فجأة ترك حسن الزرقوني استطلاعاته ، واستبياناته ، وحساباته ، ومقاساته ، و"ضرب أخماسه في أسداسه" ، ل"يبشّرنا" بتوقعاته الخارقة ، بوفاة 300 الف تونسي بسبب كورونا ، وكأنه التقى عزرائيل و"سرّب" له هذا الرقم الخيالي ، الذي لا يصدقه عاقل ولا مجنون ، ولا كبير ولا صغير ولا حتى من "مازال يدبي على الحصير"، قبل أن يتدارك أمره ، ويحاول تعديل "تنجيمه" ، تحت تأثير الضربات "الفايسبوكية" ، ليقول لنا على موجات إذاعة "موزاييك" صباح اليوم:" أهنئ الجميع أننا لن نسجل هذا الرقم المفزع"... بين عشية وضحاها ، وفي ظرف ساعات معدودة ، قتلنا الزرقوني وأحيانا ب"تعزيمه" ، وضرب الرمل ، كفّن وشيّع الموتى الى مقابر جماعية ، ثم بعث في الآلاف المؤلفة الروح ...هكذا يفجر قنبلة انشطارية ، يترك شظاياها تتطاير في كل الاتجاهات ويمرّ ، دون ان يفكر في تداعيات "زرقونياته" ، وتأثير "طلعاته" ، هل يعتقد أنه حقق إنجازا عظيما ، وفتحا مبينا ، بهذه "التنجيمات" الخطيرة ؟ لن نحارب كورونا بمثل هذه "الشعوذة" ، لن نحاصر المارد القاتل بهذا التضخيم ، لن نواجه الوباء المتفشي بهكذا تهويل ، لن نقدر على هذا الفيروس المستجد الا بوضع حد للاستهتار واللامبالاة ، والتحلي بالوطنية وروح المسؤولية ، لن ننجح في التحدي الا بتجاوز كل الحساسيات والحسابات ، لا تجاذبات ، لا صراعات ، لا أجندات ، ولا حسابات ، وبالوعي ، والتضامن فقط يمكننا "قهر" هذا الفيروس الذي هزّ العالم ، وحصد آلاف الأرواح.