تحدث الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة يوم أمس الخميس في لقاء له مع أبناء النهضة بحي التضامن عن مخاطر الغلوّ في الدين وتكفيرِ المسلمين. وقال : "أهنئكم على ثباتكم على الحق وصمودكم في مواجهة الأعاصير وليس ذلك بغريب على هذا الحي.. وما جاوره هذه القلاع الإسلامية... التي ستظلّ قلاعا صامدة للاسلام الوسطي والسمح الذي ينير ويبصّر ويجمع ولا يفرّق ...هذه الدعوة للدين مستمرة في سبيلها ولا يردها كيد كائد ولا حماقة" كما دعا الغنوشي أبناء الحركة إلى الثبات على مبادئهم في الوسطية والاعتدال وتجنب التشديد على الناس. وقال : "يجب أن يعرف المسلم الحق حتى لا يكون من الخاسرين...نحن المسلمون لسنا مختلفين في الحلال والحرام.. والأصل أن المتشابهات أن لا نجعلها مسائل أصلية ونختلف حولها ...فمسألة النقاب أو تستر الجسم عدى الوجه والكفين هذا كلّه محتمل ولا نجعل منه قضية جوهرية... وقضايا الحلال والحرام هذه بينة فنحن مختلفين في الغالب في طريقة تنزيل القضايا الكبيرة على الأرض" وأكّد الغنوشي أنّ حركة النهضة لا يوجد بها شخص يناقش مع ما هو معلوم في الدين والإسلام، قائلا " لا وجود لأحد من النهضة يمس سقف الإسلام فهذا سقف يذلّنا ولذلك من يحاول التشكيك في دين الحركة التي اسست للاسلام المعاصر للبلاد يجانب الحقيقة.. ولو حفر عن تدينه فيجد أن النهضة فتحت الطريق أمامه للهداية". وبيّن أنّ النهضة ظهرت في زمن لم يكن فيه الناس مقبلين على الصلاة أو الحجاب وأنها قامت بدور كبير في إحياء الدين في نفوسهم ولا يحق لأحد أن يتهمها اليوم بعد الكم الكبير من النضالات من أجل الإسلام بالخروج عنه . وقال :"نحن لسنا محتكرين الاسلام نحن جماعة من جماعات المسلمين وكل واحد يدعي أنه بديل عن غيره لان الاسلام اكبر من أن تحتويه جماعة...فهذا الشعب شعب مسلم منذ 14 قرن وربي اكرمنا بالثورة الي اطاحت بالاستبداد وفتحت مجال الحرية المساجد والمخيمات وإقامة المؤسسات الإعلامية واقامة المدارس والكتاتيب وجمعيات قرآنية... فلماذا الناس يستعجلون فمشكلتنا مع بعض المجموعات المتشددة الغلاة لا يراعون سنن الله في التغيير ومن ذلك التدرج.. " كما تحدّث عن بعض الجماعات التي تجمع 5 الاف و20 ألف شخص، قائلا : "ماهي نسبتهم هؤلاء؟.. وربي لا يحبّ الإسلام المخيف..." وأكد الشيخ راشد أن قطاعا واسعا من التونسيين يحبون الدين ويريدون العودة إليه دون أن تتسلط عليهم أية مجموعة تكرههم عليه بالقوّة أو تزعم أنها الفرقة الناجية وتمتلك مفاتيح الجنة دون غيرها . فالإنسان حر ويجب أن نخاطب عقله ووجدانه وقال : "لا نغتروا عندما نشاهد متشددين قد تجمعوا ونقول بأنّ أولئك المجتمع التونسي فهؤلاء يمثلون فئة قليلة من المجتمع، مبينا الخوف الذي أصبح يعيشه المجتمع التونسي" أمّا عن الأطراف التي تقول بأنّ الحركة قدمت تنازلت، قال راشد الغنوشي : "نقول لهم ذلك تعالي وليس تنازلا لأننا لم نتنازل عن ديننا وإنما اتبعنا سنة التدرّج... والإسلام لا نناقشه.. فنحن نتبع التدرج وتونس بلد صغير و80 بالمائة من تعاملاتها مع أوروبا ويجب أن نعرف أين نضع أرجلنا" كما بيّن تعرّض المواطنين إلى عملية تضليل من قبل مجموعات على أساس أن النهضة تنازلت عن مبادئها والإسلا، قائلا :"هؤلاء الخوارج الذين لم يعرف الإسلام منهم إلاّ البلاء ناس ناقصين علم بالأوضاع العالمية يدفعونكم لتطبيق الإسلام كلّه... ما نطبق فيه هو الإسلام...وتونس ينظر إليها العالم بعين الأمل... ولا يجب أن يؤثر فينا قوم عقولهم محدودة" كما دعا الشباب إلى أن يترفق بتونس ويراعي حساسية المرحلة وخطورة موقعها الجغرافي في الخريطة وتجنّب جرّها إلى مواجهات مع الخارج لا قبل لها بها حتى لا ينهدم البناء على الجميع مذكرا في الآن نفسه بالتجارب الفاشلة التي حصلت في أفغانستان والصومال ومالي والتي جرت الكوارث والاستعمار مرة أخرى للمسلمين .