عاجل/ تعلّيق عمل شركة "شي إن" الصينية في فرنسا..    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    من صفاقس إلى منوبة: تفاصيل صادمة عن مواد غذائية ملوّثة تم حجزها    حجز أكثر من 14 طنا من المواد الفاسدة بعدد من ولايات الجمهورية    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    ممرض ألماني أنهى حياة 10 مرضى... ليخفف عبء العمل عليه    الأولمبي الباجي يعلن عن تاهيل لاعبيه هيثم مبارك وفراس المحضاوي    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    5 أخطاء يومية لكبار السن قد تهدد صحتهم    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    مدير ديوان رئيسة الحكومة: قريباً عرض حزمة من مشاريع القوانين على البرلمان    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    مونديال أقل من 17 سنة: تونس تواجه بلجيكا اليوم...شوف الوقت والقناة الناقلة    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    خروج قطار عن السكة يُسلّط الضوء على تدهور البنية التحتية للسكك الحديدية    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    بطولة القسم الوطني أ للكرة الطائرة: نتائج الدفعة الثانية من مقابلات الجولة الرابعة    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خاص ولأول مرّة في الصحافة، الهادي البكوش ل «الشروق» بعد صمت طويل: إيقاف الانحراف السياسي ل بن علي كان مستحيلا
نشر في الشروق يوم 30 - 01 - 2011

لأوّل مرّة يتكلّم... ولأول مرة يفصح عما خبّأه منذ واحد وعشرين عاما.. تاريخ مغادرته حكومة بن علي... الهادي البكوش، الوزير الأول، الأول عهد بن علي... هو محل حديث المدينة اليوم.
«المدينة العربي» وتحديدا مبنى الحكومة بالقصبة، يقول عنه العديدون إنه «صاحب الحل والعقد» في كل ما يصدر من قرارات عن القصبة ما بعد 14 جانفي...
فيجيب عن هذا السؤال بمعلومات يخص بها «الشروق» ويقولها لأول مرة...
الهادي البكّوش يمسك بالخيوط الخفية في التجمّع... وهو «الفاتق الناطق» في حزب تحول بين يوم وليلة إلى جملة من الأقاويل والأحاديث حوله... لا نعرف إن كان مازال موجودا أم لا... فيحيلنا «المتحدثون» عبر الأزقة والشوارع أن الهادي البكوش هو من يملك الإجابة... فيخصّ هنا أيضا «الشروق» بمعلومات لم يفصح عنها من قبل...
الهادي البكوش يقوم بوساطة بين الحكومة وأطراف أخرى، تقول الإشاعة إن الأطراف الأخرى هي التجمع والتجمعيين ويقول «سي الهادي» ل«الشروق» حصريا، إنه واسطة خير بين حكومة المبزّع والغنوشي من جهة والنهضة وحزب العمال الشيوعي والاتحاد من جهة أخرى...
الهادي البكّوش هو من أهدى حزب الدستور على طبق ل«بن علي»..
هكذا يقول السؤال المستقى من أقاويل البعض، فيجيب «سي الهادي» في هذا الحوار ليكشف حقيقة ما وقع في 7 نوفمبر 1987 بالحجة والوثيقة...
طرحت عليه كل ما أمكن جمعه من تساؤلات وأسئلة تروج اليوم حول شخص الهادي البكوش، وهذا جزء من الحكاية مما يرتبط بالحدث، فيما لنا عودة ووعد من محدثنا ليكشف «ما خفي وهو أعظم» على صفحات «الشروق»...
بصدر رحب، قبل هذا الحوار الشامل، وتخلّى عن التردد في الإجابة عن بعض الأسئلة... محترما كل الآراء والأفكار... وقد سألته في البداية عن الثورة... والحكومة ومستجدات الوضع في وطننا تونس...
كيف عاش «سي الهادي» البكوش ثورة تونس ل14 جانفي، كوزير أول أسبق، وماذا قال في نفسه من زاوية المسؤول السابق، وكمسؤول في الحزب (عضو اللجنة المركزية للتجمع)؟
تتبّعت من قريب الأحداث التي جدت في سيدي بوزيد وفهمت من أول يوم دوافعها فهي تجاوزات كبيرة ومتعددة. من تلك التي حصلت في البلاد... كنت أعرف أن مآلها، وهو رد فعل عنيف، ولم أكن أجهل أن أي رد فعل عنيف ينجر عنه تصعيد قد يؤثر على نظام الحكم في البلاد. كنت في قرارة نفسي مع المحتجين والمتظاهرين وقد أعرف كثيرا منهم ويشهد إلى اليوم أهل المزّونة ورجالها وفي مقدمتهم البشير المهذبي وقائد النيفر كيف كنت أعزّهم وأساعدهم وقد كنت أعمل على النهوض بكل الجهة... كل هذا لما كنت واليا في صفاقس سنة 1966.
ابتهجت لهذه الثورة وباركتها، لم يكن لي أي اتصال مع رجال السلطة مهما كان مستواهم أو حديث في هذا الموضوع، لم يطلبني أحد، ولم أطلب أحدا، وللعلم منذ 21 سنة أي منذ أن خرجت من الوزارة الأولى لم أشارك في القرار السياسي ولم تقع استشارتي بتاتا في أي مستوى.
وقد كنت أدعى في المناسبات مع كافة الشخصيات بروتوكوليا...
وفي الحزب، هل كنت تشارك في القرارات؟.
كنت في اللجنة المركزية للحزب ولأكثر من 21 سنة لم أتدخل إلا مرة أو مرتين في مسائل خارجية... كان قرارا ذاتيا.
لماذا؟
لأن قناعتي أن الأمر صعب، وأن أي تدخل لا يقبله مني أحد، وتقديري أنه يستحيل علي تغيير مجرى الأمور وإيقاف الانحراف...
هل مس الانحراف الحزب أيضا؟
نعم مسّه... هو انحراف بن علي... أي انحراف الحكم الفردي.
ما هو رأيك في أداء الغنوشي اليوم الأول لفرار بن علي، وأقصد التعامل مع نصّ الدستور بشكلين مختلفين في ظرف ساعات؟
استمعت في الأخبار للتصريح الأول للوزير الأول (محمد الغنوشي) يوم 14 جانفي.. وانتقدته.. عندما بدأ المشاورات خاطبني عن طريق الهاتف فانتقدته وبيّنت له موقفي منه والمتضمّن ضرورة الرجوع إلى الدستور واختيار رئيس مجلس النواب... هذا موقفي وقد عبّرت عنه للوزير الأول وقد يكون آخرون عبّروا له عن نفس الموقف ولذلك انتقلنا بعد ساعات للفصل 57 من الدستور الذي بموجبه تولّى رئيس مجلس النواب الرئاسة مؤقتا وتكليف الوزير الأول بتشكيل الحكومة.
كيف كان خطابه (الغنوشي) معك هل هي استشارة أم طلب مساعدة أو إعلام؟
قال السيد الغنوشي وقد اتصل بي منذ الساعات الأولى، أن الوضع صعب وأنه قرر استشارة مسؤولين قدامى لهم تجربة وأخذ آرائهم، وكان رأيي الذي ذكرته : ضرورة الرجوع إلى الدستور.
هل فهمت من الوزير الأول أن الرئيس ربما يرجع أي بمعنى أنه اختار تطبيق الفصل 56 من الدستور مثلا؟ أم أن في الأمر ارتباك؟
لم تكن الأمور في الساعات الأولى، من حيث الفراغ، واضحة وجد الوزير الأول نفسه أمام فراغ لم يكن يعرف أسبابه، إذ لم يعلمه الرئيس السابق بفراره...
كان عليه أن يواجه وضعا جديدا لم يكن منتظرا...
معلوماتك عن فرار الرئيس السابق؟ هل كانت لديك معلومات أو إشارات ولو بسيطة؟ وهل كنت تعتقد أنه سيقوم بما قام به؟
لم أكن أتخيّل أنّه يقدم على مثل هذا الأمر، برأيي داهمته الأحداث ولم يكن قادرا على مواجهتها، ففر بسرعة...
هل كلمك أحد، وأنت الذي كنت الى جانب بن علي فجر 7 نوفمبر 1987؟
لم يكلمني أحد لا قبل ولا بعد الفرار، استمعت الى الخبر مثل عامة الناس من وسائل الاعلام...
أنا لمدة 21 سنة، لم يتصل بي بن علي بتاتا عبر الهاتف أبدا...
حتى عندما عينك في مجلس المستشارين؟
أبدا... كان ذلك عن طريق شخص آخر... كان أحد مساعديه في القصر هو من أعلمني وقال لي يومها أنه كانت هناك فكرة أن تكون أنت على رأس مجلس المستشارين ولكنه لاعتبارات جهوية قال لك، أن تكون عضوا في المجلس...
وقد ألح علي أن أقبل العضوية التي رفضتها... ألح علي بشيء من التهديد.
كيف ذلك؟ وما نوع التهديد...؟
كان لابد أن أقبل (...).
اليوم هناك من يقول عنك أنك الرأس المدبر الآن لكل قرارات الحكومة... باختصار يقولون انك «تداوم» في مقر رئاسة الحكومة بالقصبة، ولك مكتب تنسق من خلاله كل ما يصدر عن الحكومة... ما مدى صحة هذا الكلام؟
خلافا لما أشيع لم أكن المنسق أو المستشار للوزير الأول، غاية ما في الأمر أنه استشارني مثلما استشار شخصيات أخرى وزرت بالمناسبة الوزارة الأولى خلال الأسبوع الفارط قبل الاعتصام بساعة مقر الحكومة بالقصبة...
مرة واحدة؟
أكثر... كنت واسطة خير بين الوزير الأول (الغنوشي) وبين الاتحاد العام التونسي للشغل والنهضة... وأطراف أخرى (يسارية)... وقد بذلت جهدا كبيرا لأبين مواقف الشارع وللتعريف بمحاولات الاتحاد العام التونسي للشغل للاستجابة اليها (المطالب) وقد عرضت على الغنوشي طلبات الاتحاد ورغبات النهضة وغيرها من القوى الفاعلة في الشارع.... قابلت العريض وحمادي الجبالي (النهضة) ومن جهة الاتحاد كان لي اتصالات مع جراد...
كنت قد وضحت للغنوشي والمبزع موقف الاتحاد، لأن هناك من «غلطهم» بخصوص موقف هذا الهيكل النقابي.
هل أنت راض على هذه الوساطة...؟
نعم... وقد فرحت لما رأيت التركيبة الجديدة للحكومة، وبأن الوزير الأول تفاوض بشأنها مع الاتحاد العام التونسي للشغل...
هل وقعت استشارتك، وفق ذلك، بخصوص التركيبة الجديدة للحكومة التي أعلنها الغنوشي منذ يومين؟
أبدا... لم تقع استشارتي ولا اعلامي... لم أعلم بالتشكيلة قبل الناس بل عبر الاعلام... علمت مثل عامة الناس... أنا اعتبرت أنه عندما احترمني (قدرني) وطلب السيد محمد الغنوشي رأيي، رأيت أنه من الواجب تقديم آراء قد تصلح أو قد تفيد البلاد... لا أكثر ولا أقل... وكل ما قمت به لا يتعدى كونه «وساطة خير» وتوضيح وجهات نظر حتى لا يخطئ أي طرف في حق الآخر... وهذا لا يعني البتة أن السيدين المبزع والغنوشي، سيعلمانني بتشكيلة الحكومة قبل اعلانها... أبدا...
وما قصة المكتب في الوزارة الأولى (القصبة) الذي قيل انك تباشر فيه مهامك التي سماها البعض الخفية؟
ليست لي الصفة بأن يكون لي مكتب في الوزارة الأولى... وان دخلت مكتب الوزارة فذلك انتظارا لأن يقبلني الوزير الأول.
هل كانت المشاورات مع الوزير والرئيس معا؟
مع الاثنين... نعم... وقد اغتنمت اتصالي بالمسؤولين الأولين في البلاد الآن لأرفع لهما أطروحات بعض قوى اليسار... بحيث كنت واسطة خير مع ناس الغد وليس ناس الأمس، فعلاقاتي مع هذه الأطراف قديمة.
ما هو رأيك في المجلس الوطني الذي اقترحه بن صالح والمستيري والفيلالي، من أجل حماية أو تأطير الثورة؟
من حسنات الفترات الثورية في كل مجتمع هي تعدد المبادرات...واني كمواطن أتابعها...مبادرة «بن صالح ،المستيري، الفيلالي» بإحداث مجلس وطني لتأطير الثورة أقول انه لا شك وأن مبادرة يكون فيها المستيري الذي يحظى بتقدير خاصة لنضاله وبن صالح الذي عملت معه وأصابني من صداقي العميقة له ضرر (من بورقيبة) هذا من شأنه أن يعطي مبادرتهم أهمية خاصة أما رأيي فاني أنادي باحترام الدستور قدر الامكان لا تشك وأنه يصعب اجراء انتخابات في ظرف شهرين(60 يوما) ويصعب كذلك على لكل المترشحين للرئاسة هذا ان بقي الدستور على حاله. يقر النظام الرئاسي أن يعرفوا ببرامجهم إذن لا بد من ايجاد صيغة قانونية لمراجعة الدستوري في هذين الموضوعين أما الرجوع الا مجلس تأسيسي لسن دستور جديد فأعتقد أنه ان تم الاختيار على هذا فهناك وجوب سن قانون انتخابي واجراء انتخابات حقيقية نزيهة لبعث هذا المجلس حتى لا يقع الطعن فيه.
هل تعتقد أن المشهد السياسي يجب أن يكون مرتبطا بالأحزاب والمنظمات الموجودة حاليا?,
يجب أن يكون المشهد مرتبطا بالأحزاب والمنظمات الحقوقية والانسانية والمهنية ولكن يجب أن تكون مساهمة الأحزاب حسب نظام معين وقانون متفق عليه. وذلك هو الدعم الحقيقي للثورة من أجل حمايتها.
مارأيك في لجنة الاصلاح السياسي من حيث مهامها ومن حيث أعضاؤها...الذين تتألف منهم هل تعتقد أن تركيبتها المعلن عنها كافية وتؤدي الغرض?
تجمع هذه اللجنة كفاءات وفي مقدمتها الأستاذ عياض بن عاشور ولكنها تحتاج الى مشاركة فاعلة للاتحاد العام التونسي للشغل وللنهضة ولكل القوى السياسية والقانونية حتى تقبل قراراتها... ومن هنا أدعو الى توسيعها لا بد من كفاءات علمية أخرى في مجال القانون مثلا...
أين التجمع الدستوري الديمقراطي هل أنك تنشط في صلبه الى الآن... هل اتصل بك تجمعيون?
اتصل بي الكثير من الدستوريين للتحدث معي في مصير التجمع والرأي عندي أن التجمع هو حزب لبن علي تصرف فيه بصفة فردية وصاغه على قياسه، وعين فيه مسؤولين لا علاقة لهم بالنضال وأدخل فيه عناصر همها مصالح شخصية وعمره بالانتهازيين ولكن هذا التجمع هو وريث الحركة الوطنية ووريث حزب نضالي بعثه في قصر هلال نخبة من المجاهدين في مقدمتهم الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة في هذا الحزب مناضلون حقيقيون نزهاء وفيه مقاومون تصدوا للاستعمار وعرفوا السجون والمنافي فيه رجال استشهد آباؤهم في اطار الحزب الحر الدستوري فهؤلاء جزء من المجتمع تسلط عليهم بن علي وهمش الكثير منهم وأبعدوا وبقوا على قناعاتهم دستوريين على أولئك أن ينظروا معا في مصير حزب وطني حرر البلاد وبنى الدولة ودعم اختيارات تحديثية جريئة وأعطى المرأة حقوقها وعمم التعليم... لا بد من مراجعة نقدية...وإعادة بناء الحزب على أسس واضحة باعتبار أن الأحزاب أصبحت منفصلة عن الدولة وتغيير اسم الحزب الحالي...والاعتذار الى كل التونسيين الذين نالهم ضرر من الحزب هذا الأساس هذه آرائي حول الحزب. لم أبدأ في تجسيمها، كنت أودّ منذ عشرة أيام أن تتكون لجنة تعوض الديوان السياسي يرأسها السيد مصطفى الفيلالي الذي كان مدير للحزب، فهو رجل مثقف وكفأ وقادر على أن يجمع ما في هذا الحزب من طاقات نظيفة وحيّة.
اقترحت عليه هذا، وقبل الأمر ثم رأى السيد الفيلالي أنه من الأحسن أن يعمل في نطاق لجنة (المبادرة الثلاثية) وكان الرأي عندي، إن كان قبل السيد مصطفى الفيلالي هذه اللجنة الحزبية (وقد قبلها ولكن..) أن ألتزم معه وأدعو الى الاجتماع حوله.
ماذا عن الحزب الآن.. هل هو «التجمّع» أو هو حزب الدستور سيكون؟
الآن سأساهم في أيّ بناء جديد للحزب يقوم على هذه المبادئ وأعتقد أن الأمر يحتاج الى شيء من التأني.
راج أن السيد محمد شاكر يمكن أن يقوم بالمهمّة؟
نعم.. هو مؤهل لأن يجمع الطاقات النظيفة (...)
هناك من يقول عنك الآن، إنك أنت من جيّر لبن علي لكي يستحوذ على الحزب.. أو أنك أهديته الحزب على طبق فضة؟ ما حقيقة الأمر في ذلك؟
كنت بعد السابع من نوفمبر 1987 داعية للتعدّدية الحزبية في تونس وكنت في الآن نفسه وفيّا للحزب الذي أنتسب إليه مع السعي منذ ذلك الحين الى تجديده حتى يتلاءم مع العصر.. أما ترؤس بن علي لهذا الحزب فهو محض إرادته ولم يكن واردا إذاك أن يكون بن علي رئيسا للتونسيين لا رئيسا للحزب، بل كان واردا إذّاك عند بعض الساسة بعث حزب جديد لبن علي يعوض الحزب الدستوري يكون حزبه ويحكم بإسمه.
من كتب بيان السابع من نوفمبر، هل هو أنت وكيف، أم بن علي أعطاك النص لتكتبه؟
في نوفمبر 1987 كان زين العابدين بن علي وزيرا أول وأمينا عاما للحزب، أعطاه هذين الموقعين الرئيس الحبيب بورقيبة ووصل الى هذين المنصبين بإعانة ومساعدة من الحاشية (سعيدة ساسي والبقية)، تعاونت معه على أساس بيان السابع من نوفمبر، الذي حرّرته من أوله في آخر، فكرة وكتابة وسف أعطيك نسخا ثلاثة من نص البيان المعدل لثلاث مرات بخط يدي.. (انظر صورة البيان) ولم يتدخل بن علي في نص البيان ولو بكلمة أو حرف واحد ولكنه قبله.
كيف بدأت القصة؟
كنا ثلاثة الحبيب عمار وأنا وبن علي..
كم دام من وقت؟
أسبوعان.. رغم وفائي لبورقيبة الذي لم يتغيّر.. ولكني رأيت بورقيبة في حالة انهيار، لا يشرّف وضعه ولا نضاله ولا مسيرته وخشيت على تونس من استغلال ضعف بورقيبة لفائدة قوى أجنبية شاركت في عملية تغيير النظام سلميا.
وللتذكير كانت انجازات العهد الجديد في البداية، وبالأخصّ خلال قرابة السنين التي قضيتها متماشية ومتناسقة مع البيان، فهو بيان قبله الشعب وأيدّته كل النخب السياسية.
الحبيب عاشور خرج من السجن، وأعيد بناء الاتحاد العام التونسي للشغل بحرية بعد المحن التي قاساها، حرّرنا مناضلي الاتجاه الاسلامي. ونجا الشيخ راشد الغنوشي من حكم الاعدام والذي أراد أن يسلطه عليه بورقيبة. عاد أحمد بن صالح بعد أن ظلم وكان ضحية السبعينات.. بن صالح ضحية كبيرة لبورقيبة ثم حرّرنا بالميثاق الوطني شاركت فيه كل القوى السياسية ووقعت المصادقة عليه من الجميع.. ما عدا ابراهيم حيدر (الوحدة الشعبية) وأجرينا انتخابات برلمانية وحصل فيها الاسلاميون على 17٪.
هل وقع تزييفها؟
ربما وقع التزييف.. ولكن لم يكن في مستواي.. أو بعلمي.. ثم وقع ابعادي من قبل مصالح خاصة جدّا.. كانت معروفة لدى السياسيين.. وكانت متنفّذة في القصر.. وكان بعض السياسيين لهم حسابات خاصة..
كيف ترى تونس الغد.. تونس ما بعد الثورة؟
كان تحوّل السابع من نوفمبر قد حدث من القمة.. وفي وقت قصير انحرف... وتواصل هذا الانحراف نحو الفساد السياسي والمالي.
ثورة 14 جانفي انطلقت من الشعب من سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وعمّت كل البلاد فهي ثورة شعبية مباركة طالبت بالحرية والديمقراطية والحق في فرحة الحياة والكرامة...
تبنت الحكومة هذه النداءات وبدأت في تجسيمها بالاعتماد على كفاءات عالية.. مواصلة السير في هذا الاتجاه وبتشريك كل الناس بدون إقصاء أو تهميش يساعدنا على فتح عهد جديد لتونس تصبح به بلادنا واحة ازدهار وديمقراطية وتكون مثالا يحتذى وفي تونس رجال ونساء قادرون على النجاح في بناء هذه الواحة...
هل يعني هذا أنّك ضدّ إقصاء أي طرف سياسي؟ وهل تعتقد في الفكرة القائلة في انصهار عدد من الأحزاب والتيارات تحت اسم واحد وبذلك يتقلص عدد الأحزاب؟
الديمقراطية لها قواعد ولها قوانين... لا بد من اعتمادها في هذا العهد الجديد في هذا العهد الذي زال فيه الخوف، وانتهى الاضطهاد لا يمكن بحكم ذلك أن نتدخل في كيفية تنظيم الأحزاب عليها أن تنتظم حسب إرادة منخرطيها تتوحد وتندمج وتتصارع المهم أن نحترم التعايش والتحاور والآراء المخالفة.
أنت مع منح تأشيرة لحزب النهضة؟
نعم أنا مع منح تأشيرة للنهضة، وإني أرى في بعض المناضلين في الشارع رغم تطرفهم حيوية وقدرة على بناء عهد جديد ينبغي علينا مساعدتهم على الانصهار في تنظيمات سياسية قد تفرض نفسها على الساحة غدا...
حوار: فاطمة بن عبد الله الكرّاي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.