"عائدون" هو عنوان الندوة الوطنية للدفاع عن الثورة التي انتظمت صباح السبت بالعاصمة ببادرة من حركة وفاء. وتهدف الندوة وفق ما أكده منظموها إلى تباحث سبل تحصين الثورة من أعدائها وتكريس برنامج عملي يحدد استحقاقات الثورة وأولوياتها. وفي هذا السياق، قال رئيس الهيئة التأسيسية لحركة وفاء عبد الرؤوف العيادي أن القوى السياسية التي تحتل المشهد اليوم لا علاقة لها بالثورة، معتبرا أن الشعب قد صنع الثورة في حين أن النخبة قد أفرزت أزمة . وأوضح في هذا الصدد أن تونس تشهد أزمة أصلية تتمثل في إسقاط الشعب لنظام مستبد حكمه لطيلة 60 سنة وعدم تفكيكه من قبل النخبة وأزمة حكم تعيشها البلاد اليوم والتي تدعمت من خلال انزلاق العمل السياسي في الصراعات والتجاذبات بين الأطراف المؤثرة في المشهد على حد تعبيره. وقدم العيادي عدة مقترحات بهدف ما وصفه بتحصين الثورة لعل منها العمل على كشف العلاقة بين ما اسماه ب قوى الوصاية الاستعمارية و قوى الردة وإماطة اللثام على ارتباط العديد من رموز الثورة المضادة بالنظام السابق والتصدي لعودة ممارساته فضلا عن نشر الأرشيف وفرض المحاسبة كاستحقاق ثوري. ونبه رئيس حركة وفاء الى خطورة تصنيف فصيل من التيار السلفي كمنظمة إرهابية من طرف الحكومة قائلا أن هذا التصنيف سيفتح الباب الى عودة الدولة البوليسية القمعية بتعلة مجابهة الإرهاب دولة يزداد في ظلها الفساد استشراء وانتشارا على حد وصفه إلى جانب انخراط المؤسسة القضائية باسم القانون في هذا التمشي قانون مكافحة الإرهاب. من جانبه، اعتبر القيادي في حركة وفاء أزاد بادى أن هناك ارادة لاستنساخ المنظومة القديمة بدفع من قوى خارجية أوجدت لها عملاء بالداخل على حد تعبيره داعيا الى توحيد كل الجهود من اجل التصدي لهذه الممارسات واستئناف المجلس الوطني التأسيسي لاعماله لاستكمال الدستور والنظر في مشاريع قوانين منها بالخصوص تحصين الثورة والعدالة الانتقالية وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني. وبين أن المشاورات الجارية بين الاتحاد العام التونسي للشغل وبقية المنظمات الراعية للحوار والاحزاب السياسية هي محاولة لربح الوقت لا تخدم الثورة التونسية في شيء. وجدد ممثلو حركة وفا خلال هذه الندوة التأكيد على تقارب السلطة الحاكمة مع تشكيلات النظام السابق مشيرين إلى تقديم عديد التنازلات التي أدت إلى انخراط الحكومة في أجندة ما سمي بمقاومة الإرهاب لتكون أساسا مشتركا لطي صفحة النظام السابق نهائيا مقابل محاصصة جديدة بين النهضة ونداء تونس واتحاد الشغل على حد تقدريهم . وتتواصل أشغال الندوة في شكل لجان وهي لجنة التعبئة والتنظيم والبرمجة والتخطيط والإعلام وذلك بهدف تركيز تيار ثوري قادر حسب منظمي الندوة على التعبئة وتأطير نضالاته فكريا ومؤسساتيا وشعبيا والخروج بمقترحات عملية تصحح المسار. (وات)