دعا الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج القيادات السياسية في كل من مصر وتونس إلى "الاتعاظ بالتجربة الجزائرية وعدم تكرارها في بلدانهم، تحت يافطة الحرب على الإرهاب". وأعرب بلحاج في تصريحات خاصة ل "قدس برس" اليوم الاربعاء عن خشيته من أن تعمد سلطات ما أسماه ب "الانقلاب العسكري" في مصر لتكرار النموذج الجزائري في اعتقال القيادات السياسية للتيار الإسلامي وحل الأحزاب السياسية التي تجمعهم. وأكد بلحاج أن البصمة الخارجية في ما تشهده تونس من عمليات عنف وصلت حد الاغتيال السياسي، واضحة لكل ذي بصيرة، وقال: "لا شك أن النظام الجزائري يأمل أن تفشل جميع تجارب الثورات العربية، هذا أمر مقطوع بصحته، لكن نحن لا يمكننا أن نتهم أي جهة بشكل مباشر دون دليل، إلا أنني أؤكد أن الأيادي الخارجية في ما يجري في تونس واضحة لكل ذي بصيرة، فقد حدثت عملية اغتيال محمد البراهمي عشية دعوة المصريين إلى مليونيات الانتصار للشرعية، وذلك لخلط الأوراق والعبث بالمشهد السياسي والأمني في تونس ودول الربيع العربي، من حيث إقناع الناس والرأي العام الدولي بأن هذا الربيع أنتج الإرهاب، وهذا هو هدف الأيادي الخارجية، وقد بدأ التونسيون يتحدثون عن الإرهاب، وهذا نفسه ما حدث في الجزائر". وتابع: "حتى لو حدثت العمليات الإرهابية التي جرت في تونس سواء الاغتيال السياسي أو استهداف الجنود بأيادي تونسية فإن المؤكد أن جهات أجنبية أقليمية ودولية تقف وراءها. ومما لا شك فيه فإن النظام الجزائري سعيد لفشل تجارب التحول الديمقراطي في العالم العربي حتى يقنع الشعب الجزائري بقبول الظلم المسلط عليه". ورأى بلحاج أن حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في دول الربيع العربي هي حالة طبيعية، وقال: "لقد علمتنا التجارب الثورية في العالم أن حالة عدم الاستقرار الأمني طبيعية وأن الوصول إلى الاستقرار السياسي يحتاج إلى بعض الوقت بالنظر إلى وجود الفلول أصحاب المصالح في الأنظمة المنهارة، وأيضا بالنظر إلى مصالح الأنظمة التي تخشى من انتقال عدوى الثورات إليها"، على حد تعبيره (وكالات)