أسال قرار وزارة الشؤون الثقافية القاضي باستئناف تصوير أعمال رمضان الدرامية الكثير من الحبر بين معارض وموافق. ولئن أوضحت شيراز العتيري وزيرة الشؤون الثقافية أن هذا القرار اتخذ بعد تشاور مع رئيس الحكومة ووزارة الصحة وأن الغاية منه تشجيع العائلات التونسية على البقاء في بيوتها في رمضان خاصة وأن المنتوج الدرامي يعتبر من العوامل الجاذبة للتونسي في الشهر الكريم وتجعله محبا لالتزام البيت إلا أن عديد الأطراف من فنانين وهياكل نقابية رفضوا هذا القرار واعتبره خطرا على حياة العاملين في القطاع السمعي البصري في ظل انتشار فيروس كورونا وعدم وضوح موعد انتهاء هذه الأزمة التي تعيشها الانسانية. وزيرة الشوؤن الثقافة أكدت أن هذا القرار اجتهاد مدروس هدفه استكمال الأعمال، التي لم يبق منها سوى بعض المشاهد لم تصور بعد مشددة على أن التصوير سيخضع لشروط عديدة لسلامة العاملين منها اجراء اختبار كورونا قبل وبعد التصوير مع توفير مكان عزل صحي لكل فريق التقني والفني طيلة فترة التصوير وإذ لم يقع الالتزام بهذه الشروط سيتم إلغاء التصوير ومحاسبة المخالفين. المخرج والسيناريست يسرى بوعصيدة اعتبر انتقاد بعض صناع الدراما والسينما لهذا القرار غايته عرقلت أًصحاب أعمال مبرمجة في رمضان واصفا موقفهم بالحاقد. وكشف يسري بوعصيدة وهو مخرج مسلسل "27" أن فريقه يعتمد اجراءات احتياطية لسلامة جميع العاملين في موقع التصوير أضعاف ماهو مطلوب من وزارة الشؤون الثقافية وأن هدفه من انهاء العمل تقديم تحية للجيش التونسي الذي كان كعادته داعما لشعبه في أزمة كورونا وأن رمضان لا يحلو للتونسيين دون دراما فلا يجب أن يحرموا منها وهم في الحجر الصحي إذ تواصلت مخاطر "كوفيد- 19" للشهر القادم. الفنان عاطف بن حسين لم يجد مبررا لقرار وزارة الشؤون الثقافية واعتبر في تدويناته أن استئناف تصوير المسلسلات هو ارضاء لمافيا المال والاشهار بإرسال الفنانين والتقنيين للموت. في ذات السياق، عبرت سهير بن عمارة بكثر من مرارة عن حال التونسي وأكدت أن العديد من الفئات الاجتماعية الهشة حرمت من العمل والتزمت بالحجر الصحي لنتمكن من تخطي الجائحة فكيف يتم اتخاذ قرار لا يتماشى والسايسة العامة للبلاد في مكافحتها لأزمة كورونا. من جهتها، نشرت الغرفة النقابية الوطنية لمنتجي السينما والسمعي البصري بلاغا رافضا لقرار وزارة الشؤون الثقافية باستئناف تصوير المسلسلات الدرامية واعتبرته ضربا صارخا للمجهودات، التي قامت بها الدولة من حجر صحي عام لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد كما انتقد البلاغ نظرة وزارة الشؤون الثقافية للمنتوج الدرامي واستغلاله للدعاية السياسية وإلهاء المواطن وهذا لا يليق بالعائلات التونسية ولا بالدراما الوطنية. وأكدت الغرفة النقابية الوطنية لمنتجي السينما والسمعي البصري أن استثناء انتاجات دون أخرى للعودة للتصوير قد يحمل في طياته الكثير من التأويلات منها رضوخ المسوؤلين في الدولة عن هذا القطاع لمنطق المحاباة والمحسوبية وهما من أشكال الفساد التي تعاني منها تونس في الكثير من القطاعات. تجدر الإشارة إلى أن أعمال درامية عربية في مصر، لبنان، الجزائر والمغرب تعيش المشاكل ذاتها على مستوى استكمال التصوير لرمضان ولئن وجدت بعض الشركات المنتجة (الخواص) حلولا وسطية بين قرارات الدولة وحماية العاملين في أعمالها بالتعقيم مواقع التصوير وتوفير أطباء ووسائل الوقاية مع عزل فريق العمل بعيدا عن عائلاتهم فإن أعمال أخرى وأغلبها من إنتاج الدولة قررت تعليق التصوير إلى إشعار آخر تكون فيه وضعية الأزمة الصحية التي نعيشها أوضح.