دعت الجبهة الشعبية الشعب التونسي إلى المشاركة في اعتصام الرحيل بساحة باردو اليوم السبت 24 أوت ، وذلك للمطالبة بحل التّأسيسي والسّلطات المنبثقة عنه وبحكومة إنقاذ وطني. وفي ما يلي نص البيان الذي تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه :
أيّتها المواطنات، أيّها المواطنون، أيها الشعب العظيم لقد انتخبتم يوم 23 أكتوبر 2011 مجلسا تأسيسيا لصياغة دستور في ظرف سنة يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية لكل التونسيين تقطع مع نظام الاستبداد الذي سلبكم حرياتكم ويعين حكومة انتقالية تشرع في التخفيف من البطالة وتتصدى لغلاء المعيشة وتعالج مشاكلكم الاجتماعية الملحة. وتعلمون أنه منذ حوالي السنتين انقلبت أغلبية من حركة النهضة وحلفاؤها على المجلس التأسيسي فحولته إلى مجلس تشريعي لا نهاية له وعملت على فرض دستور يفتح الطريق لدولة استبداد جديد بغطاء ديني واستبدّت بالسلطة مستعملة مختلف المناورات لربح الوقت وللسّيطرة على مفاصل الدولة بالتعيينات الحزبية تمهيدا لتدليس الانتخابات المقبلة. وكونت ما يسمى بروابط حماية الثورة المارقة وغضت الطرف عن تنامي الإرهاب وشجعته فاستهدف الشهيد لطفي نقض والقياديين في الجبهة الشعبية الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي ومناضل الجبهة الشعبيّة محمّد بالمفتي وشهداء جيشنا الوطني مما خلق مناخا لا يوفّر الأمن والطمأنينة لكم. وتعلمون أنّ حكومة الفشل النهضوية عمّقت الأزمة الاجتماعيّة والاقتصادية فالفساد استشرى في عهدها وغلاء المعيشة أصبح لا يطاق وتدهورت الخدمات الصحية للفئات الضعيفة الدخل وعمت الأوساخ جميع أنحاء البلاد بعد أن استفردت النهضة وحلفاءها بالنّيابات الخصوصية في البلديات في حين بقيت المناطق والأحياء المهمشة التي كانت مهدا وحاضنة للثورة على حالتها بل تعكر حال العديد منها وتعمقت أزمة البطالة وازدادت تهميشا وتفقيرا، بل إنّ حركة النهضة عينت في الوظائف المستحدثة في الإدارات والمؤسسات أتباعها ومناصريها بنفس أسلوب المحاباة والموالاة كما كان الأمر زمن بن علي. وقمعت النهضة الاحتجاجات الاجتماعية بشراسة وبكلّ همجيّة ممّا خلّف عديد الضحايا والمصابين (استعمال الغازات السامة المحظورة وأحداث الرشّ بسليانة..)، وقامت بفبركة القضايا ونصبت المحاكمات لنشطاء المجتمع المدني، من قيادات الحراك الاجتماعي ومن فنّانين ومبدعين ومثقّفين، ولم يسلمْ من قمعها وأذاها حتّى الشباب الذي كان مفجّر الثورة ووقودها. أيتها المواطنات، أيها المواطنون، أيها الشعب العظيم حكومة النهضة الماسكة بالسلطة تدعي التحاور لربح الوقت وتهدد بقمع الاعتصامات السّلمية وترفع في أسعار المواد الأساسية وتواصل التعيينات الحزبية رغم تواصل اعتصام الرحيل والمظاهرات الشعبية الحاشدة خصوصا يومي 6 و13 أوت التي طالبتها بالرحيل وحل التأسيسي. حكومة النهضة تغالطكم عندما تدعي أن الجبهة الشعبية وحلفاءها يدعون للفراغ والفوضى وتحاول شيطنتها والحال أننا نريد حكومة متكونة من كفاءات مستقلّة تعمل على الاهتمام بمشاكلكم الاقتصادية والاجتماعية الملحة وتتخذ إجراءات جدية لمحاربة الإرهاب وتوفر مناخا خاليا من العنف لتأمين انتخابات نزيهة. حكومة النهضة تغالطكم عندما تدّعي أنّ الجبهة الشعبية وحلفاءها "يريدون الكراسي" فنحن نريد حكومة مستقلة عن جميع الأحزاب ولن نشارك فيها في حين أن النهضة استولت على كلّ مراكز الحكم والنّفوذ منذ حوالي السنتين وتتشبث بها رغم فشلها. والنهضة تتلاعب بمطالب الجماهير المحتشدة في اعتصام الرحيل عندما يصرح رئيسها يوم 22 أوت 2013 أنه قبل "مبدئيا" بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ثم يصرح أن حكومة علي العريض ستبقى قائمة. ونحن نطالب بحل المجلس التأسيسي وكل الهيئات المنبثقة عنه لأنه فقد شرعيته بتجاوز مدته ولفشله في وضع دستور ديمقراطي لكل التونسيين بل أصبح وكراً للثورة المضادة يُكلّف ميزانيّة الدّولة المليارات على حساب قوتكم اليومي ويتمعّش منه العديد من الوصوليّين الذين خانوا ناخبيهم وباعوا ضمائرهم لأصحاب المال السياسي المشبوه. ونحن، على نقيض ذلك، لنا البديل الواقعي المتمثل في لجنة خبراء تتولى إتمام الدستور في أقصر أجل ممكن. أيتها المواطنات، أيها المواطنون، أيها الشعب العظيم نحن في الجبهة الشعبية متطوعون وملتزمون بالدفاع عن حقوقكم وعن المصالح العليا للبلاد إلى جانب حلفائنا في جبهة الإنقاذ الوطني والنواب المنسحبين من المجلس التأسيسي. بدون مساهمتكم وحضوركم لن تتخلّى حركة النهضة عن مصالحها الحزبية الضيّقة ولن تتراجع عن ممارساتها الاستبدادية. فالمظاهرات والاعتصامات السلمية الحاشدة هي التي تجبرها على التّراجع عن تعنّتها والقبول بمطالب الشّعب وحلّ الحكومة والمجلس التّأسيسي. لذلك تعوّل عليكم الجبهة الشعبية للحضور للتّجمّع الشعبي الذي سينتظم من أجل : * إسقاط المجلس التأسيسي والهيئات المنبثقة عنه * حكومة كفاءات مستقلة ومحدودة العدد ولا يترشح أعضاءها للانتخابات القادمة * ايقاف شيطنة الجبهة الشعبية فهي تعمل على إنقاذ البلاد وعلى تحقيق أهداف الثورة *ايقاف تلاعب حركة النهضة بمطالب الجماهير الشعبية يوم السبت 24 أوت بساحة الاعتصام بباردو على السّاعة السّادسة مساء الذي ستُعلن فيه جبهة الإنقاذ عن موقفها وعن الإجراءات التي ستّتخذها