تلبسها نساء نفطة. ويتقدم الأطفال طالبي العلم والنساء فرسان بزيهم التقليدي على الخيول. وأكد لزهاري نصر المدير التنفيذي للمهرجان ل "الصباح نيوز" أن 300 فنان شارك في عرض الافتتاح في كرنفال الفرق الصوفية ضمن 15 فرقة تمقل مختلف الفرق المتواجدة في نفطة ومنطقة الجريد عموما في نوع من التجذر مع التراث على غراف فرق العزوزية العلوية الحفوظية السلامية مؤكدا أن مهرجان روحانيا مهرجان كبير وهو للفرح والتلاقي والتحابب. كما قدم حسن الزرقوني مدير المهرجان مختلف فعاليات هذه التظاهرة التي ستستغرق 4 أيام اذ ستستهل كل صباح بالندوات الفكرية التي ستتحدث أساسا عن الصوفية في نفطة والمد الصوفي فيها وتاريخه من خلال محاضرات لرجاء بن فرحات ويوسف الصديق، اضافة الى عروض مجنية في الشوارع لفرق شعبية من نفطة وتوزر وقفصة وقبلي وأريانة وفرقة "جمعية اصيل للتراث" من الجزائر، كما أكد الزرقوني على البعد العالمي للمهرجان من خلال حضور الفنان الايراني مصطفى محبوب والفنانة التونسية عبير نصراوي وكامل فرقتها الفرنسية وفرقة أبو شعر السورية اضافة الى أفضل عرض شعبي تونسي في 10 سنوات الأخيرة "الزيارة " لسامي اللجمي يضاهي شهرة الحضرة في التسعينات، وعرض لأفضل منشد للأغاني الصوفية في العالم العربي وهو فخر لكل التونسيين لطفي بوشناق.