يستعدّ الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم وغدا الى احياء ذكرى اغتيال الزعيم الراحل فرحات حشّاد، احتفالية تأتي في سياق يواجه فيه الاتحاد تحديات ورهانات كبرى وهو الذي خاض منذ تأسيسه في 1946 معارك كبرى من أجل حركة عمالية ونقابية قوّية ومؤثّرة ودافعت قياداته عن أفكار وتوجهات الأباء المؤسسين ومنهم حشّاد ودفعت من أجل ذلك الثمن بالسجون والمنافي والإقصاء والاغتيالات. ورغم شراسة السلطة ومحاولاتها مع بورقيبة وبن علي تدجين الاتحاد وتقليم دوره الاجتماعي والوطني، الاّ أن عددا كبيرا من القيادات النقابية استبسلت في الدفاع عن منظمة حشّاد، وقد عاد الاتحاد بعد الثورة ليلعب دورا محوريا في ضمان انتقال ديمقراطي دون مخاطر وكان دور الرباعي الراعي للحوار بقيادة الاتحاد تاريخي، في حماية الانتقال وفي الدفاع عن الشرعية وفي تجنيب تونس حالة من الاحتراب الأهلي كان على وشك أن تتردّى لها، ورغم الهجمات المتواصلة على قيادات الاتحاد الاّ أنه والى اليوم استطاع الصمود في وجه كل الأنواء التي رافقت مسيرته.. وبمناسبة احياء ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشّاد،خصّ الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي "الصباح" بهذا التصريح الذي قال فيه أن "الذكرى 67 لاغتيال الزعيم فرحات حشّاد هي محطّة تاريخية هامة فهو من روّاد ومؤسسي الحركة النقابية وكذلك من مؤسسي الدولة الوطنية،دولة الاستقلال التي ضحّت من أجلها أجيال بحياتها في سبيل سيادتها واستقلالها، ليثبتوا أن الوطنية ليست مجرّد شعارات بل هي وقبل كل شيء ممارسة وهذا درس تاريخي للنخبة السياسية الموجودة اليوم، لأن الثورة الحقيقية والانجاز العظيم كان بناء مؤسسات الدولة الوطنية من جامعات وكليات ومعاهد ومؤسسات عمومية..". وأضاف الطبوبي "الوفاء لبناة الدولة الوطنية واجب، لان هؤلاء هم من صنعوا الأمل في أن هذا الشعب قارد على صنع المعجزات متى توفّرت الإرادة الخالصة، وهؤلاء أيضا هم من أشاعوا ثقافة الاعتدال والتسامح والوسطية بين مختلف أطياف المجتمع لبناء هذه الدولة التي تمرّ بمحن كثيرة ومن نكبة الى نكبة، وآخرها فاجعة عمدون التي هزّت الرأي العام ولوعة عائلة ضحايا الحادثة التي أحزنت التونسيين.. وهذه النكبات والأزمات الخانقة التي تعيشها البلاد كان يفترض أن تدفع الجميع الى التفكير في مصلحة البلاد قبل كل شيء والى وضع كل حسابات التموقع السياسي على جانب لأن مصلحة الدولة تقتضي اليوم التفكير بجدّية في المستقبل وفي البحث عن الحلول لأننا كشعب قادرون بتظافر الجهود على زرع الامل مرّة أخرى، خاصّة لدى فئة الشباب المحبط واليائس من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والذي يعاني البطالة والتهميش ويذهب ضحية الجريمة التي انتشرت وتفشت في المجتمع الى درجة أن الجميع بات اليوم يشعر أنه غير آمن.. كل هذه المشاكل يجب أن تُطرح بجدّية ويُبحث لها عن حلول، لأن هيبة الدولة في هيبة القانون وفي أمنها الغذائي وأمنها الاجتماعي والاقتصادي وفي أمنها القومي".