قال اليوم السياسي الهادي البكوش انه لن يمارس السياسة مستقبلا وأضاف البكوش على موجات إذاعة موزاييك آف آم انه تقدم في السن بحيث لم يعد قادرا على ممارستها والأولوية اليوم للشباب وبخصوص ترشح الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس للرئاسة قال البكوش ان وضعية هذا الأخير تختلف عن وضعيته باعتبار انه كانت للباجي مسؤولية سياسية بعد الثورة ونال رضا بعض المواطنين واصبحوا يعتمدون عليه ولذا ليس عليه الانسحاب مشيرا الى انه ان كانت وضعيته الحالية شبيهة بوضعية الباجي فربما كان واصل في العمل السياسي كما اكد انه لا توجد اتصالات سياسية بينه وبين الباجي قائد السبسي وقال الهادي البكوش انه تابع الثورة كجميع التونسيين وانه لم يتلقى اي اتصالات من بن علي ايام الثورة ولا قبلها وانه تلقى اتصالا من محمد الغنوشي يوم 14 جانفي ليخبره بهروب بن علي فاجابه البكوش بان تونس تعيش عهدا جديدا ويجب ترك الماضي والتفكير في المستقبل ولذا يجب المرور إلى الفصل 57 وتنظيم حياة سياسية تونسية برجال وعقلية جديدة ولكن الغنوشي اعلمه بان فؤاد المبزع رفض تقلد منصب رئيس الجمهورية فاتصل البكوش بحامد القروي بغاية إقناع المبزع فكان ذلك ولكن المبزع لم يقنع بصفة نهائية فاتصل به بنفسه واقنعه بان الواجب يناديه وان عليه ان يتحمل مسؤوليته الوطنية تجاه تونس مشيرا الى انه كان سعيدا بما يحدث حينها في تونس لان اوضاع التونسيين كانت لا تحتمل وعن الاتهامات التي وجهها عزيز كريشان الى الدستوريين بانهم يحاولون الانقلاب على السلطة قال البكوش بان كريشان من قدماء المناضلين وله مقدرة على التحليل السياسي لكن تحليله هذا لا يجوز لان هناك دستور ووجب تطبيقه ففؤاد المبزع ومحمد الغنوشي لم يبديا اي رغبة في تولي السلطة واتهامهما بمحاولة الانقلاب ليست معقولة وقال البكوش انه لم تكن له علاقة من بعيد او من قريب بالقرارات السياسة او الاجراءات التي تتخذها الحكومة بعد الثورة وان آخر يوم قابل فيه محمد الغنوشي كان يوم 19 جانفي 2011 ونصحه وقال الهادي البكوش " اعرف ان محمد الغنوشي مستقيم ويده نظيفة وقد احتمى بي وقدمت له النصيحة واعلمته انه يجب عليه الاتصال بخبراء في القانون لتوجيهه كما نصحته بانه لا يستطيع ان يباشر مسؤولياته دون الاتصال بالاتحاد العام التونسي للشغل لانه القوة المنظمة التي تتابع سلوك الجماهير ويجب التنسيق معها لتهدئتهم" واضاف ان قياديي النهضة حينها كانت تطالب بالعفو وبعودة رئيسهم وكان محمد الغنوشي يعتقد ان الوقت غير مناسب لذلك ولكنه اعلمه بانه لا يستطيع ان يمنع حدوث ذلك وقال انه جمعه لقاء بعد الثورة مع حمادي الجبالي ومحمد الغنوشي بالوزارة الاولى لطرح فكرة ان تاخذ النهضة مكانها على الساحة السياسية وقد كان هناك اجماع سياسي على ذلك ولذا لم يكن وحده من دفع الى ذلك لانه من غير المعقول ان تفتح صفحة جديدة وتقصي حركة بحجم النهضة مشيرا الى ان محمد الغنوشي تعامل معه بحذر وبعدها انقطعت العلاقة والاتصالات وعن علاقته بحمادي الجبالي والتاثير على قراراته خاصة مسالة الاستقالة من رئاسة الحكومة اكد البكوش انه قابل حمادي الجبالي مرتين بعد الانتخابات في حفلات ولم يتطرقا للحديث عن السياسة مؤكدا انه لا يتعامل مع جماعة في النهضة ضد جماعة اما عن علاقته بكمال اللطيف اكد البكوش انه لم يقابل او يهاتف كمال اللطيف منذ اكثر من 25 سنة لان اللطيف كان يخدم في مصالح بن علي ويكرهه وتواصل ذلك حتى بعد سقوطه بن علي اما عن قائمة اسماء من يجب مصادرة املاكهم التي اتهم البكوش بالوقوف وراءها قال ان ما يقال ضده لا أساس له من الصحة وان اطرافا تريد ان تغالط الناس وان تزج باسمه في مثل هذه المسائل حتى تحمي اناسا آخرين ومن اجل التشويش مشيرا الى انه يستبعد ان يكونوا من ابناء جيله كما تحدث الهادي البكوش عن قانون تحصين الثورة وقال ان هناك اطرافا تريد تمريره بقوة وبشدة وهناك من يطالب بذلك بصفة مترددة ولكن بوجه عام هو قانون اقصائي بامتياز لان من يطالبون به اخذوا تفويضا من الشعب لكتابة دستور ولذا من غير المعقول ان يقوموا بعد سنتين باقصاء جزء من هذا الشعب لانه اخلاقيا لا يجوز وقال انه ايضا من غير المقبول ان يقوموا بتجريد مواطن من حقوقه المدنية بقانون سياسي وكان من الاجدر ان يتركوا المسالة بيد القضاء الذي سيحكم اما بالنفي او بالسجن كما ان هذا القانون ابعد ما يكون عن الديمقراطية التي لا تدعو الى ابعاد منافس والقضاء عليه من اجل الفوز بالحكم خاصة ان كانت قوة لم تمس بسوء او تعتدي على احد فهذا القانون ليس حكمة سياسية بل هو دعوة لا تؤسس لحكم وهم يدعون للحكم وان التنكيل والانتقام لا يبني مستقبل واضاف ان الشعب هو من يحمي ثورته وان على المطالبين بهذا القانون ان يتركوا الشعب يختار وانهم احبوا ام كرهوا فالدستوريون بالرغم من ان بعضهم انتهازيين وعليهم مآخذ لكن هم من اخرج المستعمر من تونس وساهم في جعل تونس من اولى البلدان الافريقية لتي تتحصل على استقلالها واذا تم اجراء بحث تاريخي فسيجدون ان 95 بالمائة ممن اعدموا وسجنوا هم دستوريون وانه من باب رد الجميل يجب الاعتراف على الاقل بذلك وقال البكوش انه يعرف اناسا مناضلين من الحزب الدستوري اولادهم ينشطون في النهضة ليس بعد الثورة بل ايام الجمر وسجنوا كما يعرف من كان يدافع على بورقيبة ثم اصبح ناشطا في النهضة وذلك ان دل على شيء فسيدل على ان الجميع يستطيع ان يعيش في تونس وبخصوص مبادرة حامد القروي لجمع الدساترة في حزب صرح البكوش انه لن يشارك في هذه المبادرة مع انه يشجع على لمّ شمل الدستوريين ولكنه يعتقد ان نظرته الاقرب الى الحقيقة وهي انه يجب ان يكون هناك احزاب دستورية وتنسق مع بعضها للدفاع عن الحداثة والتنمية في حين بعث حزب واحد ليست بالفكرة الجيدة مشيرا الى انه يكفي ان يذكّروا بأمجادهم ونضالاتهم في المناسبات الوطنية وبالرجوع الى 7 نوفمبر صرح البكوش بانه كتب حرفيا خطاب 7 نوفمبر ولم يغير فيه بن علي شيئا ما عدى بعض كلمات وانه تعرض الى إساءات من طرف الحبيب بورقيبة لكنه لم يحقد عليه ولكن بورقيبة في الايام الاخيرة لم يعد قادرا على ادارة شؤون البلاد فقرروا ابعاده مؤكدا ان البورقيبيين والدستوريين رحبوا بالفكرة وانه لم يخنه بل كان يتحدث عليه وكانه يتحدث على "نبي" و انه بقي سنة و10 أشهر في الدولة بعد إزاحة بورقيبة ولم تصله أي أخبار بانه مقيد وانه لم يعلم ان هذا الاخير واجه ظروفا صعبة مشيرا الى انه لم يقع الاستنجاد لا بجزائريين او الامريكيين بخصوص 7 نوفمبر واضاف انه بعد اشهر من السابع من نوفمبر وقع ابعاده من ادارة الحزب وكان في وضعية سياسية ضعيفة في الان نفسه كان بن علي يحظى بدعم الجميع تقريبا كبشير زرق العيون وبورقيبة الابن وسعيدة ساسي ولذا لم تكن علاقتة مع بن علي متينة حينها وقال البكوش ان علاقة النهضة ببن علي كانت جيدة وكان هناك حديث للاعتراف بالحزب لكن هناك من اثر على بن وبعث فيه الخوف من حزب النهضة وحينها اختلفت معه ولمته وأخبرته بانه وعدهم ولابد ان يفي بوعده فعقدوا اجتماعا للديوان السياسي للحزب وألح على منح النهضة الترخيص لكن الأغلبية كانت مع بن علي الذي لم يكن موافقا كما أنه لا يعلم ان كانت الانتخابات 1989 قد زورت وقد حبذ أن تقع الانتخابات على أساس دوائر ضيقة لانتخاب نائب واحد على دورتين وقد كان بن علي المرشح الوحيد وكان الجميع موافق وتابع "بن علي لم يقبل النصح أو النقد وكانت هناك اختلافات كبيرة بيني وبينه وانا فكرت انه عندما يصل إلى طريق مسدود بسبب بعض القرارات سيتصل بي ويأخذ برأيي ولكنه لم يفعل ولذا رأيت أن دوري انتهى"