قال اليوم دكتور علم النفس والخبير الامني والمدير السابق لادارة الدراسات وتطوير الكفاءات للامن الوطني ورئيس سابق خلية علم النفس التطبيقي بالادارة العامة لامن رئيس الدولة يسري الدالي في تصريح لل"الصباح نيوز" ان كل ارهاب او كل عملية ارهابية الا ووراءها تجارة السلاح و المخدرات والتهريب وأضاف الدالي ان بعد ما حدث في تونس أمس يجب ان يتجاوز الكلام التيار السلفي او تنظيم القاعدة الى ما وراء الظاهرة مشيرا الى ان وراء هذه الاحداث يقف تجار اسلحة ومخدرات ومافيا لان تجار الأسلحة ومصنعيها عادة ما يخلقون حروب وفوضى لبيع صناعتهم واذا تلاقت مصالحهم مع تيارات اخرى بهدف تهديد مصالح آخرين فان النهاية عادة ما تكون كارثية واشار محدثنا ان تونس اصبحت مطمع لعدة اطراف وان دراسة هذا الوضع يجب ان لا يتم بمعزل عن المستوى الاقليمي كمصر ومالي وسوريا مؤكّدا ان المانيا قامت بدراسة حول تونس بعد الثورة اثبتت ان تونس من اغنى البلدان الافريقية بتروليا وان الشريط الساحلي التونسي غني بهذه المادة من بنزرت الى جرجيس واضاف ان مسؤولين المان قدموا الى تونس بعد الثورة واستقبلهم وزراء في حكومة الباجي قائد السبسي من بينهم ياسين ابراهيم وزير النقل حينها لبعث مشاريع مع العلم ان هذه المشاريع تم طرحها ومناقشتها مع بن علي قبل 4 اشهر من اندلاع الثروة التونسية الا ان المانيا اكدت في تقريرها ان اياد فرنسية افشلت هذه الصفقة وهي بصدد السيطرة على تونس من اجل اطماع نفطية لكن يبدو ان الحكومة الحالية لم تجد طريقة للتعامل مع فرنسا وان الاخيرة لا تفضل التعامل مع الاسلاميين ولذا وجب تغيير الوضع في تونس وتساءل محدثنا فمن مصلحة من سيصب ذلك؟ واضاف الدالي ان هذه الحكومة لم تستطع حماية تونس والدفاع عنها ولم تسعى للسيطرة على المخاطر التي تهددها عبر توفير التجهيزات اللازمة والظروف الملائمة للامن وللدفاع ليقوموا بادوارهم كما ينبغي ورفضت التعامل مع اصحاب الخبرات والكفاءات لكنها كانت تلهث وراء التجاذبات السياسية وتعاملت بالأسلوب "اليومي" مع الاجهزة الامنية لكنهم لا يعلمون ان "اليومي" في هذه الخطط بالذات "يقتل" وعن غاية "الارهابيين" من التنكيل بجثث الشهداء وذبحهم قال محدثنا انه رسالة موجهة الى الامنيين وجنود تونس محتواها "ان دافعتم على هذه البلاد ستلقون نفس المصير" كما كانت غايتهم الحط من معنويات الجنود ليرفضوا الصعود الى الشعانبي مجددا وحتى ان صعدوا مجددا فانهم سيكونون مضطربين وفاقدين للتركيز وفي نفس السياق اكّد يسري الدالي انّ ما وقع تداوله من صور للجنديين بوسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي امر غير مقبول بالمرة وقال "كيف يتم نشر صور الجنود وهم في تلك الحالة كيف يتم بث ذلك عبر التلفزات لقد كان من المفروض ان تبقى سرا يدخل ملفات امن الدولة لان غاية الإرهابيين هي بث تلك الصور وليرى الجميع جنود تونس في تلك المشاهد "الشنيعة" وقد بلغوا غايتهم للأسف" وأكد محدثنا أنه لا يستبعد ولا يستغرب حصول هجمات إرهابية أكثر خطورة في تونس وان إمكانية تنقل الإرهاب إلى المدن واستهداف المدنيين واردة ولذا على الأجهزة الأمنية توفير الروح المعنوية للجنود ونفخ روح حب الوطن فيهم والتواجد بجانبهم والتواصل المستمر معهم وقال الدالي" كيف يعقل ان يصعد جنود الى جبل الشعانبي دون صدريات واقية من الرصاص في منطقة محظورة وكيف لم يتم تركيز نظام كاميراهات مثبتة في العربات العسكرية تصور كل شيء وتنقله حتى في ابانه كيف لا يتم توفير مناظير حرارية للاعوان وأكّد يسري الدالي انّ تحرك هذه المجموعات الارهابية منظم جدا وفيه الكثير من الحرفية ومن الاكيد ان تكون وراءه يد أجنبية لان تصرفاتهم مهيكلة ودقيقة