أحدهما من مصر وآخر من الجزائر.. إدارة ترامب تستدعي نحو 30 دبلوماسيا في الخارج    محكمة ماليزية تصدر قرارا بشأن عقوبة رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق    وزارة الصحة تحثّ على التلقيح ضدّ النزلة الموسمية    وزيرة المرأة تدعو إلى مضاعفة الجهود لتكريس الدور الاجتماعي للدولة    غدا...الستاغ تشرع في قبول مطالب التمتع بتسهيل عمليات الخلاص    المغرب يستهل مشواره في كأس أمم إفريقيا بفوز على جزر القمر    فرنسا: ماكرون يُعلن تصنيع حاملة طائرات جديدة    يشغل حوالي نصف مليون تونسي: «معجون» الطماطم... قطاع على صفيح ساخن    مع الشروق : بلا سقف... لكنهم يتمسّكون بالأرض    تشريعات داعمة للاستثمار والتنمية    «شروق» على الملاعب العالمية ...مبابي يُعادل رقم رونالدو وغوارديولا يُثير «الرّعب»    أخبار النادي الافريقي .. فرع كرة السلّة يُعانق الابداع    افتتاح الشبّاك المُوحّد لإتمام الإجراءات لحجيج ولاية تونس    أولا وأخيرا: الولي الصالح سيدي المعلم    من قبلي إلى الأردن...الفنانة التونسية تتأهّل للدور النهائي لذي فويس    فضلات في كل مكان والبنية التحتية مهترئة في غياب الصيانة .. قُربة مملكة «الفراولة» والحرف اليدوية... مهملة    النوم الهادئ لا يبدأ من الدماغ.. بل من الأمعاء... كيف ذلك؟    وزيرة الأسرة تشرف على ندوة المديرين لتقييم ميزانية 2025 وعرض توجهات 2026    كان 2025.. تعرف على ملاعب كأس أمم أفريقيا في المغرب    رسميا: المغرب يفتتح كأس أمم أفريقيا 2025    الكرة الطائرة (الكاس الممتازة 2024-2025): الترجي الرياضي يفوز على النجم الساحلي 3-1 و يحرز اللقب    عاجل/ وزارة المالية تعلن عن اجراء جديد لخلاص معلوم الجولان..    الليلة: أمطار والحرارة تتراوح بين 6 و9 درجات    ستالينغراد الروسية أنهت الحرب العالمية الثانية و كالينينغراد قد تشعل حربا عالمية ثالثة ...    "أنقذتني الكتابة" لآمال مختار: محاولة في كتابة السيرة الذاتية والتشافي من آلام الماضي    بنزرت/ اكثر من 70 مؤسسة صغرى ومتوسطة تشارك في الدورة ال11لمعرض التسوق ببنزرت    القطاع التصديري لتونس يستعيد زخمه في ظل التطلع الى دعم مرتقب خلال سنة 2026    اكتشاف قد يوقف مرض السكري قبل بدايته    دراسة: أكثر من 80 بالمائة من الأمهات يرفضن تلقيح بناتهن ضد فيروس الورم الحليمي البشري    ''توكابر''...الزيت التونسي الأفضل عالميا: وين موجود ووقتاش يتم جنيه؟    اليوم: أقصر نهار في العام    عاجل: ممرضة تحترق داخل مستشفى بالرديف خلال مناوبة ليلية    مرصد المرور: ارتفاع قتلى الحوادث ب 6,27 بالمائة    تونس: وضعية السدود في خطر    قد يكون أخطر ممّا تتوقّع...أضرار تجفيف الملابس داخل المنزل    بلدية تونس تدخل عالم الرقمنة: منظومة GMAO باش تحافظ على العربات وتقلل الأعطاب    مهرجان المنصف بالحاج يحي لفنون العرائس ومسرح الطفل من 21 إلى 28 ديسمبر 2025    كاس امم افريقيا 2025 - مصر تبحث عن انطلاقة قوية امام زيمبابوي الاثنين    اليوم: التوانسة يعيشوا الإنقلاب الشتوي    الأرصاد تُحذّر: انخفاض حادّ في الحرارة وأمطار غزيرة على أجزاء من تونس    السواسي: يخرب جسد قريبه طعنا بسكين حتى الموت !    براكاج قاتل يودي بحياة سائق تاكسي بالقيروان    المنتخب التونسي لرفع الأثقال يتحول إلى الدوحة للمشاركة في البطولة العربية وكأس قطر الدولية    قابس/ آفاق واعدة لقطاع السياحة الاستشفائية بالحامة    فنزويلا تدين احتجاز ناقلة نفط جديدة وتعتبره "قرصنة دولية خطِرة"    القيروان؛ مقتل سائق تاكسي فردي في "براكاج"    ثلاثة فائزين في المسابقة الشّعرية المغاربية لبيت الشّعر بالقيروان    عاجل/ "براكاج" ينهي حياة سائق "تاكسي"..    تونس تخسر 5.2 مليار دينار سنويًا بسبب التهرب الضريبي!    مقتل 10 وإصابة 10 بإطلاق نار في جنوب افريقيا    اختتام الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية: الفيلم المصري "القِصص" يتوج بالتانيت الذهبي (الجائزة الكبرى)    زيت زيتون "توكابر" يحصد الميدالية الذهبية الممتازة لأفضل زيت زيتون بيولوجي في العالم للمرة العاشرة على التوالي..    وداعًا وليد العلايلي.. النجم اللبناني يغادرنا عن 65 سنة    الليلة هذه أطول ليلة في العام.. شنوّة الحكاية؟    تيك توك تعمل كيان أمريكي مستقل بمشاركة هذه الدولة العربية    عاجل : وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي    خطبة الجمعة ..طلب الرزق الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسبب إيقاف عقود "التعريفات" 500 شركة تواجه الإفلاس.. والآلاف مهدّدون بالبطالة بسبب "الستاغ"
نشر في الصباح نيوز يوم 18 - 01 - 2020

قد تجد 500 شركة صغرى ومتوسطة متعاقدة مع "الستاغ"، وفق ما يُسمى بعقود التعريفات لإنجاز أشغال توزيع الكهرباء والغاز، نفسها مهددة بالافلاس خلال الستة أشهر القادمة أي إلى حدود جوان 2020 وهي الآجال التي حدّدتها إدارة التحكّم في التكنولوجيا بالإدارة المركزية لتوزيع الكهرباء والغاز في العقود الجديدة.
و تحصّلت "الصباح" على نسخة من قرار إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز الممضى بتاريخ 11 ديسمبر 2019 من طرف متصرفين اثنين والرئيس المدير العام المنصف هرابي، جاء فيها "في إطار تواصل المرفق العمومي ونظرا للضغوطات الحالية المسلطة على الأقاليم الجهوية لتلبية حاجيات المواطنين وبقية الأطراف الاقتصادية في التزود بالكهرباء والغاز الطبيعي، وافق المجلس، بصفة استثنائية وأخيرة، على تمديد فترة العمل بعقود التعريفات لمدة ستة أشهر إضافية بداية من غرّة جانفي 2020 شريطة نشر كرّاس شروط وإعداد صفقات في الغرض مستقبلا".
عقود التعريفات لإنجاز أشغال
بناء على هذا القرار، تمّ توزيع على المقاولين عقود التعريفات لإنجاز أشغال توزيع الكهرباء والغاز لمدّة 6 أشهر فقط خلافا للصيغة التي كانت الشركات الصغرى والمتوسطة تعمل وفقها أي عقود يتمّ تجديدها وتحيينها كلّ ثلاث سنوات، وهو ما تفاجأ به المقاولون.. وتتولّى عادة هذه الشركات الصغرى والمتوسّطة وفي اطار عقود التعريفات القيام بأشغال مختلفة تتسم بسرعة الانجاز والتدخّل ومنها الربط بالإنارة والغاز والصيانة وسرعة التدخل ،وفق تعريفات تحدّدها "الستاغ"..
الغريب في الأمر أنّه لم يتمّ إعلام هذه الشركات ولا تنبيهها، رغم عددها الكبير، بالإجراءات المزمع اتخاذها من قبلة الشركة التونسية للكهرباء والغاز وهو ما أكّده أحد المقاولين الذي اتّصل ب"الصباح" لإثارة هذا الموضوع.
حيث أفادنا المقاول أنّ "هذا الإجراء الذي اكتشفناه بعد تقص وبحث يفسّر مسألة واحدة وهي تعمّد الدولة إفلاس ما يُقارب 500 شركة صغرى لفائدة بعض رؤوس الأموال"، وأضاف "هذه الشركات تعوّل على مدخولها من "الستاغ" للتداين وطلب قروض لتوفير المعدّات الضرورية والمفروضة من "الستاغ" وفق متطلبات العمل إلى جانب تكفّل هذه الشركات بتكوين اليد العاملة لمدّة تتراوح بين 4 و5 سنوات لعدم توفر اليد العاملة المختصة، لذلك كلّ الشركات متداينة لدى البنوك وشركات الإيجار المالي وتشغّل كل شركة ما لا يقل عن 8 عمال هم بدورهم مديونون، علما وأن اليد العاملة التي توفرها هذه الشركات تصل إلى 5 آلاف عون سيجدون أنفسهم محالين على البطالة بجرّة قلم ودون سابق إنذار أو إعلام من قبل الشركة".
قرارات تعسفية وأفقية
في سياق متّصل ووفق هذا الإجراء الذي اتخذته "الستاغ" تحرّكت الغرفة النقابية للمقاولين في الكهرباء ببنزرت والجامعة الوطنية لمقاولي البناء والأشغال العمومية إلى جانب الغرفة النقابية لمقاولي أشغال الغاز والغرف الجهوية بكل من قفصة والقصرين وتوزر وسيدي بوزيد وإقليم المتلوي متوجهين برسائل جاء في مضمونها الرفض التام "للقرار التعسفي الأفقي والأحادي الجانب"، وإعلام الشركة "بعدم إمضاء العقد في صيغته الحالية لتعارضه مع مصالح المقاولين ومبدأ الشراكة الممضى بين الطرفين".
كما حمّلت الجامعة الوطنية لمقاولي البناء والأشغال العمومية "الشركة التونسية للكهرباء والغاز المسؤولية الكاملة لتبعات هذا القرار الاجتماعي والمالي والذي سيحيل آلاف العملة على البطالة كما سيساهم في اضمحلال العديد من المؤسسات الصغرى وإحالة أصحابها على القضاء حيث أنّ أغلب المؤسسات لها التزامات كبرى مع مؤسسات مالية".
تبعا لهذه الإشكالية الكبيرة أوضح مدير الميزانية وبرامج توزيع الكهرباء والغاز بشركة "الستاغ" شكيب بن عيسى في تصريح ل"الصباح":" ما نتمناه أن يكون هذا الإجراء ظرفي، نحن كشركة تونسية للكهرباء والغاز نُعتبر من أفضل الشركات التونسية التي تنهج طريقة ناجعة في الأشغال التي تقوم بها من حيث الربط بالإنارة والغاز والصيانة وسرعة التدخل".
قانون الصفقات العمومية
وبيّن بن عيسى "تتمثل هذه الطريقة في إبرام عقود تعريفات للقيام بالأشغال وهي طريقة مرنة وسهلة وتمّ دعمها في وقت من الأوقات من طرف الدولة حيث أثبتت نجاعتها في سرعة الانجاز، وكان الدعم بغاية توفير اليد العاملة لأصحاب الشركات الصغرى من المقاولين وتكوينهم".
وأضاف مدير الميزانية وبرامج توزيع الكهرباء والغاز أنّه "بفضل عقود التعريفات استطاعت الستاغ تحقيق نسبة 95 بالمائة من التنوير في الأرياف، إلا أنّ هذه العقود قبل سنة 2014 كانت تمّرر عن طريق لجنة مراقبة الصفقات التي تقوم بمراجعتها ثم بتوقيعها وهي عقود يتمّ تجديدها كل ثلاث سنوات وتعديل التعريفات".
لكن "ما حدث أنّه منذ سنة 2014 تمّت المصادقة على قانون جديد للصفقات العمومية عدد 1039 ما انجرّ عنه "بلوكاج" ولم يعد باستطاعة الشركة اعتماد عقود التعريفات وتمّ إلغاء هذه العقود رغم أننا تواصلنا مع لجنة مراقبة الصفقات العمومية وفسرنا ودافعنا على ضرورة مواصلة العمل بعقود التعريفات لمرونتها ونجاعتها وهي طريقة غير مكلفة ومكنت من تشغيل اليد العاملة وعدم تطبيقها سيتسبب في إشكاليات كبرى".
القانون "نزل كالصاعقة"
وأضاف شكيب بن عيسى أنه "تمّ التمديد بسنوات قليلة، وعندما أرادت "الستاغ" التمديد في عقود سنة 2018 رفضت لجنة مراقبة الصفقات العمومية ذلك ومكنتنا من التجديد لمدّة ستة أشهر في سنة 2020 وإعلامنا بأنّه سيتّم تطبيق قانون الصفقات العمومية الجديد".
وأوضح مُحدّثنا أنّه "طبقا لهذه المعطيات قدّمنا مطلبا للهيئة العليا للطلب العمومي مدعوما بكلّ التوضيحات والمبررات لضرورة مواصلة العمل بعقد التعريفات والتعجيل بتنقيح القانون ومراجعته لإيجابية هذه العقود".
في ذات السياق قال بن عيسى أنّ "اعتماد طلب العروض وقانون الصفقات العمومية قد يمّكن مقاول كبير فقط من بإنجاز هذه الأشغال، وبالتالي سيؤثر ذلك على نجاعة الخدمات التي تُقدمها الستاغ وسرعة تدخلها في الربط بشبكات التنوير، وإلغاء هذه العقود سيبقينا "تحت رحمة" مقاول واحد سيفرض على الشركة تعريفاته وأسعاره".
وأضاف "هذا القانون نزل علينا كالصاعقة ولكننا لم نبق مكتوفي الأيدي قدمنا أولا مطلبا للهيئة العليا للطلب العمومي لتنقيح القانون وفي انتظار ذلك بدأنا في إعداد كراس الشروط والصفقات حتى لا نبقى في حال انسداد "بلوكاج "بعد جوان 2020 حيث تصبح طلبات العروض مفتوحة للعموم ولمن هم في القطاع منذ أقل من 10 سنوات".
ما يمكن فهمه من تصريح مدير الميزانية وبرامج توزيع الكهرباء والغاز شكيب بن عيسى إضافة إلى ما حذّر منه العديد من أصحاب هذه الشركات أنّ تطبيق قانون الصفقات العمومية سيخلق بالضرورة "لوبيات" داخل هذا القطاع ويحرم الشركات الصغرى والمتوسطة من مواصلة العمل وفق عقود التعريفات ما يعني إفلاس العديد منها وإحالة الآلاف من العمّال على البطالة دون سابق إنذار أو الأخذ بعين الاعتبار إلى ما قد تؤول إليه الأوضاع المالية والاجتماعية بسبب هذا القرار المفاجئ.
إيمان عبد اللطيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.