أثار تصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم أنّ حزبه وفيّ لتعهداته لناخبيه وأنّه لن يتحالف مع حزب "قلب تونس" الذي لن يشارك في الحكومة عدّة ردود أفعال، ورأى البعض أنه تدخل "ضمني" في مشاورات رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مع الأحزاب لتشكيل الحكومة الجديدة وتحديد برنامجها وهيكلتها. وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع نائب رئيس حركة النهضة علي العريض الذي شدّد على ضرورة الفصل بين وجهة نظر رئيس حزب في إشارة إلى راشد الغنوشي وبين أعمال رئيس الحكومة المُكلّف الحبيب الجملي، مُوضّحا أنّه قد تم تكليف الجملي بتشكيل الحكومة وتحديد برنامجها وهيكلتها وفقا لما يراه وفي ضوء نتائج المشاورات التي سيقودها مع المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية وستتوج بوضع برنامج الحكومة وتحديد هيكلتها وتركيبتها المُثلى وفقا لما يراه مناسبا. كما أضاف العريض أنه "من حق أيّ حزب ومن حق رئيس الحكومة المُكلّف الحبيب الجملي أن يُحوْصل جملة مشاوراته والاطراف التي يمكن أن تُشكّل بها الحكومة في ظل القدرة على العمل معا. وفي نفس السياق، أكّد العريض أنّه إن كان رئيس الحكومة المُكلّف هو من يسهر على تشكيل حكومته، فإنّ رؤساء الاحزاب كلّ يعبر عن وجهة نظره بشأن الأحزاب التي يمكن أن يتحالف أو يعمل معها، مُضيفا: "ولهذا ما الغريب في أن يُبدي راشد الغنوشي وجهة نظر النهضة؟.. وتصريحاته ليست مُلزمة لرئيس الحكومة المُكلّف أو مُعبّرة عن أعمال رئيس الحكومة المُكلف الذي صرّح بانه سيتحدث مع الجميع دون إقصاء لأي جهة.. وتصريح رئيس حركة النهضة كان عن موقف الحركة وهو لا يُعوض رئيس الحكومة المكلف.. ورؤيته كرئيس حركة بأن التحالف الحزبي الذي يشكل الحكومة لا يمكن أن يكون فيه "قلب تونس". وواصل العريض بالقول: "نتمنى ان لا تكون هنالك لاءات تعجيزية في المشاورات مع رئيس الحكومة المُكلّف". "النهضة" و"قلب تونس" وحول هذا الموضوع، وعن فرضية تمسك النهضة بعدم التحالف مع "قلب تونس"، أفاد العريض أنّ النهضة ستكون من بين الأحزاب التي سيدعوها رئيس الحكومة المُكلّف في المشاورات، قائلا: "سيدعونا رئيس الحكومة لاجتماع رسمي وعند ذلك سنقدم وجهة نظرنا ونحن في وعودنا لقواعدنا وناخبينا قلنا لا نرى التحالف مع قلب تونس لكن الوضع تغير الان بعد نتائج الانتخابات والتي جعلت انّ البرلمان مُشتت بقدر كبير ولا بد للبلاد ان تشكل الحكومة.. مازلنا عند وعدنا ولكن سنستمع لوجهات نظر رئيس الحكومة في الغرض.. فلا يوجد حل واحد.. اليوم هنالك مصلحة وطنية وسنصل الى الحل.. وينبغي التعجيل في تشكيل الحكومة فالبلاد لا تتحمل الانتظار". استقلالية الجملي وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت لرئيس الحكومة المكلف ومفادها أنه "نهضاوي"، ردّ العريض قائلا: "الانتقادات صدرت عن جهات اعتادت ان تقول شخص مستقل الا اذا كان "مُعاد" للنهضة.. والجملي ليس عدوّ للنهضة هو شخصية كان لها منصبا في حكومة قادتها النهضة لأكثر من سنتين في فترة ما بعد الثورة.. ولكنه ليس في الحركة وهو صاحب شخصية مستقلة ومتوازنة لم ينتم يوما لأي حزب.. ولا ينبغي المبالغة في معايير الاستقلالية".