يبدو أن اختلاف وجهات النظر بدأت تلقي بظلالها منذ الجلسة الاولى للحوار الوطني حول المسار الحكومي حيث لم تتوصل جلسة يوم أمس التي انتهت في ساعة متأخرة من الليل الى حسم الخلافات العالقة وحسب ما توفر لل"الصباح نيوز" من معطيات فان لجنة المسار الحكومي قدمت تقريرها النهائي للشخصيات المرشحة لرئاسة الحكومة الجديدة وانتهت لضبط قائمة ب 8 شخصيات وطنية هم على التوالي : -راضي المؤدب -الشادلي العياري - أحمد المستيري - جلول عياد -محمد الناصر الجويني -مصطفي كمال النابلي -منصور معلى -شوقي الطبيب وياتي ضيط هذه القائمة بعد ان كانت جبهة الإنقاذ الوطني أجرت اتصالاتها مع عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق الذي اعتذر لهم رسميا عن القبول بالترشح لمنصب رئيس الحكومة القادمة لأنه لا يرفض التعامل مع رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي. كما حدد المشاركون في الحوار الوطني المقاييس التي يجب أن تتوفر في رئيس الحكومة القادم وهي الحياد التام والكفاءة المهنية والتجربة والخصال القيادية والمصداقية ونظافة اليد والإشعاع الخارجي إلى جانب الالتزام بتحقيق أهداف الثورة كما دعت بعض الأطراف الحزبية الى ضرورة ان يتمتع الرئيس القادم بقدرات بدنية تؤهله لتقبل ضغط العمل وبالتالي لا يكون طاعنا في السن وهو ما يشكل عقبة أمام احمد المستيري الذي يبلغ من العمر 88 سنة وفق نفس المصدر. ومن بين الصعاب الاخرى التي واجهت جلسة يوم أمس التي شارك فيه ممثلون عن 21حزبا ،هي الاتفاق على آلية تهدف للتقليص من عدد المرشحين لرئاسة الحكومة ورجحت بعض الأطراف المشاركة ان نسق الجلسات اليومية لا يمكنه ان يصل الى توافق في غضون اسبوع على اختيار الشخصية المناسبة لذلك تم التوجه الى تشكيل لجنة من القيادات السياسية لتضطلع بهذه المهمة وتم الاتفاق مبدئيا على ان تضم اللجنة كل من من الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي واحمد نجيب الشابي وكمال مرجان وحمه الهمامي لاختيار اسمين يعرضان على رؤساء الاحزاب وحسب المعطيات المتوفرة لل"الصباح نيوز" فان بعض الاحزاب لم يرق لها الموضوع وطلبت المشاركة في اللجنة وهذه الأحزاب هي حركة التونسي للحرية والكرامة وحزب الاتحاد الوطني الحر وحزب حركة الجمهورية الذي يقوده العربي نصرة وتم اقتراح اسم محمد الطاهر الالاهي للمشاركة في اللجنة ولكن التحالف الديمقراطي والجبهة الشعبية عارضا الموضوع بشدة على اساس ان هذه الاحزاب الثلاثة تواجه جملة من الانتقادات لدى الراي العام وقد اثار الموضوع اشكالا ورفعت الجلسة ولم يتم الخروج بحل للازمة ولم تتشكل اللجنة المصغرة. ومن المنتظر ان تلتئم اليوم جلسة للحوار الوطني في حدود الساعة الرابعة مساء لايجاد صيغة للخروج من الاشكال والتوصل الى حلّ يرضي الجميع. فهل سنشهد تاخرا في التوافق على اختيار رئيس الحكومة الجديدة ام ترى يتطور الخلاف ليصل الى انسحاب بعض الاحزاب من الحوار الوطني؟