بعد الضجة، التي أثارها مسلسل "قلب الذيب" قبل رمضان بسبب خلاف منتجيه مع قناة الحوار وبرمجة العمل على الوطنية الأولى يعود مع بداية عرض حلقاته الأولى للواجهة بعدد من الانتقادات والمتعلقة أغلبها بالمغالطات التاريخية. في هذا السياق أوضح الصحفي والناقد الفني صابر بن عامر ل"الصباح نيوز" أن العمل حسب ما جاء في ملخصه وفكرته العامة يصور أحداث تقع في سنة 1948 فيما الحلقات الأولى من "قلب الذيب" تعكس مرحلة تاريخية أخرى تتزامن مع انطلاق المقاومة المسلحة في تونس (مرحلة الفلاقة سنة 1952 حتى الاستقلال) وأضاف محدثنا أن هذه الأخطاء تعتبر فادحة في عمل فني مدرج في خانة الأعمال ذات البعد التاريخي. "الصباح نيوز" تواصلت كذلك مع المؤرخ الجامعي المختص في التاريخ السياسي المعاصر خالد عبيد والذي أوضح بداية أن أي عمل روائي أو سينمائي يعتمد على فترة تاريخية ما أو أدواره الرئيسية تنتمي لفترة تاريخية عليه أن يحترم نفسه ويحترم الجمهور كما عليه أن يعتمد أهل الاختصاص ويأخذ باستشارتهم في مدى ملائمة السيناريو للوقائع التاريخية وربما يكون السيناريو بين كاتبه ومستشاره التاريخي حيث يقع اضفاء بعد تاريخي على العمل. وأضاف الأكاديمي خالد عبيد أن مثل هذا التوجه يعتبر أمرا ثابتا في معظم الأعمال الدرامية التاريخية في مصر وسوريا ويقع تنصيص على ذلك مضيفا في ذات السياق: "لاحظنا ومنذ عقود أنه ومع كل عمل درامي وسينمائي ينجز إلا ويتم استبعاد المؤرخين". وتابع محدثنا : "هذا الاستبعاد المتعمد يرجع إلى العقلية، التي تعجز عن فهم أن التاريخ هو علم وليس خرافة أو حكاية يمكن ان يقوم بها أي أحد لهذا السبب كل عمل تم القيام به إلا وسقط في خانة الاخطاء المتعلقة بفترة التاريخية وبإحداثها وتواريخها وهذا العمل الاخير لا يخرج عن هذا الاطار مهما برر القائمون عليه هذا التوجه." خالد عبيد الذي سبق وكتب الفيلم الوثائقي "تراجيديا دولة الاستقلال : محاولة انقلاب على بورقيبة 1962" شدد على ان أكثر ما يثير القلق في كل هذا أن المتلقين والغالب منهم لديه معطيات خاطئة ومشوهة لتاريخ بلده فيأتي مثل هذا العمل ليعمق ويزيد تشويها على التشويه الحاصل لهذا يمكن أن نعتبر أن مثل هذا التوجه نوعا من التعدي على حق التونسيين في المعرفة.