غيّرت جائحة كوفيد 19 حياة ملايين الأشخاص في العالم، ورغم ذلك يرفض كثير من التونسيين حتى الان تطبيق الاجراءات الوقائية من هذا الفيروس وحجتهم في ذلك عدم قبول "مقايضة تواصل الروابط الاجتماعية بالعيش بأمان في عزلة"، وفق ما أفاد به المختص في علم الاجتماع محمد الجويلي. ولاحظ الجويلي في تصريح ل(وات) اليوم الاثنين، أن عديد التونسيين يواجهون مرحلة تفشي فيروس كورونا بعدم التقيد بالتباعد البدني وعدم ارتداء الكمامات ويحتشدون بالمقاهي وبالأسواق في حين لا يتورع بعضهم عن حضور المناسبات العائلية التي تقام دون التقيد باجراءات السلامة"، ملخصا هذا النوع من التعاطي مع المرض ب"نزعة من التحدي" مقابل التزام آخرين بالتدابير الوقائية من هذا الوباء. ووصف المختص في علم الاجتماع، رفض الالتزام بالاجراءات الوقائية ب"أنه وليد الرغبة في الثأر"، حسب تعبيره، مؤكدا أن العزلة التي فرضها الحجر الصحي الشامل في تونس خلال الموجة الأولى لتفشي كورونا مثلت سببا أساسيا في حدوث "نزعة" رفض تطبيق اجراءات السلامة بما تعنيه من تقييد للروابط الاجتماعية. وشبّه العودة الى النمط الاجتماعي الطبيعي غداة التحكم في الموجة الأولى مع مطلع جوان المنقضي بمرحلة "الهدنة"، التي تخلى فيها عدد هام من المواطنين عن الاجراءات الوقائية، قبل خوض التحدي ضد الموجة الثانية من تفشي الفيروس. ورأى أن المرحلة الحالية في تونس التي تسجل موجة ثانية هي الأقوى لتفشي كورونا شهدت بروز مظاهر "التحدي" للمرض لدى بعض المواطنين من خلال ضربهم عرض الحائط لتدابير الوقاية بعدم ارتداء الكمامات وضعف تطبيق التباعد البدني، معتبرا أن هذا السلوك يعكس ما وصفه ب"رفض المساومة على مبدأ استمرار الروابط الاجتماعية". ودعا الباحث، السلطات الى ضرورة العمل على مزيد تحسيس المواطنين وتوعيتهم أكثر باتجاه الالتزام باجراءات الوقاية، مشيرا الى أن اقرار مواقيت تنظيميه وانفاذ البروتكولات الصحية يساهم في الحد من التجمعات والتجمهر بما يدعم تقويم سلوكات المواطنين ويحد من اثرها على تفشي عدوى المرض بالبلاد.