سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال لقائه بالعريض : هولاند يعلن عن نصف مليار أورو استثمارات في 2014 .. و 60 مليون أورو ديون تونس تتحول إلى استثمارات ويتعهد بالتعاون لاسترجاع كافة أموالها المنهوبة والمهرّبة..
انعقدت مساء أمس بقصر الحكومة بالقصبة ندوة صحفيّة مشتركة بين رئيس الحكومة علي العريّض والرّئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بحضور عدد من وزراء البلدين. وأعرب هولاند عن شكره لحفاوة الاستقبال وتقديره واحترامه الكبيرين لتونس وشعبها مبديا اسفه من المعاناة التي تكبّداها طيلة عقود مثمنا ما تتحمّله الحكومة من مسؤوليّة في اتجاه انجاح المسار الانتقالي وسعيها إلى الانتهاء من المصادقة على الدستور في أقرب الآجال وتنظيم الاستحقاقات الانتخابيّة وتخطي المرحلة الانتقاليّة الرّاهنة، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه. وأكد الرّئيس الفرنسي وقوف بلاده إلى جانب الشعب التونسي ودعم ثورته وإنجاح العمليّة الديمقراطية وإرساء مقوّمات الحريّة مهما كان موقعها في المؤسّسات أو في المجتمع معتبرا أن تونس التي تعدّ مهد الثورات في بلدان الرّبيع العربي تحمل على عاتقها مسؤوليّة أن تكون نموذجا يحتذى لبقيّة الدول لافتا النظر إلى أنه تدارس مع رئيس الحكومة مجريات الأحداث ذات العلاقة في كلّ من مصر وليبيا. وجدّد هولاند التأكيد على أن تونس تظلّ الشريك الاقتصادي الأوّل لفرنسا وأنّ بلاده عاقدة العزم على الارتقاء بعلاقات التعاون وتكثيف نسق الاستثمار سيما في مجالات الطاقة المتجدّدة والفلاحة والسياحة وتعزيز ذلك بنقل التجربة الفرنسيّة ووضع خبراتها على ذمّة تونس. وأعلن الرّئيس الفرنسي عن التزام بلاده بتكثيف جهودها وتعزيز تعاونها القضائي مع تونس لاسترجاع كافة أموالها المنهوبة والمهرّبة وأنّ هذا التعاون سيأخذ طابعا شموليّا ناجعا مشيرا إلى أن بلاده لها ثقة كبيرة في كون تونس بلد يتّجه بخطى حثيثة نحو الديمقراطية وأنّ علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في كل القطاعات وخاصّة منها الاقتصاديّة تستوجب مزيدا من الدّعم وكذلك سعي بلاده إلى تحفيز وفتح آفاق التعاون على المستوى الأوروبي متعهّدا بإيلاء الأسر التونسيّة المقيمة بفرنسا والتي تواجه صعوبات في بعض مناحي الحياة الرّعاية التي تستحق. من جهته، أعلن رئيس الحكومة أنّ ما تمّ إبرامه بقصر الجمهوريّة بقرطاج من اتفاقيّات بإشراف الرّئيسين محمد المنصف المرزوقي وفرانسوا هولاند يترجم ملامح العلاقة المتميّزة ويجسّمها مجدّدا امتنانه للرّئيس هولاند وبلاده لقاء دعمها للمسار الانتقالي في تونس وفسح المجال لعلاقات أشمل وأنجع في إطار مرتبة الشريك المتميّز مع الاتحاد الأوروبي. وكشف علي العريّض أن الزيارة تعدّ فرصة اطلع من خلالها الرّئيس الفرنسي والوفد المرافق له على الأشواط التي قطعتها تونس والصعوبات الماثلة وكيفيّة التعامل معها مؤكدا أنّ تونس التي كانت البوّابة الأولى للثورات في بلدان الرّبيع العربي هي اليوم أقرب للنموذج الناجح وأنّه رغم الإقرار بوجود بعض التحديّات فإن تونس تسير في الطريق السليم بخطى ثابتة سبيله في ذلك الشرعيّة والتوافق المفتوح وأنّنا على أبواب قرب أجل المصادقة على الدستور والقانون الانتخابي وإنجاز الانتخابات المرتقبة قبل نهاية العام منتهيا إلى الإشادة بالتعاون القويّ بين تونسوفرنسا. وفي اجابته عن اسئلة صحفيّين التي تعلقت بالدّين المتخلّد بذمّة تونسلفرنسا ومشاريع الاستثمار الفرنسيّة بتونس ووضعية جاليتنا من الحاملين للجنسيّة المزدوجة أوضح الرّئيس فرانسوا هولاند أنّ بلاده ستبقي على حجم المعونات الماليّة التي تقدّمها بلاده لتونس المبرمجة للعام المقبل والتي تقدّر بقيمة 500 مليون أورو ستخصّص لإنجاز عدد من المشاريع بتونس ستختار الدولة التونسيّة مجالات اختصاصها وأنّه تمّ بالتوازي تحويل ما يناهز 60 مليون أورو من ديون فرنسا المستحقّة على تونس إلى مشاريع تنمويّة واستثمارات مباشرة للفترة 2013-2014 مضيفا أن بلاده ملتزمة بدعم تونس في هذا الإطار انطلاقا من العلاقات العريقة والمسؤوليّة التاريخيّة لبلاده تجاه الدولة التونسيّة فضلا عن سعي فرنسا لتعبئة بلدان الاتحاد الأوروبي لدفع مشاريع التنمية والاستثمار المباشر بتونس. وخلص الرّئيس الفرنسي إلى الكشف عن وجود برنامج تدريب وتكوين في إطار دعم اللغة الفرنسيّة في تونس سيشرف عليه فرنسيّون من أصل تونسيّ مبينا أنّهم أوفياء لبلد المنشأ وسيعملون من خلال تفعيل هذا البرنامج التكويني لتعزيز التقارب بين الدولتين التونسيّة والفرنسيّة.