قد يكون من السابق لأوانه، بل هو من قبيل القفز على الأولويات المطالبة بتغيير الهيئات المسيرة بمختلف النوادي التونسية التي كما يعرف الكبير والصغير وأيضا من «يدبي على الحصير» أنها معينة، بل ومفروضة فرضا رغم أن بعضها تنقصه الكفاءة ولا يعرف من الرياضة إلا كما أعرف أنا من أسرار الفضاء. هذه الهيئات المنصبة والتي ناشدت كلها الرئيس المخلوع للترشح الى انتخابات 2014 وكتبت ذلك على أقمصة لاعبيها وحبرته على لافتات غطت الملاعب كانت تكفي لكساء آلاف المفتقرين الى ثياب لائقة وصرفت في ذلك آلاف الدنانير كان الشباب الذي ندعي الاشراف على تأطيره .. لتوفير مرافق شغل تنقذه من أمواج الحيرة التي كانت تعصف به هذه الهيئات إذن اجتمع كبارها أي المنتمية الى الرابطة الأولى لتقييم الوضع بعد ثورة 14 جانفي المجيدة فضربت أخماسها في أسداسها وخرجت بقرارات هامة لافض فوها!! «صمتت ألفا ونطقت خلفا»!! الهيئات المديرة لنوادي الرابطة الأولى كان عليها على الأقل أن تصمت خلال هذه الفترة لتحافظ على بقية حيائها الذي أضاعته في التزلف للنظام السابق ومباركة قراراته اللامباركة على الشباب التونسي وعلى الرياضة التونسية لأن الحصاد كما يعرف الجميع كان «عجرودة» وكانت جميعها أبواقها ناعقة صباحا مساءوخاصة يوم الأحد بتمجيد النظام السابق ورئيسه الهارب حتى خلناه من الخلفاء الراشدين وأن ما نشعر به من غبن مرده أمراض نفسية استبدت بنا وأن الرجل كان أحنّ علينا من أمهاتنا وآبائنا وأن نفوسنا الأمارة بالسوء وقلوبنا المريضة هي التي تحثنا على كراهيته.. هذه الهيئات المديرة صمتت دهرا ونطقت كفرا حين باركت أولا ثورة شباب تونس وترحمت على شهدائها لأنها ساهمت مساهمة فعالة في تثبيت عرش «الديكتاتور» بتملقها وبتزييفها للحقائق وتمجيد سياساته وتضليل شبان البلاد بالادعاء أن هذا الرجل ولا أحد غيره الأصلح لحكمنا هذه الأولى والآتي أعظم!! من لا يملك الى من لا يستحق!! أما الثانية، فإن هيئات نوادي الرابطة الأولى قرّرت وكأنها مازالت على يقين أن القرارات تؤخذ بالاجبار ولا تخضع الى النقاش.. قررت إذن التمسك بالهياكل الرياضية الموجودة معتبرة إياها الاطار المرجعي للفرق وهذا القرار يدخل طبعا في اطار اسناد الأمر ممن لا يملك الى من لا يستحق.. لأن هذه الهيئات منصبة ومفروضة فرضا وعينها النظام السابق لتمرير سياساته على رقاب شبان البلاد في كل جهة ولتكون أبواق دعاية له حين يجدّ الجدّ والغاية من وراء تنصيبها في جلسات انتخابية طبعا سياسية وليست رياضية.. هذه الهيئات إذن منحت الشرعية لمختلف المكاتب الجامعية هكذا بدون تفويض من أي أحد رغم أن هذه المكاتب الجامعية هي أيضا منصبة وهي أيضا في جلسات انتخابية حتى لا نتهم بالتحامل ونفسي الأمارة بالسوء تجعلني أفسر معادلة منح «من لا يملك الى من لا يستحق»، بأمر وحيد هو خوف الهيئات من أن تجد نفسها أمام قرار الحلّ إذا وصلت «مكاتبها الجامعية» الى الحلّ. «إذا لم تستح فقل ما شئت»!! آخر ما طالعتنا به هيئات أندية الرابطة الأولى في اجتماعها «العظيم» هو المطالبة بايجاد حلول لمشاكل التمويل في هذه الظروف الصعبة وكلمة «الظروف الصعبة» تؤكد أن الرد الوحيد على هذا الطلب هو «إن لم تستح فاطلب ما شئت»، إذ كيف في مثل هذه الظروف التي يتجه فيها اهتمام كل التونسيين دولة وشعبا الى احتياجات التنمية ومشاكل البطالة وتوفير الحلول العاجلة لاعادة اقتصاد البلاد الى وضعه السليم تطالب هيئات النوادي بأموال لتصرفها في انتدابات فاشلة ومنح ملكية ومصاريف لا طائل من ورائها ولا تحتاجها النوادي أصلا؟ ثم ألا يكفيها ما تحويه حساباتها البنكية الآن من أموال؟ وألم يحن الوقت لترشيد مصاريفها بالحدّ من الجرايات المنتفخة للاعبين والحدّ من المنح الملكية التي لن تجلب لنا في كل الأحوال ألقابا عالمية أو حتى قارية؟ وفي النهاية أليس كل ذلك دليلا على أن هيئات نوادينا في واد وهموم الشباب في واد آخر حتى لا أقول أكثر؟ للتوضيح هذه الأسطر سقتها في بطاقة أسميتها «بكل تشنج» عوض «بكل هدوء» لأن ما قرّرته هيئات نوادي الرابطة الأولى الذين اجتمعوا في نزل بمنطقة البحيرة بالعاصمة في اطار الضغط على المصاريف وأيضا ما طالبت به يبعث على التنشج ويوتر الأعصاب من أخمص القدمين الى الرأس.