تداولت اليوم الاربعاء عدد من وسائل الإعلام خبرا مفاده أن قيادات من حركة النهضة وعلى رأسها عضو مجلس الشورى الحبيب اللوز قد كثفت من اتصالاتها بقيادات ما يسمى ب"مشايخ السلفية في تونس" وبتنظيم انصار الشريعة. واضافت ذات المصادر أنّ "هذه الاتصالات تتنزل في إطار المطالبة بدعم حركة النهضة والاصطفاف وراءها في المحنة". وفي هذا السياق، أفاد الحبيب اللوز "الصباح نيوز" أنّه "شخصيا "ليس لديه انطباع بأنّ الحركة أو الحكومة في خطر، مضيفا : " النهضة لا تستنجد إلا بالقانون ومكونات المجتمع المدني والشعب الذي فوضها ولا تحتاج إلى دعم أيّ جهة... ولديّ اعتقاد أنه لا إمكانية للانقلاب في تونس وأنّ المشهد الأمني والسياسي يوحي بالانفراج" وقال : "ما معنى الاتصال بتنظيم انصار الشريعة في الوقت الذي يوجد به عدد من المنتسبين إليه متورطون في قضايا...لقد جلست آخر مرة مع تنظيم أنصار الشريعة في أحداث القيروان وأنا متحفظ على الاتصال بهم...ونحن نتساءل من يقف وراء هؤلاء الشباب الذين تأسلفوا في الفترة الأخيرة والذين وضعوا لحيا وارتكبوا جرائم ونسبوا انفسهم إلى أنصار الشريعة في حين أنّ هذا الطرف الأخير يتبرأ منهم ..يجب أن نعرف من وراءهم...وأنا شخصيا ليس لدي أيّ اطمئنان للمجموعة المذكورة". وأوضح : "بعض المجموعات التي قامت بعمليات الاغتيال أو ضبطت من قبل الأمن عناصر سلفية وهناك من يرى أنها أيادي مندسة اخترقت المجموعات المحسوبة على الانصار لخدمة أجندات ربما لا تكون أجندة أنصار الشريعة...وحقيقة انتمائهم ستكشفها أجهزة الدولة"
اعتصام الرحيل أخذ شكله ومحتواه وحجمه يهترأ ومن جهة أخرى، قال اللوز انّ قوى المعارضة فشلت في المواعيد التي ضربتها لإسقاط الحكومة والتأسيسي، وقال : "هذه المواعيد كانت لإحداث مناخ فوضى...وتفكير هؤلاء غير واقعي... وكلّ محاولاتهم باءت بالفشل وخيبت آمال شبابهم وأظهرت للشعب التونسي أنّ المعارضة مجرد ظاهرة صوتية لا تفعل شيئا" وأضاف : "حتى اعتصام الرحيل أخذ شكله ومحتواه وحجمه يهترأ...وأقول للشعب التونسي هؤلاء الذين ينادون بإسقاط الحكومة وبانتهاء الشرعية لا يخيفون وهم فاشلون"
حركة النهضة تدعو إلى حوار وطني مع الجميع أمّا عن الحوار الوطني، فقال الحبيب اللوز انّ حركة النهضة تدعو إلى حوار وطني مع الجميع ولكن بشروط تتمثل في ما يلي : -الحوار مع أطراف غير متورطة في العنف -الحوار مع أطراف لا تدعو إلى ضرب الشرعية -الحوار مع أطراف لا تحيي أجندة النظام السابق - الحوار مع أطراف تقبل الحوار وأكّد أنّ حركة النهضة تدعو إلى حكومة وحدة وطنية منفتحة على كلّ القوى وبإشراف علي العريض، مضيفا : "النهضة تقدمت خطوة في الغرض وأصبحت تبحث عن القواسم المشتركة ...وسنحاور أصحاب كل المبادرات وقد نجد حلولا مقبولة...والحلول مطروحة.. ورأينا نصر عليه ولكن لن نرفض الحوار الوطني الذي سيكون فيصلا في الموضوع".
غير وارد أن تتخلى النهضة السلطة وحول تصريح عبد اللطيف المكي عضو مجلس شورى النهضة أمس الثلاثاء في برنامج بثته القناة الوطنية الأولى حول أنّ حركة النهضة مستعدة للخروج من الحكومة في صورة الإصرار على حكومة كفاءات وطنية، فقال اللوز : "لقد أعلمني المكي بهذا الموقف الشخصي والذي لا يمكن اعتباره موقف مؤسسات...وهذا احتمال رياضي للمكي على افتراض أنّ مصلحة الوطن تقتضي ذلك...وللعلم فإنه غير وارد أن تتخلى حركة النهضة عن السلطة تلك الأمانة التي حمله إياها الشعب...ولذلك يجب المحافظة على السلطة واستكمال المرحلة الانتقالية في أحسن الظروف".